أحدث المواضيع

لا تتعجلوا.. هيئة علماء المسلمين سترد ــ سلام الشماع



تنهال على بريدي الخاص رسائل تسألني: هل أجابت هيئة علماء المسلمين عن سؤالك، الذي طرحته في مقالك (هيئة علماء المسلمين بين الإرهاب والاعتدال)؟
وأعتذر من أصحاب هذه الرسائل، فوقتي لا يسعفني أن أردّ على رسائلهم واحداً واحداً، لذلك قررت أن أكتب هذا المقال لأبين لهم ما جرى.
عندما كتبت المقال السابق، اتصل بي، في اليوم نفسه، الصديق الشاعر محمد نصيف، وهو أحد نجوم قناة الرافدين الفضائية التابعة للهيئة، وأخبرني أن مدير مكتب الأمين العام للهيئة سيتصل بي لأن الأمين العام للهيئة الدكتور مثنى حارث الضاري يريد أن يتحدث معي حول ما ورد في المقال، ويبين لي وجهة نظره، وقد سررت كثيراً لذلك، فالشارع العراقي بدأ يسأل عما ورد في تصريحات رئيس كتلة ائتلاف العراقية، وما إذا كانت صحيحة أم أن علاوي هدف لأمر ما من ورائها، كما بدأ الناس يتساءلون عما إذا كانت الهيئة قد غيرت نهجها حيال الاحتلال وإفرازاته المقيتة، ومنها العملية السياسية ولقطاؤها، بعد رحيل زعيمها المعروف عنه أنه من المتشددين تجاه الاحتلال وزعانفه.
بعد أكثر من ساعتين من حديثي مع الشاعر محمد نصيف رنّ هاتفي وقدم المتصل نفسه بأنه أمين سر الهيئة وأن اسمه الدكتور محمود الحيالي، فرحبت بالرجل الذي تحدث بدماثة عالية، وأبلغني أن الدكتور مثنى يسلم عليّ ويقول إن انتظارك لن يطول، إشارة إلى العبارة الأخيرة التي ختمت بها مقالي السابق بأني وشعب العراق ومحبي الهيئة في انتظار.
وطبعاً، كانت هذه الرسالة عائمة تماماً ولا معلومة فيها، فكأن الدكتور مثنى أراد أن يقول لي (ربما)، ويكتفي بذلك، وهو ما جعل حيرتي تكبر والأمور تزداد غموضاً، والقلق يشتد.
بعض أصحاب الرسائل المرسلة إليّ طالبوني أن أتصل بالدكتور مثنى وأفهم منه حقيقة الأمر، وما إذا كانت الهيئة اجتمعت بعلاوي، مشددين على أني يجب أن أزيل الغموض عن موقف الهيئة التي لم تنف ولم تؤكد تصريحات علاوي، وتماهلت في الرد عليها.
إن هؤلاء المطالبين لا يدركون أن الاتصال بالدكتور مثنى من الصعوبة بحيث أعجز أنا العبدلله أن أحققه وأسرق الدكتور مثنى من مهماته الجسيمة وأتحدث معه.. إن ذلك الأمر من المستحيلات، وأني أعدّ حظي حسناً أن كلف جناب الدكتور، الذي وجهت إليه خطابي في مقالي السابق، أحد الأشخاص للاتصال بي وإيصال رسالته إليّ.
وعلى الرغم من أني قابلت رؤساء وتحدث إليّ وزراء ويتصل بي هاتفياً مسؤولون رفيعو المستوى وأتداول في مختلف القضايا الوطنية، لكن هؤلاء جميعاً لا يحملون، قطعاً، مسؤوليات عظيمة كالتي يحملها وريث زعيم الهيئة، وإني أقدر ذلك بالتأكيد.
إني أرجو من جميع من قرأ مقالي السابق أن لا يفقد حسن ظنه بسياسة الهيئة ولننتظرها حتى يصدر جوابها، لكي لا يلوموا أنفسهم على سوء الظن بها.
فلننتظر أخواني عسى أن يكون خيرٌ، وتطلع علينا الهيئة برد يثلج صدورنا ويريح قلوبنا ويخرس ألسنة المفترين عليها.

قولوا: إن شاء الله.
شكرا لك ولمرورك