أحدث المواضيع

صدور كتاب افريقيا وتدويل النزاعات المسلحة للباحث الليبي عبد الهادي الحويج

بوابة الاهرام 
صدر مؤخرًا عن دار "كنوز" للنشر كتاب "إفريقيا وتدويل النزاعات المسلحة"، للباحث الليبي الدكتور عبدالهادي الحويج، حيث استعرض الباحث، المنازعات المسلحة الداخلية في الدول الإفريقية، متسائلًا: هل الشركات الكبرى الغربية العابرة للقارات، هي التي تصنع السلاح لتستفيد من الاقتتال الداخلي في دول إفريقيا؟
 يقول الباحث، الذي عاين مشاكل اللاجئين في دارفور كشاهد عيان، إنه "مع زيادة التعاون الاقتصادي بين الدول نتيجة العولمة، وتطور القدرات النووية، لدى بلدان لم تكن قادرة على ذلك في السابق، مع تعاظم أحداث الإرهاب في البلدان الغربية، وتزايد ندرة الموارد الطبيعية، وتوفر حوافز مستمرة للتدخل الأجنبي في المنازعات الداخلية، أصبحت المنازعات الداخلية في وقتنا الحالي أكثر عددًا وانتشارًا وتدميرًا".
 اعتمد البحث على السودان، كنموذج للدول الإفريقية التي شهدت تدخلات كبيرة؛ حيث اندلعت بها أطول حرب إفريقية، التي بدأت من عام 1955م، وانتهت في يناير 2005م بمساهمات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، وبمشاركة مصرية وليبية وكينية وأوغندية وأمريكية".
 يذهب الباحث، إلى أن النزاع في دارفور وجنوب السودان "من الأزمات الممتدة في منطقة الشرق الأوسط منذ بداية هذا القرن، حيث مر بتغيرات عديدة، سواء على مستوى القضية أو على مستوي النظام الدولي"، لافتًا، إلى أن النزاعات المسلحة الأكثر انتشارًا اليوم "هي التي تتميز بطابع غير دولي، كما يري الباحث جاكوب كلينبرغ"، مضيفًا، أنه "من المؤسف أن تتسم تلك النزاعات بالوحشية الفظيعة، التي كثيرًا ما تصاحب الاقتتال بين أشخاص ذوي خلفية واحدة أو مشتركة".
 وأوضح، أن النزاع في دارفور "ليس بين دولتين، فلا يمكن اعتباره نزاعًا مسلحًا؛ ففي دارفور تواجه الحكومة على الأقل مجموعتي تمرد منظمتين ومسلحتين، ويسيطر المتمردون على بعض المناطق، وبالتالي، فإن النزاع لا يقتصر على بعض الاضطرابات والتواترات الداخلية وأعمال شغب وأعمال عنف منفردة ومتفرقة، بل استوفى شروط الاقتتال طويل المدى".
 يمتد إقليم دارفور في أقصى غرب السودان من بئر النطرون في الصحراء الكبرى شمالًا، ومن ولاية كردفان والولاية الشمالية شرقًا، حتى الحدود مع ليبيا في الشمال الغربي، وجمهورية تشاد غربًا، وجمهورية إفريقيا الوسطى في الجنوب الغربي، وولاية شمال بحر الغزال في الجنوب، وتبلغ مساحتها 600 ألف كيلو متر مربع، بما يعادل خمس مساحة السودان، وبما يساوي مساحة فرنسا، وأكبر من مساحة مصر.
 وتتكون التركيبة السودانية في دارفور من القبائل العربية، وتضم التعايشة والهبانية وبني هلبة والرزيقات والمسييرية والمعاليا والأنجا وبني البرقد والأصول الحامية الإفريقية، وتضم القبائل الإفريقية، وأهمها الفور والمساليت والبرني والتاما والبرصق والفلانة والزغاوة.
 ورصد الكتاب، أسباب أزمة دارفور، حيث أرجع بعض المحللين أسباب الأزمة، إلى نزاع قبلي، بسبب جمل سروق من منطقة كرنوي شمال دارفور، ودارت معركة بين مجموعة من قبيلتين مختلفتين سقط فيها قتلى، ولم يتم الوفاء بدفع الديات اللازمة لما أريق، وأهدر من دماء لأهالي القتلى من الزغاوة. إلا إن الباحث يرى، أن أزمة دارفور التي خلفت آلاف القتلي، كانت بسبب اكتشاف احتياطي كبير من النفظ واليورانيوم والنحاس، لافتًا، إلى أن تصنيف النزاع في دارفور على أساس عرقي وإثني، لم يتضح إلا بتحالف القبائل العربية التي نظمت ما يسمي التجمع العربي ضد الفور، وفي المقابل قام الفور بإحياء حركة سوني، حركة عسكرية سرية، ليحتد الصراع في شكل عنصري عرقي في عام 2003م.
 كان لانفتاح إقليم دارفور وامتداد قبائله في الدول المجاورة، مثل تشاد وليبيا، دور كبير في أمنه واستقراره؛ حيث كان مسرحًا ومعبرًا لتجارة السلاح في النزاعات في تشاد وإفريقيا الوسطي، حيث ارتبط الانفلات الأمني به بالانقلابات العسكرية في تشاد، كما يقول الباحث.
 ويكشف الكتاب، أن السلاح الإسرائيلي الذي دخل لتشاد لمساندة إسرائيل للرئيس التشادي حسين هبري، ضد ليبيا، كان له دور كبير في أزمة دارفور؛ "حيث قام حاييم كوشي، المؤسس لطائفة اليهود الزنوج في 2004م، بنشر مقالة، جاء فيها أن تشاد تحولت منذ اشتعال الأزمة في دارفور إلى مركز إسرائيلي كبير، تحرص إسرائيل على التواجد فيه".
 في ختام الكتاب، يقول الباحث الدكتور عبدالهادي الحويج، إن الاتحاد الإفريقي "كاد أن ينجح في إنهاء أزمة دارفور لولا تلكؤ المانحين في تقديم الدعم المالي والفني لقوات حفظ السلام الإفريقية؛ لمحاولة إفراغ الجهد الإفريقي، وإرجاع الملف لدوائر الأمم المتحدة"، مضيفًا، أن "التركيز على الإنسان والمواطن الدارفوري، من خلال تشجيع الحوار والمصالحة والتسامح وإشاعة مناخ من الثقة المتبادلة بين الأطراف، كفيل بحل هذه المشكلات، والوصول إلى تسويات مرضية مختلفة بين الأطراف". 
رابط المقال اضغط هنا


شكرا لك ولمرورك