أحدث المواضيع

بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في الذكرى ال(١٧) لغزو العراق واحتلاله

حزب البعث العربي الاشتراكي
القيادة القومية
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
وحدة - حرية - اشتراكية
تحل الذكرى السابعة عشر للغزو ، والعراق يعيش حالة انتفاضة شاملة ضد واقع سياسي واقتصادي واجتماعي ومعيشي مزرٍ ، افرزه الاحتلال الاميركي وغذاه من بعده الاحتلال الايراني الجاثم على صدور العراقيين ،عبر عملية سياسية تولى رموزها وشخوصها الذين قدموا على متن دبابات المحتل ، عملية تخريب لبنى المؤسسات الوطنية ونهب وسرقة مقدرات البلاد ، وتعميم ثقافة الجهل و الارتهان للخارج الدولي والاقليمي ، بعدما كان العراق في ظل نظامه الوطني منارةً للعلم والثقافة ، وعنواناً للاعتزاز الوطني بتاريخه ،منذ تأسست دولته الوطنية في مطلع العشرينيات.
ان الحال الذي وصل اليه العراق في ظل الاحتلال الذي ينوء تحت تثقيله منذ سبعة عشر سنة ، جعله في حالة استباحةٍ كاملةٍ لمقدراته ولقيمه الوطنية والاجتماعية ،وقد ازداد تفاقماً بعدما اصبح النظام الايراني صاحب اليد الطولى في ادارة المنظومة السلطوية ذات التركيب المليشياوي الطائفي.
ان الانتفاضةالشعبية في جولتها الحالية والتي تدخل شهرها السابع ، هي الصفحة الثانية التي يخط عليها شعب العراق البطل مقاومته ضد المحتل الايراني وعملائه وبعدما طوى الصفحة الاولى من مقاومته للمحتل الاميركي التي انطلقت كأسرع مقاومةٍفي تاريخ الشعوب. ان هذه الانتفاضة التي ينخرط فيها طيف سياسي واجتماعي واسع، وتغطي بفعالياتها كل مدن العراق وحواضره ، وتستحضر في خطابها السياسي كل عناوين القضية الوطنية ،بما هي قضية تحرير وتوحيد ، وعناوين القضية الاجتماعية ، بما هي قضية توفير كل مستلزمات الامن الحياتي بمضامينه الاقتصادية والمعيشية ، ان هذه الانتفاضة، باتت المعبر الامين عن حقيقة هذا الشعب الذي ماسكت يوماً على ضيم ، وما رضخ لمحتل ومستعمر، وما ارتهن لاجنبي، وما قبل يوماً إلا ان يعيش حياةً حرةً كريمةً.
ولأن هذه هي حقيقته ، كانت مسيرته ،مقاومة كل غازٍ وكل طامع وكل من حاول ان ينتهك حرماته الوطنية والاجتماعية. وهذا الذي تشهده ساحات مدن العراق وميادينه اليوم ،ليس الا تعبيراً صادقاً عن مكنونات هذا الشعب ، الذي شيد تجربةً رائدةًفي ظل نظامه الوطني ، استفزت بانجازاتها العظيمة اعداءه المتعددي المشارب والمواقع ،مما دفعهم لأن يأتلفوا في حلف غير مقدس في استهدافٍ واضحٍ لمشروعه الوطني النهضوي ودوره القومي وبعدما بات قاعدةًارتكازيةً للنضال القومي ،وقبلةً للمناضلين العرب ، وحضناً دافئاً لثورة فلسطين وجماهيرها الصامدة، التي تقاسم معها لقمة الغذاء وحبة الدواء وفي اقسى الظروف التي كان يمر بها ابان الحصار الظالم ،الذي فرض عليه لتطويع ارادته وقد استطاع كسر حلقاته بالصمود الاسطوري ،حيث لم يجع عراقي في ظل الحصار وكانت البطاقة التموينية من الدقة بحيث اعتمدت وثيقة اثبات في الاحصاء .
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ،وفي الذكرى السابعة عشر لغزو العراق واحتلاله ، ترى ان المقاومة الوطنية التي انطلقت في التاسع من نيسان ٢٠٠٣ ، وكانت انبعاثاً متجدداً لثورة ١٧-٣٠تموز المجيدة، قد اعادت انتاج نفسها في الانتفاضة الشعبية ذات الطابع الثوري ، وهي بما تنطوي عليه من ابعاد ومضامين ، انما شكلت استمراراً لنضال شعب العراق ومقاومته وتصديه لكل اشكال العدوان التي تعرض لها منذ حصول التغييرفي ايران وسيطرة الملالي على السلطة، وصولاً الى المرحلةالراهنة التي شهدت تغولاً ايرانياً في كل مفاصل الحياة الوطنية والمجتمعية العراقية ،في محاولة لثأرٍ متأخرٍ من النظام الايراني العنصري لهزيمته في القادسية الثانية.
ان الجماهيرالعراقية، التي ربطت من خلال انتفاضتها قضية التحرر الوطني من الاحتلال الايراني وبقايا الاحتلال الاميركي ،بقضية التحرر السياسي والاجتماعي عبر اسقاط العملية السياسية التي افرزها الاحتلال بكل رموزها وقواها ، اعادت تصويب الامور باتجاه تحديد سبل الخلاص من حالتي الاستلاب الوطني والاجتماعي ،وكل مانتج عنهما من تداعيات ، وهي وجهت رسالةً للقاصي والداني بإن العراق بشعبه العظيم الذي واجه العدوان الثلاثيني، وقاوم الحصار الظالم ،وتصدى للغزو وقاوم الاحتلال ،لن يكون الا عراقاً عربياً حراً وموحدا ،وان مصيره الذي يقرره ابناؤه الذين قدموا قوافل الشهداء ضد الغزاة لم ولن يسكت او يسمح لطغمة فاسدة استمرار عبثها بحياة العراقيين وثروات بلدهم .
ومن يعرف شعب العراق جيداً ويغوص في تاريخه ويقف على المحطات المضيئية في تاريخه وخاصة المعاصر منه ، يدرك جيداًان الانتفاضة التي تختلج بها حواضر العراق من جنوبه الى وسطه وعاصمته بغداد( السلام )، ستصل الى مآلاتها النهائية في اسقاط العملية السياسية التي افرزها الاحتلال وستنتج عملية سياسية جديدة ، تعيد بناء العراق بناء وطنياً متحرراً ، يستعيد من خلالها لدوره القومي كحامٍ للبوابة الشرقية من الاختراقات المعادية ، ويعود ليشكل رافعةًللنضال العربي ضد الاخطار المحدقة بالامن القومي العربي.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي تكبر بجماهير العراق انتفاضتها الثورية التي صمدت وقاومت كل اشكل القمع المليشياوي ولم تهن عزيمتها ،بل استمر نبضها قوياً والمعبر عنه بمقاومة الترهيب ومحاولات الترغيب بالالتفاف على جذرية المشروع السياسي ،هي على يقين بأن هذه الجماهير لن تقبل باقل من اسقاط العملية السياسية التي افرزها الاحتلال، والغاء كل القرارات والاجراءات التي اتخذها المحتل ،واولها اسقاط مفاعيل قرارات الاجتثاث وحل الجيش العراقي وقوانين المساءلة والمادة ٤ ارهاب.
كما ان الثقة كبيرة بأن الوعي الوطني الذي يضبط ايقاع الخطاب السياسي لقوى الانتفاضة سيسقط كل المحاولات الرامية لاجهاض الانتفاضة عبر استحضار مفردات مطالبها في بيان المساومات والبزارات السياسية المرتبطة بمسرحيات تشكيل حكومة جديدة والتي لن تكون في احسن حالاتها الا نسخة مستنسخة عن سابقاتها وان اختلفت مسمياتها.
ان الامة العربية التي كانت ترى في العراق سندها القومي القومي، ولاجل هذا استهدف ،ستعود لها روحها النابضة بالحياةمن خلال المتغيرات الايجابية التي ستفرزها معطيات الانتفاضة ذات الطابع الثوري انطلاقاً من ادراك عميق ،ان الحراك الشعبي العربي الذي انطلق في اكثر من ساحة ،واستطاع ان يحدث تغييراً في بنية انظمة حاكمة ،وحال السودان نموذجاً ، قد اعاد الاعتبار للحراك الجماهيري ، واثبت ان الامة تختزن في ذاتها عوامل قوة كامنة ،وانتفاضة العراق ولبنان والجزائر هي من دلالاتها الحيوية ، لكن مع اهمية الحراك الشعبي في العديد من الساحات العربية ، تبقى انتفاضة العراق هي الاهم وهي الاكثر تأثيراً في نتائجها ، لأن العراق عندما كان قوياً ومصاناً ،كانت الامة قوية ، وعندما احتل العراق واسقط نظامه الوطني وانكشفت ساحته امام كل اشكال الاحتلال والتدخل والتغول انكشفت الامة العربية واستفرست الهجمة العدائية عليها وخاصة على فلسطين ، ولهذا ماكان ترمب ليجرأ على طرح مايسمى بصفقة القرن ويعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وضم الجولان ،لو كان العراق دولة وطنية قوية ومقتدرة كما كان في ظل نظامه الوطني الذي بنت صرحه ثورة السابع عشر -الثلاثين من تموز لاثنتين وخمسين سنة خلت.
من هنا تكمن اهمية هزم المشروع الايراني وتصفية كل ركائزه وادواته ، كما تحرير العراق من بقايا الاحتلال الاميركي .ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وفي هذه الذكرى ، ذكرى مرور سبعة عشر عاماً على غزو العراق واحتلاله ، توجه التحيةلشعب العراق العظيم ولجيشه البطل و لمقاومته الرائدة ولانتفاضته الشعبية التي تخط بانامل المناضلين والمناضلات تاريخ العراق الجديد ، عراق العروبة والتقدم والتحرر.
تحية لشهداء العراق وعلى رأسهم شهيد الحج الاكبر قائد العراق وامين عام الحزب الرفيق الشهيد صدام حسين ومعه كل الرفاق القياديين في الحزب والقوات والمسلحة وكل الذين واجهوا بصمود رائع عسف الاحتلالين الاميركي والايراني.
تحية للرفيق القائد عزة ابراهيم الامين العام الحزب والقائد الاعلى للجهاد التحرير والذي حمل الامانة وقاد مسيرة المقاومة التي دحرت الاحتلال الاميركي ويستمر في حمل راية الكفاح ضد المحتل الايراني وكل افرازات هذين الاحتلالين.
الحرية للمناضلين المعتقلين وافراد القوات المسلحة قادةً ورتباء وانفاراً ، والشفاء للجرحى ، والخزي والعار للخونة وكل من ارتهن لارادة كل محتل واجنبي.
وعهدنا بالعراق عهد الواثق بامته وبحقها المشروع في النضال لتحقيق اهدافها في التحرر والتقدم والوحدة.
ولتنتصر الامة وجماهيرها لعراقها وثورته المتجددة كما كان العراق ينتصر لامته وخاصة قضيتها المركزية فلسطين.
القيادة القومية
لحزب البعث العربي الاشتراكي
شكرا لك ولمرورك