أحدث المواضيع

سلسلة حلقات منجزات ثورة البعث الخالد ،ثورة ١٧_٣٠ تموز المجيده ح١



ازدهار التربيه والتعليم ومحو الاميه
لم يكن اهتمام حزب البعث العربي الاشتراكي ونظامه الوطني بالعملية التربوية والتعليمية مرتبطا بقيادته للنظام كمهمة سياسية مرتبطة بزمن معين بل ان هذا الاهتمام مقر ومنصوص عليه في دستور الحزب حيث ان العملية التربوية هي الطريق الاساس لبناء جيل عربي جديد قادر من خلال العلم والمعرفة على عبور حواجز التخلف والنكوص وعلى ذلك نص دستور الحزب عام 1947 على ضرورة خلق جيل جديد مؤمن بوحدة امتة وخلود رسالتها اخذ بالتفكير العلمي طليق من قيود الخرافات والتقاليد الرجعية مشبع بروح التفاؤل والنضال مع مواطنية في سبيل تحقيق الانقلاب العربي الشامل وتقدم الانسانية.

وقد كان المحور التربوي حاضراً في العديد من مؤتمرات الحزب القومية والقطرية ففي المؤتمر القومي السادس مثلا قرر الحزب (ان نهضة الامة وتحقيق اهدافها لا تكون إلا بتربية المواطن تربية اشتراكية وعلمية تعتقة من كافة الاطر والتقاليد الاجتماعية الموروثة والمتأخرة لكي يمكن خلق انسان عربي بعقل علمي متفتح, ويتمتع بأخلاق اشتراكية جديدة ,ويؤمن بقيم اجتماعية).

وقد خاض الرئيس الشهيد صدام حسين نضالا واسعا وعميقا في اطار نظرية العمل البعثية في مرحلة الحكم القومي البعثي العروبي المسلم للعراق مستنداً على مبادى عامة واساسية اطلقها في مقولته الشهيرة (ان النظريات الفرعية كنظرية التربية اما تنطلق في قاعدة فلسفسة خاصة ونظرية اعم مقبلة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي).

ان من بين اهم المرتكزات الفكرية والفلسفية للنهضة التربوية يمكن ان نلخصها على ضوء منطلقات الفكر القومي البعثي بالارتكاز على المبدأ القومي- الوطني ومبدأ الشمولية حيث ترى الفلسفة البعثية بشمولية النظرة الى الانسان كوجود وكصلة بالخالق سبحانه وتعالى وان التربية الصحيحه تتأسس على نحو متوازي ومتكامل قادرة على ربط الصلة بين متطلبات الروح من جهة والجسد من جهه اخرى وبين العمل الدنيوي والعمل المتجه لضمان الاخرة اما مبدا التكامل فأنة قد وضع كمبدأ فلسفي للتربية ويراد منه تجذير الصلة بين تنمية القدرات الاجمالية السمعية والوجدانية والجسدية والفكرية وفقا لقناعات راسخة في ان اهمال او تبني جانب واحد من هذه الجوانب سيودي الى عملية تربوية مشوهه وقاصرة.ان من بين مضامين مبدأ التكامل هو ان تهيئ الفرص المتساوية امام ابناء الشعب ليستخدم الجميع امكانياته وطاقاته بما يؤمن البناء المتكامل للشخصية. ويأتي مبدأ التوازن، ويقصد به التوازن والتفاعل بين القيم وانماط هذا التوازن ومن بين مفردات هذا المبدأ التي اكد عليها الشهيد صدام حسين رحمه الله التوازن بين الحقوق والواجبات وبين قيم العمل الجماعي والاداء والمبادرات الفردية, وبين الجانب الروحي والجانب المادي, والملكية الفردية والملكية العامة, وما بين الوطني والقومي والانساني، وما بين القانون والديمقراطية،والمجاهير والقيادة والتوازن ايضاً ما بين الخصوصية الوطنية والخصوصيات الانسانية. وطرح صدام حسين رحمه الله ايضاً المبدأ الانساني الذي يؤكد على ضرورة اشتقاق نظرية تربوية تنطلق من خصائصنا وبيئتنا الوطنية والقومية اهم ما تستند الية اعتبار الانسان قيمه عليا وهدف سامٍ.

ويمكن تحديد الهدف الشامل للنظام التربوي على وفق المبادئ اعلاه ب :

بناء أجيال مؤمنة بالله وبالرسالات السماوية وخاتمتها الاسلام الحنيف، مخلصة للوطن تؤمن وتعمل على ترسيخ وحدته وحماية وتعزيز سيادته، محبة لشعبها ومجاهده في سبيل اسعاده وتماسكة ومخلصة للأمه العربية وتاريخها الحضاري ودورها الانساني متمثلة في ذاتية ثقافتها القومية واهدافها في الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية مدركة للتحديات المعاصرة المتمثلة بالتجزئة والصهيونية والامبريالية والتخلف، قادرة على مواجهتها معتمدة التعليم الذاتي واخذة بالتطورات العلمية ومعتبرة للإنسان كقيمة عليا.

ان الاهداف التربويه العامه المنبثقه من الهدف الشامل فيمكن حصرها ب:

الهدف الإنساني، الهدف الوطني، الهدف القومي، الهدف الاخلاقي، الهدف التربوي، وهدف العداله الاجتماعيه والاشتراكيه،الهدف العلمي، والهدف الثقافي، هدف العمل،هدف القوة والاقتدار، وهدف الجهاد والبناء، هدف الاصاله والتجديد،هدف التربيه المستمرة، هدف التربيه للحياة، هدف الإنسانيه.

وتضمن التقرير الصادر عن المؤتمر القطري الثامن للحزب المنعقد عام (1974) التاكيد على ضرورة تعديل المناهج الدراسي بما يتلائم و الاهداف والغايات والفلسفه التربويه الوطنيه –القوميه… (ان المرحله المقبله يجب ان تشهد اعداد مناهج دراسيه جديدة بدءًا من رياض الاطفال ووصولاً الى التعليم العالي الجامعي، مناهج موضوعة في ضؤ مبادئ الحزب والثورة القوميه والاشتراكيه والديمقراطيه ويستدعى ذلك التصفية الجذرية والشامله للافكار والاتجاهات الرجعيه البرجوازيه و الليبراليه الموجودة في منهج التعليم واجهزته).

وفي تأكيد آخر على أهمية المناهج يقول الرئيس الشهيد صدام حسين مهندس نظرية العمل البعثية (علينا ان نؤكد في مناهجنا التربوية وفي كل فرع منها بحسب اختصاصه نقطة اساسية اخرى هي ان الانسان الذي يعد هو الهدف في تطوير المجتمع الذي نسعى الى تطويره يجب ان يكون قوة فاعلة مؤثرة في مجتمعه و في وطنه).

ويؤكد على اختصاصات البناء الانساني بقوله : (ليس المهم ان نعد ونصوغ المناهج في اطارها العام وانما يجب ان نحدد الوسائل الصحيحة الفعالة المتطورة والواعيه لتطبيق تلك المناهج،وهذا هو احد جوانب فن العمل الثوري لتغيير المجتمعات على نمط خاص ومتقدم).

الاهتمام بالمناهج توزع بين تحديد الفلسفه التربوية والاهداف المتوخاة من المناهج الجديدة والتي تعتمد على فلسفه المجتمع واتجاهاته التنمويه والاخلاقيه والسياسيه على ان يتم بناء المناهج وفق منهج علمي يبتدأ من موجهات الفلسفه التربويه ويترجم هذة الموجهات والمحددات الى اهداف تربويه عامه تنبثق منها اهداف تربويه خاصه لكل مرحله من مراحل التعليم ومن ثم الى اهداف لمواد دراسيه كمقررات ومحتوى كتب دراسيه وانشطه وفعاليات).

ينص الدستور العراقي المؤقت الصادر عام 1970 على ان الدولة العراقية تكفل حق وحرية التربية والتعليم وبجميع المستويات الدراسية الابتدائية والثانوية والجامعية ولجميع العراقيين دون النظر الى انتمائهم العرقي او الديني او المذهبي. وينص كذلك على ان التعليم الابتدائي إلزامي لمن هم في سن السادسة من العمر وحيث ان حزب البعث العربي الاشتراكي يعتبر الأمية أحد عوامل التخلف واعاقة التنمية الوطنية والقومية لذلك وضع الحزب هدف محو الامية كواحد من اوليات الفعل الثوري وواجبات دولة البعث وتنفيذاً لهذه الاهداف والمنطلقات الفكرية والنظرية اصدرت قيادة دولة البعث القوانين التربوية التي توفر ارضيات التنمية البشرية في هذا القطاع الحاسم في تغيير الانسان وبناءه بناءاً وطنياً وقومياً فضلاً عن تحقيق النهضة العلمية وهي :

أ‌- قانون الزامية التعليم لمن يبلغ السادسة من العمر من العراقيين.

ب‌- قانون مجانية التعليم ابتداءاً من رياض الاطفال وصولاً الى الدراسات العليا.

ت‌- قانون محو الامية للعراقيين من عمر15-45 سنه.

وتم تنفيذ هذه القوانين في كل انحاء العراق ومن خلال رسم خطط للتنفيذ كلفت بها عدة وزارات في طليعتها وزارة التربية والتعليم ومن بين اهم تدابير التنفيذ التي تم اعتمادها :

* صياغة اهداف تربوية عامة تستند الى تعاليم ديننا الحنيف ومبادىء حزب البعث.

* من بين ابرز هذه الاهداف بناء جيل مؤمن ومحب للوطن والامة العربية.

* تطوير المناهج الدراسية وكلفت به لجنه متخصصة ضمت كبار التربويين والأكاديميين في الجامعات العراقية برئاسة الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله لاعطاءها الاهمية الاستثنائية القصوى والصلاحيات الكامله الضرورية لانجاز مهامها.وقد رسمت الهيئة الاطر الستراتيجية العامة لتطوير الكادر التعليمي كما ونوعا.

* وضع خطط ميدانية لتطوير الكادر التربوي والتعليمي كما ونوعا.

* توفير مستلزمات النمو النوعي المستهدف مثل الكتب المنهجية والقرطاسية والمختبرات والأجهزة العلمية والمواد الكيمياوية ووسائل الايضاح المختلفة لمقررات العلوم.

* إرسال الطلبه في بعثات الى خارج القطر وعلى نفقة الدوله .
وبهذا تم بناء جيش من العقول والعلماء كان له دور كبير في النهوض والتطور تم استهدافه بعد الغزو البربري الذي شنته الولايات المتحده وعملائها وحلفائها على العراق لانه يشكل الخطر الاكبر في وجههم .
شكرا لك ولمرورك