السبت، 22 أبريل 2017

النص المكتوب لمقابلة الرفيق صلاح المختار مع قناة المستقلة يوم 14-4-2017 ـ الجزء الثالث


الجزء الثالث

الجنابي : أستاذ ارجع بك لسؤالي لو اعلم هذه الرسالة تستفزك بهذه الطريقة كان قلتها من الاول ، انتقال ترامب من معاداة المملكة العربية ، انتقال ترامب من سياسة امريكا التي انتهجها اوباما في معاداة المملكة العربية السعودية ودول الخليج واحتضان ايران الى النقيض من ذلك ، هل هو تحول صادق ؟ وما تقييمكم لما يطلق عليه اليوم اسم الناتو الجديد في المنطقة والناتو ترامب؟

المختار : انا اسف لان فعلا طغت علي مفخرتنا الاخيرة التي ستسجل في تاريخنا وهي ان العراقي العربي بقي عراقيا عربيا ورفض الانحناء من اجل طائفيته أوعنصريته ،نعم أوأكد لكم بان الولايات المتحدة امام تحول ولكن هذا التحول يستبطن اهدافا اخرى غير المعلنه، الولايات المتحدة وصلت الى حافه انهيار من الداخل ، انهيار مالي اقتصادي بالدرجة الاولى لان الدين العام مثلا تجاوز الواحد وعشرين ترليون دولار وهو رقم خيالي مرعب، اي ان الولايات المتحدة تعيش وتاكل بالدين وقيمة الناتج القومي الامريكي اقل من نسبة نسبة الدين العام ، لذلك اصبح وجود رئيس امريكي ينتمي الى الشركات ويمثل الشركات ويعبر عن عقلية الشركات ضرورة حاسمة ، كان رؤساء امريكا حتى ترامب يختارون من بين اولئك الذين يخدمون الشركات عن بعد ولكنهم لم يكونوا اصحاب شركات كبرى كترامب،ترامب جاء بعقلية التاجر، اختير بعقلية التاجر ليكون قادرا على توفير الموارد المالية التي تعطل بتقديرنا ، أو تمنع بتقديرهم ، انهيار الولايات المتحدة اقتصاديا من الداخل،فماذا يفعل؟

يأتي الى مراكز الثروة في العالم أهمها الغاز والنفط طبعا حتى الان، الولايات المتحدة بحاجة للمرونة المالية وعلينا ان ننتبه ان اغلب برامج ترامب في منطقتنا العربية تقوم على شرط واحد هو التدخل الامريكي العسكري والسياسي مقابل تمويل دول الخليج لكافة التحركات العسكرية وهذا يعني ان الولايات المتحدة تريد ان لاتصرف من مالها شيئا لانها لاتملك هذا المال ، كما انها تريد وتشترط وهذا ما طرح في العراق في مشروع امريكا للعراق ،ان تستخدم المال العربي لتنشيط الشركات الامريكية ، فأذا مشروع انقاذ العراق والذي ارادت الولايات المتحدة ان تقوم بتمويله دول الخليج وليس الولايات المتحدة التي كانت السبب في غزو ودمار العراق يعني ان المال الخليجي سيقوم بدور مزدوج الدور الاول هو تمويل الحملات الامريكية في المنطقة وتمويل عملية اعادة بناء التي دمرت وحان وقت اعادة بنائها ولكن عن طريق الشركات الامريكية . فهنا ترى الولايات المتحدة تستثمر استثمارا هائلا دون ان تقدم دولارا واحدا اضافه لذلك فان مشروع الثلاثين عاما التي تبنته المملكة العربية السعودية وهومشروع ايجابي وصحيح اصبح يعتمد بالدرجة الاولى على الشركات الامريكية التي تنشط وتتحرك بشكل اكبر وهذا يعني ان الاقتصاد الامريكي سيكون المنتفع الاول من كافة الخطط الامريكية الاقليمية وفي الوطن العربي .

هذه هي الخطة التي وضعت لجعل رجل أعمال رئيسا للولايات المتحدة لانه أي ترامب نجح في أنشاء شركات عملاقة بجهوده وبعقليته كرجل اعمال وليس كسياسي ولكنه الان احيط بخيرة السياسيين والخبراء الامريكيين لكي يجمعوا بين ضرورة الهدف السياسي وحتمية تحقيق الهدف الاقتصادي وهو تمويل عملية ايقاف امريكا على قدميها وتنشيط حركتها في العالم وتحقيق اهدافها فيه.اذن نحن امام ظاهرة جديدة هي ان الولايات المتحدة بعد ان كانت تتبرقع بغطاء الدولة اصبحت تجاهر بأنها عبارة عن شركة كبرى وأغلب اركان الادارة الحالية هم رؤساء شركات ومنطقهم منطق الشركات وبالتالي واخيرا هذا المنطق يعني بان مقولة تشرشل : ( لا صديق ولاعدو دائم في السياسة) هي المحرك الاساس لادارة ترامب الحالية .

الجنابي : أستاذ صلاح في موضوعين رئيسيين يشغلان بال العراقيين اليوم ، لنضع الموصل على جانب لان الموصل وصفتها بالموصل الجريحة ، مسألة ماحدث في الديوانية ،الهجوم على مقر الحزب الشيوعي العراقي الذي هو جزء من العملية السياسية وحليف للذين يحكمون في بغداد هذا الموضوع الاول ، والموضوع الثاني باعتقادك يا ابو اوس ماهو السر في ان حكومة العبادي تعقد ثلاثة اجتماعات لما يسمى بمجلس الامن القومي ،ماتقديرك للاسباب التي ادت الى هذا الانعقاد؟ هل لهذا صلة بالمؤتمر الذي ذكرته قبل قليل وهو مؤتمر المغتربين الذي عقد في اسبانيا؟

المختار : نعم..الحقيقة ان الهجوم في الديوانية على مقر الحزب الشيوعي لم يكن الظاهرة الوحيدة في الهجوم ، فقد تمت عملية بطولية رائعه قام بها ابناء الجنوب من البصرة الى الحلة او بابل ، تم خلالها تمزيق الاف الصور لخميني وخامنئي .

الجنابي : حتى في بغداد .

المختار : حتى في بغداد ، اذا هي هجمة شعبية من ابناء الجنوب الذين لم يعودوا يتحملون الغزو الايراني لهم واستخدام اسم التشيع لتشويه صورة التشيع العلوي المقدس لدى ابنائنا ،اما بخصوص المؤتمر والدعوة لعقد اجتماع مجلس الامن القومي في بغداد لثلاثة مرات ،نعم قيل بشكل علني ونشر في الصحف والفضائيات التابعه للحكومة في بغداد بان محور النقاش والاجتماعات كان عقد مؤتمر اوبيدو في شمال اسبانيا للمغتربين العراقيين والسبب في ذلك هو انهم اكتشفوا ان اغلب الحكومات الاوروبية قد ارسلت بصورة مباشرة او غير مباشرة من يحضر هذا المؤتمر.حضرت وفود من فرنسا والدول الاسكندنافية وايطاليا و بلجيكا والمانيا وكل الدول الاوروبية تقريبا ارسلت مندوبين اما بصيغه سفراء سابقين او رؤساء منظمات شعبية كانت تدعم العراق اثناء فترة الحصار وخبراء حضروا الى المؤتمر والقوا كلمات وكانوا يشجعون اسبانيا او اليسار الاسباني لان من دعم عقد المؤتمر ليس الحكومة الاسبانية وان كانت متعاطفه ايضا مع عقد المؤتمر ولكن اليسار الاسباني الذي فاز في الانتخابات في ولاية اوستيرياس في شمال اسبانيا .

فهذا الحضور الكثيف للخبراء والسفراء السابقين و رؤساءالمنظمات الشعبية المؤثرة واعضاء البرلمانات الاوروبية الى مؤتمر عراقي يضم النخب العراقية التي مثلت صورة رائعه شرفت العراق امام العالم و عززت صورة عراق ماقبل الغزو في اذهانهم ودفعتهم اكثر من السابق بان ينظروا الى العراق من خلال ابناءه الاصلاء وليس من خلال الحثالات التي جاء بها الاحتلال وقدمت صورة مسيئة لكل انسان وليس للعراق فقط، هؤلاء جائوا ليقولوا نحن مع العراق المدني نحن مع العراق التقدمي نحن مع العراق الواحد نحن ضد الطائفية والعنصرية والتطرف الديني نحن معكم من اجل انقاذ العراق والخروج من هذه الكارثة التي حلت بالعراق ، هذا هو الذي ارعب الحكومة في بغداد.

اما العامل الثاني فان من حضروا هذا المؤتمر من العراقيين كان مصدر الرعب الاخر ففي هذا المؤتمر كان الحضور البعثي عدديا قليل جدا مقارنه بحضور المستقلين الذين شكلوا الاغلبية الساحقة ومن بين هؤلاء وجدنا ان هناك الشيوعي الرافض لسياسة الحزب الشيوعي وهناك الاسلامي ذو اللحية الطويلة لكنه معتدل ويفهم الاسلام بصورة سلمية متعايشة مع باقي الاديان ورأينا المسيحي يقف على المسرح ليتحدث مفتخرا بعروبته والصابئي يتراكض لكي ينجح المؤتمر ويقدم صورة سليمة والشيعي يتحدث باسم العروبة والسني يتحدث باسم العروبة يجمهم العراق الواحد العظيم وليست طائفه ولا العنصر .

هؤلاء جميعا وقفوا ورفضوا الانحناء لعاصفة الخراب والدمار والكوارث وقالوا نحن نبقى كما كنا عراقيون وقد جسد ذلك استخدام نشيد العراق ( يا كاع ترابج كافوري عل الساتر هلهل شاجوري) هذا النشيد الوطني العظيم الذي عزف في نهاية المؤتمر وابكى العراقيين جميعا ، كانت دموع ابناء العراق تتهاطل وهم يستمعون الى هذا النشيد العظيم الذي مثل تطلع العراقيين واصرارهم على تحرير وطنهم لذلك فالرعب الذي ساد في بغداد ناتج عن شعورهم بوجود دعم دولي عام للعراقيين الاحرار ووجود شعب واحد متحد متضامن من اجل انقاذ العراق بعد سقوط كافة المشاريع التي تحدثت عن انقاذ العراق وتحرير العراق من حالته الراهنه .

هذا النشيد الذي حرك حتى كبار السن الذين قاموا وحافظوا على وقارهم وهم يرددون هذا النشيد مع الفنان عبد الحكيم ناهي وهو فنان كبير جاء من السويد ومعه فرقته المتبرعه ليقوم بهذا الدور الوطني الكبير الذي جمع بين الحماس وبين العقلانية في المؤتمر حماس الفرقه الفنيه التي اختتمت المؤتمر وعقلانية الحضور من الساسة والتكنوقراط الذين كانوا الاغلبية في هذا المؤتمر. يتبع .

Almukhtar44@gmail.com

22-4-2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق