شعر : عبد الجبّار سعد
~~~~~~~~~~~~~
لــك الله يا "صنعـــاءَ" من بعـــد "بغــدادِ"
ومكــرُ الأعــــادي حولـــها رائـــــحٌ غــادِ
لـك الله يا "بلقيـــسَ" شــدَّت محامـــــلاً
إلــى القـدرِ المجهولِ يحدو بها الحـــادي
كأنـــي أراهــــا والمنـــايـــا تحوطُـــــــها
فـــلا رعبُـــها خـــافٍ و لا أمنُـــــها بــــادِ
ولا الهدهدُ المأمـــونُ يُرشِـــدُ خطوَهـــا
و لا من "سليــمانَ" الزمــانِ لـــها هـــادِ
كأنــي أرى الأزكـى نفوساً وقــد غَـــدَوا
بأحـــــلام أطفـــــالٍ وصولـــــةِ آســـــادِ
تَنــادَوا إلـــى حيـــثُ المنايـــا رخيصـــةٌ
وتحــتَ مثــارِ النقـــعِ ترجـــفُ أكبــــادي
يصيحــون بالثــــاراتِ فـــي كل ساحـــةٍ
ولا تنتهـــــي الثـــــاراتُ إلا بإفســــــادِ
وأُشفِقُ مـن بأســي علـــيّ وإخوتـــي
ومن غدرِ أعدائي ومن كيــــدِ حُسّــادي
كأنـــي أرى "الأقيـــال" ألقـــوا أزمَّــــــةً
إلـــى كفِّ زنديـــقٍ ومستعمـــرٍ عـــــادِ
تداعــوا إلـــى الثوراتِ والثـــأرُ طافـــــحٌ
وأيـــن مـــن الثـــوراتِ ثــــاراتُ أحقـــادِ
فصبّحنـــا أهـــلُ الهــــوى وذيولُهــــــم
وبُحّت بنــا الأصــواتُ من طـــولِ تـــردادِ
إلي أين يا "صنعاءُ" ؟ ضاقـــت صدورُنـــا
بهذا التداعي واختفى المرشدُ الهادي
سلامٌ على الأخيـارِ لم يبـــقَ فيهمـــو
فضالـة إحســانٍ بها يرتـــوي الصـــادي
فهل نبأٌ من "هدهــــد" اليـــوم صــادقٌ
يُفـــرِّح أحبابـــي وتُشـــرق أعيـــــادي
إذا لـــم تداركنـــا مــن الـــلـــه رحمـــةٌ
فلا خير فـــي عيـــشٍ لحاضـــرٍ أو بـــادِ
هي "اليمـن" الميمون أرضي .. وأهلها
هم النـــاس فــــي إصدارِ رأيٍ وإيـــرادِ
إذا اشتـــدَّ فــي ليـــلِ الرزايـــا بلاؤهـا
تداركــــها المولـــى بلطـــــفٍ وإمـــدادِ
عســـى فــرجٌ يأتـــي بـه الله عاجــــلٌ
يُعِزُّ بني دينـي ويَشقـــى به العـــادي
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء