نوادس عدنان
غريبة هي الاقدار حينما تسوقنا الی مصائرنا دونما تخطيط مسبق"
هكذا فكرتا ببسمة وإمتنان وقبول:
أمرأتان جمعهما قدر واحد وثورة.
-المحطة الاولی-
غرفة صغيرة المساحة لاتكاد تكفيهما معآ.
تقضيان فيها معظم وقتيهما بحكم العمل والزمالة.
إحداهما سيدة متزوجة وأم لثلاث فتيات أربعينية.
والاخری فتاة شابة.
السيدة مهووسة بالطبخ جدآ وتتابع معظم قنوات الطبخ العربية والغربية.
الفتاة مهتمة بأحدث صيحات الموضة من ملابس ومكياج وقصات شعر.
-"سأحاول اليوم عمل هذه الأكلة التركية ياشجن،،تبدو لذيذة" قالت السيدة.
-لم لا ،جربيها ..عزيزتي..مارئيك بهذا الفستان ياأم مرام اليس رائعآ..؟تسائلت الفتاة.
هكذا كن يقضين يومهن الممل المتواتر بنفس النغمة الرتيبة.
-المحطة الثانية-
"صديق افتراضي"
لاتبتأسي كثيرآ أختي الفاضلة ،سيبزغ فجر جديد كوني صبورة ومؤمنة.
هكذا رد عليها بثقته المعتادة وثباته الكامل.
-فكيف لك ان تكون واثقآ ياأبا بعث!؟
ردت عليه بتملل.
"ثقي بالله عز وجل ليس إلا"
كانت قد تعرفت عليه عبر قنوات الفيس بوك صديقآ أفتراضيآ عبر حدود الاثير البعيد،،فهو مغترب عن ارض الوطن منذ فترة ليست بقصيرة.
كان يؤكد لها دومآ ان النصر آت ولابد من لحظة المواجهة ،،وكانت تستشعر صدقه ولكن ظلمة وحلكة الواقع لاتترك لها أي أمل بغد قادم.
-المحطة الثالثة-
"لن تستطيع ان تخفي الشمس طويلآ"
هل سمعت ياشجن بالأخبار!!
تسائلت متفاجئة السيدة.
-نعم ياأم مرام ..تقصدين الموصل!!
أردفت الفتاة بفرح عارم.
تشاطرتا نظرات الفرحة لوهلة،ثم أردفت قائلة "لست مصدقة".
-لم ياأم مرام؟
هذه نهاية الظلم وشعبنا لن يرضخ للعبودية.
لم تطيلان الحديث كثيرآ فهذه الجدران لاتؤتمن وعليهما ان يكونا حذرتين.
-المحطة الرابعة-
"ثورة"
كانتا نهمتين جدآ في تتبع الاخبار وبشكل دقيق تتنقلان مابين المحطات التلفازية تتحريان صدق هذا الخبر وذاك،،فالثورة قد اندلعت وانتشرت كالنار في الهشيم تسابق الوقت كالنيازك.
كانت الفرحة تغمر قلبيهما وبشكل جلي لدرجه أن أحد زملائهما نبههما محذرآ.
"لاتظهران كثيرآ فرحكما هذا وكونا يقظتين دومآ"
هما كذلك دومآ يقظتان ،صامتتان،حذرتان لدرجة الخنوع والمهادئة السمعية.
ولكن ليس بعد الآن..
-المحطة الخامسة-
"ولادة جديدة"
"هل وجدتي راحة في المواقع التي اضفتك اليها عزيزتي " سألت بأهتمام السيدة.
-"جدآ" وجدت فيها ضالتي ولكنها مجرد انطلاقة ومحطة لفضاء اخر.
اردفت الفتاة.
"أهلنا ياأم مرام ينتفضون ويقاتلون وينتصرون ويثأرون لنا ولأخوتنا ووطننا"
تذكرت السيدة أباها البعثي وكيف كان يروي لها عن نضاله السري وعن حبسه وسجنه في تلك الحقبة وكيف انه لم يرعوي او يرتدع إمانآ منه بمبادئ البعث لتقوده خطواته البعثية الی المشاركة في ثورة 8شباط من عام 1963 ومن بعدها ثورة 17تموز 1968 لينطلق في فضاء الحرية.
تذكرت كذلك والد صديقتها الفتاة شجن الذي استشهد في معركة ام المعارك والذي كان هو الآخر من رجالات البعث المؤمنين.
-فمن امتداد لتاريخهم ياعزيزتي،الامر منطقي جدآ وهذا هو دورنا ورسالتنا "
هكذا قالت الفتاة مستبشرة.
"يفعل الله مايشاء" رددت السيدة
-المحطة السادسة-
"الاختيار"
"اريد ان اكون جزءآ من الثورة ياأم مرام"..قالت الفتاة بصوت ثابت وحازم وكأنما قد اتخذت قرارها.
"ماعاد يكفيني التعليق او المشاركة البسيطة ؛اريد ان اكون فردآ فيها اناضل مع اخوتي واهلي وقد اتخذت قراري.
"لكننا ياشجن لانملك مانقدمه،ماعساك او عساني فاعلتان سوی الدعاء بالنصر والثبات." تسائلت السيدة.
لم تستطع الفتاة المتحمسة ان تكبح جماح فرحتها وحماسها وغبطتها فقد كانت قد اتخذت قرارها مسبقآ ولم يبدو عليها التراجع.
-سأقوم بنقل بعض الاخبار العسكرية والتحركات في المناطق التي لاتوجد فيها تغطية اعلامية او خدمات اتصال،فلي هناك في تلك المناطق بعض الاقارب والاصحاب ممن استوثق كلامهم واطمئن لسريتهم في التعامل.
-كوني حذرة عزيزتي،فأنا اخاف عليك
قالت السيدة بحنان أم وقلب صديقة.
-لاتقلقي علي أبدآ لن يتركني الله ياأم مرام ولن يترك أهلنا هنا.
أقتصر نشاط الفتاة في البداية علی نقل بعض الأخبار العسكرية والتحركات.
أما عن السيدة فقد اكتفت بالتعليق والكتابة علی بعض المواقع الاخبارية التي تعنی بأخبار الثورة في الانترنت.
توالت الاحداث بسرعة جدآ..
الفتاة انغمست في العمل بشكل كبير ومتسارع أصبحت تنشر في مواقع عدة وتكتب للثورة وللثوار والبعث.
-المحطة الاخيرة-
"حلم وامل"
قد قادهما ذلك الهمام أبا بعث بطريقهما الذي رسمه الله مسبقآ لهما وله،وانخرطوا سوية في طريق النضال والحق.
"ستعملون معي وبرفقتي وتوجيهي،ايتها الرفيقتان العزيزتان،ومعكما بعض الرفاق ممن سأعرفكم عليهم لاحقآ لتشكلوا نواة جديدة."
هكذا اخبرهم أبوبعث بما هية عملهم وقام بتوجيههم وترتيب خطواتهم الأولی في مجال النضال الاعلامي معتمدات بذلك علی خبرته وعلاقاته وكانت تلك البداية.
هلمي بنا اذن ياعزيزة نكمل مقالنا المشترك عن سيرة القائد الشهيد كي نسارع بنشره في وقته المحدد ،،ولاتنسي ان تكتبي مقالك الخاص بفكر البعث واهدافه.
-اردفت الفتاة بنفس الحماس المعتاد.
-لن تشربي قهوتك الصباحية؟؟
-اتركيها ياأم مرام.
لا وقت لها بعد الآن.....

تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء