أحدث المواضيع

تأمل



الدكتور خضير المرشدي


وأنا أتأمل حال أمتنا وجسمها الدامي ، فقد كان للعراق وجع خاص في قلبي ،،، وهو يُنْهشْ ويُقْتلْ ويُقَطّعْ ، وتُصْنعْ ميليشيا أو عصابة لتمثل كل مقطع ، إنها الفتنة بعينها .... ذلك جعلني أبحث لأجد مايُعَبرْ عن مافي نفسي الموجوعة بالالم .. والامل ... والتصميم .. وحتمية الثبات مهما ادلهمت الخطوب .. أمام أوباش حاقدين ، جاءوا لاجتثاث الوطن العراق والعروبة قبل البعث ... لأجد مقصدي في أبيات من قصيدة رائعة لشهيد البعث والامة ( كمال ناصر ) حين قال :

ويشهد الله ، هذا الدرب لا طمعاً
ولا ادعاء ولا زهواً مشيناه
وإنما من ضمير الشعب ثورتنا
لم نعل يوماً عليه بل رفعناه
فالبعث للناس كل الناس، موكبه
جحافل الشعب ضمتها حناياه
وما اصطفانا لنلهو في ملاعبه
لكننا للجراحات اصطفيناه

فالبعث وعي وإيمان وتضحية
والبعث همّ كبير قد حملناه

وعصبة أضمرت للبعث طعنته
فأرخصت واستباحت من سجاياه

تنمّرت حوله مسعورة ، جرحت
كرامة الخير في جيل نميناه

ما كن أحرى بها لو أنها سلكت
للعزّ درباً طويلاً قد سلكناه

قل للغيارى على أمجاد أمتنا
المجد يعرف من منا غياراه

لما دعاهم إلى فجرٍ يوحدنا
تحلبت فوق إثم الكَسب أفواه

السارقين شعارات لنا وضحاً
وسرقة الفكر كالطغيان أشباه

وحبذا من وهبناهم طلائعنا
في الحالك الجهم صانوا ما وهبناه

لوأن عيسى سيأتي في هويتهم
قمنا له، وعلى عود صلبناه

لكننا في سبيل العربِ إن لمحت
في الأفق بارقة تجلو محياه

نسمو على الجرح، تحدونا أصالتنا
وكل ذنب لهم فينا غفرناه

وذنبنا إن حكى التاريخ قصتنا
وأفصح الدهر يوماً عن خباياه

بأننا قد بحثنا العمر عن بطل
فلم نجده، ولكنا خلقناه!!

قالوا العراق فهبّت من جوانحنا
قلوبنا، وهتفنا ليس ننساه

قد يخطئ الثائر الملهوف وثبته
لو كان يدري، ستشقيه خطاياه

مرحى عراق العلى ما جئت أندبه
أعزّ من طعنات الغدر جنباه

كالنار تحت رماد الصمت هامدة
لكنها تتلظى في حناياه


وربّ يومٍ سقيناه على ظمأ
فما ارتوى وغدا نعطيه سقياه

وقيل إنا أضعناه، وما علموا
بأننا مذ أضعناه لقيناه

لم يستح الحق أن يعرى على خطأ
وما استحينا بعجز، بل أدنّاه

غدا نعود، فلا عاش النضال بنا
ولا الطليعة إلاّ أن أعدناه !!

شكرا لك ولمرورك