أحدث المواضيع

تحت هذه الشعارات اقتل دمر كل من هو امامك (داعشي)


الكاتب الشيخ محمد الطالباني بغداد 2015
القوات العراقية من الجيش والشرطة ومليشيات الحشد الشعبي والحرس الثوري وطيران الجيش واستخبارات امريكا 
والتنصت وكل الحشود المتجحفلة معهم تتقدم تحت شعار (يالثارات الحسين) اقتل اي واحد امامك انهم قتلة الامام الحسين ( ع ) وجميعهم (دواعش) اقتل دمر والهتافات جميعها ( ياحسين- ياعلي - يازينب - يازهراء - يا ام البنين - ياالامام الخميني - يا الامام خامنئي ) تحت هذه الشعارات اقتل دمر كل من هو امامك (داعشي) .لا توجد حدود ترسم اين نذهب والى اين نولي وجوهنا ولا أحد يعترف بسلطة الآخر كل واحد امامك هو داعشي على هذا الاساس تتقدم القوة العراقية بأتجاه مدينة تكريت تحت شعارات يرفعها الجميع من الجيش والشرطة والمليشيات المتنوعة وعلى رأسهم الحشد الشعبي الطائفي وتتقدم في معظم ارياف وقرى محافظة صلاح الدين ومن المحتمل أن تطهرها من الجماعات المسلحة لكن إلى حين لأن الذين يقاتلون هناك إضافة إلى الجيش العراقي والشرطة والطيران الحربي قوات إيرانية وميليشيات طائفية والصور والمعلومات التي تصدر عن مواقع القتال تتحدث عن جرائم طائفية

تحرير تكريت وكل متر من الأرض العراقية إن كان ضمن عمل وطني يعبر عن ارادة الدولة وتحفظ ابناء شعبها هو واجب وطني يلتف حوله جميع ابناء الوطن بمعناها الشامل وليس بمظاهرها الرمزية فقط فإنه تحرير سيدوم ام لا وستبقى تكريت وضواحيها ضمن حدود الدولة العراقية أما إذا كان مجرد مشروع هدفه سقوط تكريت وطرد (داعش) ضمن احتراب طائفي وتحالفات سياسية فاشلة نعرف نتائجها فإنه انتصار مؤقت وسيعود مقاتلو (داعش)إلى تكريت بدعم من أهلها للخلاص من المحتلين الطائفي البغيض لأن الحرب أصبحت طائفية وعرقية وصفوية الاهداف مثل أن يستولي السنة على مدينة كربلاء الشيعية أو السليمانية الكردية
معظم النشاطات العسكرية التي تتم على الأرض هي جهد جماعي مكثف وبشراكة غربية، فالولايات المتحدة تقدم معلومات استخباراتية ثمينة تحصي حركة (داعش) وترصد وضع الأرض تحت إدارتهم وتتنصت على اتصالاتهم ويقوم الجيش العراقي مع مستشاريه الغربيين بإدارة المعارك على الأرض ويقاتل (الحشد الشعبي) الذي هو في معظمه ميليشيات طائفية معادية لسكان المناطق المحاصرة وتساندها قوات إيرانية أيضا معادية.
المشهد يبدو كما لو أننا أمام حرب طائفية شيعية سنية وهذه هي الحقيقة التي يتجاهلها الشيعة العراقيين وان التوغل في القتل على النهج الطائفي ستكون محرقة للشيعة العراقيون قبل غيرهم واصبحت هذه الحرب لا علاقة لها بالدولة ولا بتحرير الأرض والمدن والقرى التي سيطر عليها مقاتلو (داعش) والسؤال يوجه إلى فريقين رئيسيين الأول رئيس الحكومة حيدر عبادي الذي سيكون مسؤولا مسؤولية كاملة عن النتيجة النهائية لهذه الحرب الطائفية لأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة هل بإمكانه بعد تحرير هذه الكيلومترات وقف الحرب الطائفية بكل أسف السنة غاضبون منه اليوم بعد أن كانوا سعداء بانتخابه لأنه وعد بالمصالحة وظهر انه كذاب كسابقه السفاح نوري المالكي ( كذاب نوري المالكي) هكذا يردد العراقيون وسوف يرددون كذلك ( كذاب حيدر العبادي) وهم يعتقدون أنه قائد ضعيف والخشية أن الوضع سيكون خارج السيطرة لاحقا مهما عظمت قوة المنضوين تحت علم الجمهورية العراقية سيشبه تماما الحال في سوريا حيث تحولت المعارك إلى اقتتال بين الطائفة العلوية والسكان السنة ورغم إنكار النظام في دمشق هذه الحقيقة الصارخة فقد بينت الأيام أنها كذلك خاصة بعد استعانته بميليشيات حزب الله ومقاتلي الحرس الثوري الإيراني الصورة على أسوار تكريت ومحافظة صلاح الدين العراقية تشبه ما يحدث في سوريا تقريبا بنفس الهويات
الفريق الآخر الذي عليه أن يفهم طبيعة الاقتتال هو الأميركي الذي وجد نفسه يعود للعراق بسبب استفزاز تنظيم داعش من خلال جرائمه وبسبب الخطر الداهم على النظام العراقي في آخر أيام حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي تسببت إدارته في هزائم سريعة متلاحقة مكنت الإرهابيين والغاضبين من الاستيلاء على مواقع مهمة وتهديد العاصمة بغداد نفسها
ومع أن الأميركيين لعبوا دورا فاعلا في طرد رئيس الوزراء العراقي السابق المالكي واعترفوا بأن سياساته وراء الكوارث الحالية فإنهم الآن يقاتلون في خندق يشبه معسكر المالكي في كل شئ ويقومون بعون جماعات ايرانية من الحرس الثوري والمليشيات طائفية وليست وطنية ان نتائج هذه الحرب ستكون مؤقتة قد تحقق تحرير كل الأراضي العراقية وطرد (داعش) وبقية المتمردين إنما ستليها حرب طائفية سنية شيعية تماما كما هو الحال عليه اليوم في سوريا ما هي المكاسب الأميركية من وراء مساندة الجيش العراقي إن لم تسبقها أو توازيها عملية سياسية وعسكرية تجعل الجميع رابحين
على الولايات المتحدة أن تدرك أنها أصبحت جزءا من الصورة الطائفية المقيتة تحارب مع العلويين في سوريا وتقاتل مع الشيعة في العراق وفي الوقت نفسه تفاوض الإيرانيين الشيعة نوويا كل المشاهد الثلاثة ضد السنة أو هكذا تبدو لهم هذه مصيدة مريعة لم يحدث للأميركيين أن وضعوا أنفسهم في مثلها من قبل
المأمول كان ولا يزال أن تشارك الولايات المتحدة في إقصاء النظام ورأسه الطائفي في سوريا وتدعم المعارضة المعتدلة التي تضم كل الطوائف والأعراق وتحرير سوريا على ايادي السوريين الأبطال وأن تمتنع عن دعم نظام بغداد وإلا إذا وافق على أن يتحول إلى ممثل لكل العراقيين شيعتهم وسنتهم ليس من صالح الغرب اتساع الحروب الطائفية في المنطقة ولا أن يكون طرفا فيها وما (القاعدة)و(داعش) وجبهة النصرة وحزب الله و(عصائب أهل الحق( وغيرها إلا نتيجة لمثل هذا الاقتتال الأعمى الذي سوف يحرق اليابس والأخضر
على الغرب أن يساعد في تعزيز المؤسسات المدنية المعتدلة ضد الدينية المتطرفة وليس دعمها للانتصار في حروبها ضد خصوم مؤقتين
شكرا لك ولمرورك