أحدث المواضيع

عزاء في الشيخ حارث الضاري



الدكتور عفيف الدوري

بسم الله الرحمن الرحيم
((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه, والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد: فإن المصاب في رحيلك يا أبا مثنى جللٌ , ولكن عزاؤنا فيك أنك صمدت على الحق وعلى النطق به , ولم تؤثر عليك مغريات الدنيا.
وعزاؤنا فيك أنك كنت حريصاً على العقيدة السليمة , وورثت الوطنية من آبائك وأجدادك كابراً عن كابر.
وعزاؤنا فيك أنك ربَّيت أجيالاً على طريق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-, وقمت بالدعوة إلى الله حتى أتاك اليقين.
عزاؤنا فيك أنك عانيت من المرض وهموم وطنك ما لا تتحمله الجبال.
فقد كنت الجبل الراسخ، لم تؤثر عليك هبوب الرياح الضالة التي باعت بلدها وأهلها وعقيدتها بعرض من الدنيا.
وبرحيلك هوى نجم لامع في سماء العراق بصورة خاصة ومن سماء العالم الإسلامي بصورة عامة.
ولا غرو في ذلك، فإنَّ سيد المرسلين وإمام المجاهدين, عانى من أعدائه وخصومه، ولك أنت فيه قدوة حسنة.
وأقول لمن يخاصم حارثاً أو يعاديه: إياك والتشفي فإن المرض هو رفعة للمؤمن, والمرض والموت محكوم به كل مخلوق بما فيهم الأنبياء والصلحاء.
وإياك أن تظن أن حارثاً قد انتهى، فهناك الملايين ممن يحملون همة حارث وروح حارث وجهاد حارث.
فقد توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- وتَحمَّل الأمانة من بعده أصحابه الكرام وآل بيته الأطهار.
فنم قرير العين يا أبا مثنى وستلقى الله تعالى بوجه أبيض لم تدنسه الدنيا ولا مغرياتها من مال أو مناصب أو ثراء.
ولا أقول بعد هذا إلا أن أتوجه إلى الباري جل شأنه أن يحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
وأن يعوِّض المسلمين من يسد ثغرك ويواصل جهادك, وأن يمن على أحبابك وأهلك وعشيرتك والمخلصين من العراقيين بالصبر والسلوان.
وإنا اليه وإنا إليه راجعون ،،،

أ.د.عبدالملك عبدالرحمن السعدي
21/جمادي الأولى/1436
12/3/2015
شكرا لك ولمرورك