أحدث المواضيع

الممثل الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي في مقابلة مع مجلة عراق مونيتر الانكليزية ( Iraq monitor ) التي تصدر في واشنطن


الدكتور خضير المرشدي

الممثل الرسمي لحزب البعث في العراق ،
في مقابلة مع مجلة عراق مونيتر الانكليزية ( Iraq monitor ) التي تصدر في واشنطن ، قال فيها :
إن خطورة التمدد والنفوذ الإيراني ليس بالحرس الثوري او 

فيلق القدس أو الأجهزة الأمنية أو الجيش الايراني وأسلحته وجواسيه فحسب ، لأن جميع الدول العربية المستهدفة تستطيع مواجهة ذلك وفضحه والتحشد ضده وردعه .
لكن الخطورة الحقيقية للتدخل والنفوذ والوجود الإيراني هو بتكوينها ميليشيات من أبناء البلدان العربية ، تحت عنوان الطائفة والمظلومية والولاء لآل البيت الكرام ، واستغلال عواطف ومشاعر البسطاء من الناس ، وتسييس ذلك خدمة لمشروعها القومي التوسعي ، وتكوين مجاميع يدينون لها بالولاء ، ويأتمرون بأمرها ، ويؤمنون بفكرها وبرنامجها ومشروعها ، وهم من أهل الدار ، مما يكسبهم نوع من التأييد والقبول والمشروعية من قبل الكثيرين ، فمثلاً لاأحد يستطيع القول أن الحوثيين ليسوا بيمنيين وفي ذات الوقت لديهم قيادة مسيّسَة توالي ايران والولي الفقيه ، وليس لأحد أن ينكر لحزب الله في لبنان ،، بأنه لبناني ، وهو يتبنى مشروع ايران فكرا وثقافة وسياسة وانتماءا وقتالاً بالنيابة ، وكذلك المليشيات والأحزاب والحكومة في العراق وهي أيرانية الهوى والانتماء والولاء ، وكذا الحال في سوريا والبحرين وشرق السعودية والكويت وغيرها .. مما يستوجب خطة إستراتيجية عربية شاملة للمواجهة والردع وإنهاء العدوان والهيمنة الإيرانية .
وفي ما يلي نص المقابلة التي أجرتها مجلة ( Iraq monitor ) ، مع الدكتور خضير المرشدي الممثل الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق .
أجرى الحوار :
الدكتور هيثم هادي نعمان الهيتي
رئيس التحرير
١- ما هو دور حزب البعث في الحياة المدنية والسياسية في العراق الآن بعد مجيء النظام الجديد عام ٢٠٠٣ ؟
* حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق بعد الاحتلال قاد مقاومة وطنية وقومية واسلامية فريدة في توقيتها وفعالياتها وإنجازاتها ، ومتميزة باعتمادها على امكاناتها الذاتية وما قدمه لها شعب العراق من دعم بالمال والرجال ، وما وفره لها من بيئة حاضنة واسناد والتفاف وطني قل نظيره ، حتى حققت نصرها الكبير والتاريخي بهزيمة الجيوش المحتلة واجبرت الولايات المتحدة على الانسحاب مكسورة من العراق في نهاية عام ٢٠١١ ، بعدما كبّدتها خسائر بشرية ومادية هائلة كانت سبباً رئيسياً في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها أميركا وعدد من الدول الغربية التي اشتركت معها في الاحتلال .
فبعدما تعرض حزب البعث لتحديات كبيرة بسبب هذا الاحتلال واعوانه وعملاءه ومشروعه ضمن سلسلة من الاغتيالات والاعتقالات والاجتثاث والملاحقة والتهجير التي تعرض لها أعضاءه وقيادته ، وخسر اكثر من ١٦٠ الف شهيد على أيدي القوات الأميريكية والايرانية من أصل مليوني شهيد عراقي تقريباً ، فإنه أعاد تنظيم صفوفه بسرعة فائقة مستفيداً من تجربته الوطنية وإرثه النضالي وانتشاره بين صفوف الشعب الذي هو عمقه وحاضنته وبيئته الطبيعية التي نما وترعرع من بين صفوفه ملبياً لطموحاته وحاملاً لهمومه واهدافه وفكره وعقيدته ، حتى أصبح ليس بإمكانك أن تفصل بين الشعب والبعث اللذين أصبحا حالة وطنية واحدة .
وكان لهذا التلاحم الأصيل نتائجه في مقاومة وهزيمة الاحتلال ، وانطلاق ثورة الشعب المستمرة والمتصاعدة ضد مشروع الاحتلال المتمثل بالعملية السياسية التي تقودها وتديرها ايران وحلفاؤها وعملاؤها وميليشياتها الطائفية الإرهابية الفاسدة .
٢- هل هناك أمل لإعادة حزب البعث او ممثلين عنه في المستقبل للحياة المدنية والسياسية في العراق ؟
* الأمل كبير والتصميم عالي والثورة مستمرة ، والبعث في مقدمتها ، لأن يتم تحرير العراق تحريراً تاماً وشاملاً وعميقاً ، وينال استقلاله وسيادته ، ويتغلب على الطائفية والارهاب والفساد ، هذا الثالوث الخطير الذي خلفه الاحتلال وعمليته السياسية المتهاوية ، ليعود دولة حرة وطنية عربية ديمقراطية يسودها العدل والانصاف والمساواة ، دولة المواطنة الحقة ، وفق نظام ديمقراطي تعددي يختار فيه الشعب قيادته وممثليه بحرية تامة ونزاهة مطلقة .. وفق دستور عراقي وطني جديد يضمن حقوق جميع العراقيين بدون استثناء أو أقصاء أو محاصصة أو إجتثاث ، عند ذاك سيكون حزب البعث وقيادته المجاهدة سعيداً بما يتحقق ، وستتوفر البيئة المناسبة لعمل سياسي حضاري سلمي وبناء .
٣ - حزب البعث كان يُنتقد من أطراف كثيرة لأسباب تتعلق في قمع الرأي و الحرية ، هل تمت مراجعة ذلك ؟ وهل تم التراجع عن عقيدة الحزب ؟ وهل راجعتم المسيرة الشمولية السابقة من أجل ألسعي إلى تطبيق برنامج ديمقراطي ؟
* هذه الأطراف التي سميتها كثيرة ، قد أطلقت ولا زالت تطلق مثل هذه الانتقادات ، على سبيل التشويه والتشويش وإنكار الحقائق التي كانت سائدة في الواقع السياسي في العراق آنذاك ، لأن حزب البعث في مراحل تاريخ عمله السياسي ، في بداية وأثناء فترة الحكم الوطني الذي كان يقوده قبل الاحتلال ، قد عمل انطلاقاً من إيمانه بالعمل الجبهوي على إقامة ( الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ) مع الأحزاب التي كان لها حضوراً على الساحة السياسية ، ومنها الحزب الشيوعي العراقي والأحزاب الكردستانية ، مع إيمان مطلق بتطوير عمل تلك الجبهة لتضم كافة القوى الوطنية الاخرى ، وقد تصدى البعث بحزم للانحرافات والارتباطات المشبوهة للقوى المنخرطة في الجبهة ، والعمل لصالح دول اجنبية ، ضد ثورة الشعب في ١٧ - ٣٠ تموز ، واتُخِذَتْ إجراءات حازمة تجاه المنحرفين والمشبوهين والمرتبطين ، والتي سميت من قبل أطراف عديدة معادية بأنها قمع للرأي والحريّة !!
على الرغم من أن الحديث قد يطول في هذا الجانب ، ولكن ما أود قوله هو أن حزب البعث يؤمن منذ تأسيسه ووفق عقيدته وفكره ومبادئه وبرنامجه النضالي ونظامه الداخلي ، بإقامة نظام وطني ديمقراطي تعددي دستوري ، يؤمن بالحكم البرلماني والعمل الجبهوي مع جميع القوى الوطنية والقومية والإسلامية المعتدلة طريقاً لإقامة دولة الوحدة والحريّة والاشتراكية ،،، وهذا ماأكدّه وطرحه الحزب في برنامجه واستراتيجيته الجهادية والنضالية بعد الاحتلال .
٤ - العراق يعاني من الطائفية والتدخل الإقليمي بعد سقوط النظام السابق ، ما هو موقف حزب البعث من الهيمنة الإقليمية ؟ وبغض النظر عن مصدر هذه الهيمنة .
* الهيمنة الإقليمية وغير الإقليمية بما تعنيه من انتهاك للسيادة وعبث في الأمن والاقتصاد ، واستغلال وابتزاز وتسلط بل واستعمار ، مرفوضة من قبل حزب البعث وشعب العراق رفضاً تاماً ومطلقاً وهي السبب الرئيسي لانطلاق المقاومة واستمرارها وانبثاق الثورة الشعبية وتصاعدها . أما على المستوى الإقليمي فإنها قد حصلت بعد الاحتلال من قبل دولة واحدة مجاورة للعراق وهي ايران ، بعدما استثمرت هذه الدولة المعتدية ، ظروف الاحتلال الامريكي وتعاونت معه من قبل في تسهيل احتلاله للعراق مع دول أخرى ومنها عربية ، لكي تستلم إدارة وقيادة عمليته السياسية الفاسدة ومشروعه الاستعماري الذي أنشأه في العراق ليكون منطلقاً لأحتلال وتدمير وتقسيم بقية البلدان العربية .
حزب البعث وقوى الثورة والمقاومة يتصدون ببسالة لهذا التغول والتدخل والنفوذ والهيمنة الإيرانية ، في ذات الوقت الذي يرفضون فيه أي تدخل سلبي إقليمي في شؤون العراق .
ولكن في المقابل فإن حزب البعث يرحب بأي دعم وتعاون عربي أو دولي إيجابي من أجل تحرير العراق وحفظ أمنه وتحقيق استقراره وبناءه وفق رؤية وطنية لحل سياسي شامل ٥ - الحشد الشعبي والأحزاب المتطرفة الشيعية تقود الهجوم على داعش مع دعم من قبل فئات قوية بالعراق ، وان إيران قدمت مساعدات الى القوات المسلحة من دون شروط مسبقة ، ويقولون ان الحكومة بدأت عملية تسليح أبناء العشائر ، ما هو تقييمك وجوابك عن موقف إيران وحلفاءها ؟
* بإختصار إن دور إيران في هذه المعادلة يشكل دوراً عدوانياً استطانياً خطيراً تهدف من خلاله تنفيذ مشروعها القومي في الهيمنة والتسلط والاحتلال والابتزاز ومحو الهوية والوجود العربي ، وتحقيق حلمها الإمبراطوري ليس في العراق فحسب بل في كافة البلدان العربية وهذا مانراه الان في أكثر من قطر عربي .
٦ - الحشد الشعبي قام بجرائم عنيفة وبشعة ضد السنة في المحافظات "المحررة" من تنظيم داعش ، هل هناك احتمال واقعي بان العراق يمكن أن يدخل في حرب أهلية مفتوحة بين السنة و الشيعة كما حصل عام ٢٠٠٦ - ٢٠٠٧ ؟
* الصراع في العراق بعد الاحتلال هو صراع ذا طابع سياسي بين جماعات وأحزاب وميليشيات وتكتلات ، ولم يصل مستوى العنف والصراع في العراق الذي كانت وراءه قوات الاحتلال وحكوماته والميليشيات المرتبطة بايران في إي مرحلة من مراحله الى مستوى الحرب الأهلية الشاملة بين أبناء الشعب وأديانه وطوائفه وقومياته ، رغم المحاولات باسقاط الصراع السياسي على عموم الشعب ، ولكن هذه الجهات رغم ماارتكبته من جرائم بحق الشعب بكافة طوائفه ، لكنها قد فشلت في ذلك ، بسبب المناعة والوحدة الوطنية التاريخية الأزلية لشعب العراق .
سيبقى الصراع سياسياً وعسكرياً وأمنياً بين عصابات وتنظيمات دولية ارهابية مدعومة وموظفة من جهات عديدة لتحقيق أجنداتها ، وأخرى طائفية ميليشياوية ارهابية مدعومة من ايران ، التي تستثمر هذا الصراع لتحقيق أهدافها في الهيمنة وتصدير مايسمى( بالثورة ) التي نادى بها الخميني منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي ، وتصدى لها العراق وأجهض هذا المشروع في حينه .
٧ - طبيعة الحقائق في الشارع العراقي حاليًا يوحي بوجود توتر طائفي شديد ، هل إن هذا التوتر بين السنة و الشيعة يشمل الشعب بأجمعه أم محصور بين الأحزاب المتصارعة على السلطة فقط ؟
* كما ذكرت لجنابكم إنه صراع سياسي وعسكري وأمني من اجل تحقيق مصالح وأجندات اجنبية معادية للعراق وشعبه ، كان وسيبقى محصوراً بين هذه الأحزاب والمليشيات والعصابات ، ومن المؤكد فإن هذا الصراع بين هذه العصابات سيؤدي الى خسائر مادية وبشرية كبيرة يدفع ثمنها شعب العراق الكريم .
٨ - يقول بعض الاعلاميين و السياسيين ، ان بعثيين سوريين و عراقيين كان لهم دور في نشر تنظيم داعش في سوريا والعراق ، كيف ترون ذلك ؟ وما هي الحقيقة ؟
* ليس صحيحاً ، وأنا أتحدث هنا عن حزب البعث في العراق ، إن هذه التنظيمات الإرهابية كما هو واضح ومعلن ، تضم عناصر من مختلف دول العالم ، وتشير بعض التقارير المنشورة الى أن ٧٠٪ من أعضاء هذه التنظيمات هم من رعايا دول أجنبية ، مما يؤكد القول بأنه تنظيم دولي مُسيّر لتشويه صورة الثورة الشعبية التحررية في العراق وسوريا وغيرهما ، ولتنفيذ مشاريع استعمارية واقليمية لتفتيت الدول العربية وتقسيمها ونهب خيراتها ، وجعلها دولاً قزمة ضعيفة لصالح الكيان الصهيوني وإيران .
٩ - داعش أصبحت قوة ارهابية إقليمية ، ما هو موقف حزب البعث منها ، ومن جميع هذه الجهات الإرهابية ؟ وهل إن حل الكارثة في العراق عسكري فقط ؟ أم أن هناك طريقاً آخر للحل ؟ هل ممكن القضاء على داعش من دون تسوية سياسية للازمة في العراق وسوريا ؟
* ذكرت لجنابكم موقف الحزب من هذه الجهات ، ولابد من التأكيد بأن حزب البعث العربي الاشتراكي ، يدين الاٍرهاب بكافة أنواعه ومصادره ومنابعه ، ويستنكر أفعاله الاجرامية ، ويقف حزب البعث مع قوى الثورة والمقاومة الاخرى في خندق الدفاع عن العراق وحقوق شعبه ضد الاٍرهاب وتنظيماته ، والطائفية وفروعها ، والفساد وأنواعه ، والفوضى ومسببيها ، وضد كافة الاجندات الدولية والإقليمية والحشود والتحالفات والتدخلات والميليشيات مهما كان نوعها ، وسيستمر حزب البعث والقوى الوطنية المتحالفة معه في النضال والجهاد والمقاومة لجميع هذه الأطراف مهما غلت التضحيات ومهما طال الزمن حتى انتزاع حقوق العراق وشعبه كاملة ، الذي قاوم وثار وضحى وسالت دمائه غزيرة من اجل انتزاعها . الطريق الصحيح للوصول الى حل شامل وكامل ونهائي لمشكلة العراق هو باعتماد الحل السياسي الذي يفضي لتنفيذ حقوق العراقيين وفق العناصر التالية :
- الدعوة لمؤتمر حول العراق تحضره جميع القوى العراقية بدون إستثناء ، ويتخذ قرارته بضمانات عربية ودولية ملزمة ، ومنها الغاء الدستور ، والغاء الاجتثاث وقانون المساءلة والعدالة بشكل كامل ونهائي ، والغاء المادة ٤ ارهاب ، العفو العام ، إطلاق سراح الأسرى والسجناء والمعتقلين وفي مقدمتهم أعضاء القيادة العراقية ، وتعويض المتضررين من هذه القوانين والاعتقالات ، وبناء مؤسسات الدولة وخاصة العسكرية والأمنية والجيش وفق قوانينها وانظمتها الوطنية ، وإيقاف قصف المدن ، والحرب على المحافظات ، وعودة النازحين وتعويضهم ، وحل المليشيات وغير ذلك من الحقوق .
والعمل على تشكيل حكومة كفاءات من المستقلين لفترة انتقالية محددة ، لتضع دستورا عراقياً جديداً لامكان فيه للمحاصصة او الاقصاء او الاجتثاث ، ويضمن حقوق جميع العراقيين ، وقانون للأحزاب ، وآخر للانتخابات ، ليجري بعد انتهاء الفترة الانتقالية انتخاب رئيس البلاد وممثلي الشعب وإقامة النظام الوطني الديمقراطي التعددي الذي لايستثني ولا يقصي أي جهة أو طرف أو حزب أو حركة .
هذا هو طريق الحل الذي يمكن أن تخرج من رحمه المعالجات الأمنية والعسكرية لاي تهديد قد يتعرض له العراق ، وهو الحل الذي يفضي حتماً الى مصالحة وطنية حقيقية .
١٠ - هل يمكن أن تعطينا صورة واضحة عن ( العراق الجديد ) كما يقولون من خلال رؤية بعثية ؟
* ( العراق الجديد ) !!! هذا المصطلح الذي أطلقه عملاء الاحتلال لفترة حكمهم التي تلت الاحتلال ... يصح أن نطلق عليه ( مع الاعتزاز العالي بإسم العراق وشعبه الكريم ) ، بعراق الطائفية والفساد والإرهاب !!!
العراق الجديد هو العراق الذي :
- فقد أكثر من مليوني شهيد من أبناءه على ايدى القوات المحتلة الامريكية ومن بعدها الإيرانية .
- تهجرّ أكثر من خمسة ملايين من خيرة أبناءه حسباً ونسباً وشرفاً ، وعلماً وأدباً ، وأخلاقاً ووطنية ، وإخلاصاً وانتماءاً وكفاءة .
- العراق الذي فيه ملايين الارامل والأيتام والمشردين وعشرات الآلاف من السجناء والمعتقلين الابرياء .
- العراق الذي تنتهك فيه حقوق الانسان بصورة مرعبة ، ويتظاهر فيه الناس يومياً مطالبين برزقهم ورواتبهم ولقمة عيشهم ، وتوفير أمنهم وحفظ كرامتهم المهدورة .
- العراق الجديد هو العراق الذي نهبت ثرواته البالغة مئات المليارات ، وصودرت ممتلكاته ودمرت حضارته ، وسرقت كنوزه من قبل مجموعة من الحكام والأحزاب والعصابات المتسلطة والمتعطشة للجاه والسلطة والمال .
- العراق الجديد هو الذي انعدمت فيه الخدمات والكهرباء ، وفقدان العيش الكريم ، وسادت فيه الفوضى والمحسوبية والمنسوبية وسوء المصير ، وتردي مستوى التربية والتعليم ، وانهيار الصحة والرعاية والاعتبار .
- هو العراق الذي يعيش شعبه الكريم في غياهب المجهول والاحباط والظلام والتخلف والسواد والتراجع الى عصر القرون الوسطى .
بإختصار :
إلعراق الجديد هو عراق الكارثة التي تجر أخرى ، والازمة التي تلد ثانية ، وساحة لصراع دولي خطير تتم فيه تنفيذ اجندات اجنبية مشبوهة ، والضحية هو شعبه الذي علّم الدنيا القراءة والكتابة .. والذي لا زال يقاوم هذا الظلم والشر والعدوان والارهاب الأسود .
١١- هل ترغبون في المشاركه السياسيه ان توفرت الشروط الموضوعيه لذلك في المستقبل ؟
وايضا هل يمكن ان تدعمون شخصيات او تجمعات سياسيه في انتخابات عام ٢٠١٨ ؟
* الهدف الاستراتيجي لحزب البعث هو تحرير العراق وأعادته حراً عزيزاً كريماً كما ذكرنا ، وحزب البعث وفق برنامجه يعتمد كافة الوسائل المشروعة لتحقيق هذا الهدف العزيز ، إن المغزى من أي دعم إذا ماحصل في حينه وحسب ظروف الزمان والمكان ، ولشخصيات أو تجمعات سياسية أو أية جهات ، هو ليس الحصول على مناصب وامتيازات أو البحث عن سلطة خائبة أو جاه زائل ، بل هو لكي يكون منفذاً لتصحيح مسار شاذ ومنحرف قد وُضِعَ فيه العراق من قبل المحتلين وحلفاءهم وعملاءَهم ، ووسيلة من وسائل تغيير الواقع المر كلما أمكن ذلك .
١٢- ما هو رايكم بالاتجاه الامريكي والمواقف الجديده بشأن المليشيات ؟
* الأمريكان يعلمون جيداً كما عبروا عن ذلك بأكثر من تصريح ، بأن الخطر الحقيقي على العراق والدول العربية الاخرى ، وكذلك التهديد الاخطر لمصالح دول العالم في هذه المنطقة الحيوية هو وجود هذه الميليشيات والعصابات المنظمة والمسلحة والمتمرسة في الاٍرهاب والقتل ، والمدربة تدريباً عالياً على أيدي عتاة الاٍرهاب والطائفية في الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس ، وبذلك فإن التصدي لهذه العصابات الميليشياوية ، ونزع سلاحها وتفكيكها وإقتلاع جذورها ، يشكل بداية صحيحة لبسط الأمن والاستقرار في العراق والدول الاخرى ، على ان يرافق ذلك حل سياسي شامل للوضع في العراق بإعتماد عناصر الحل المشار اليها سابقاً .
١٣- وماهو رايكم بصدد القضية اليمنيه والهجوم السعودي ؟
* خطورة التمدد والنفوذ الإيراني ليس بالحرس الثوري او فيلق القدس أو أجهزتها الأمنية أو جيشها أو أسلحتها فحسب ، لأن الدول العربية المستهدفة تمتلك مثل تلك الأدوات وتستطيع مواجهتها وفضحها والتحشد ضدها ، كما حصل مع العراق في الثمانينات وانتصر فيها ، وكما يحصل الان مع قوى الثورة والمقاومة في العراق وستنتصر فيها رغم قساوة الموقف وتعقيداته المعروفة ، وبالامكان ان يحصل ذلك الان في حال ان تدخلت ايران عسكريا في أي بلد عربي بشكل مباشر. 
لكن الخطورة الحقيقية للتدخل والنفوذ والوجود الإيراني هو بتكوينها ميليشيات من أبناء البلدان العربية ، تحت عنوان الطائفة والمظلومية والولاء لآل البيت الكرام ، واستغلال عواطف ومشاعر البسطاء من الناس ، وتسييس ذلك خدمة لمشروعها القومي التوسعي ، وتكوين مجاميع يدينون لها بالولاء ، ويأتمرون بأمرها ، ويؤمنون بفكرها وبرنامجها ومشروعها ، وهم من أهل الدار ، مما يكسبهم نوع من الشرعية والمقبولية من قبل الكثيرين . فمثلاً لا أحد يستطيع القول أن الحوثيين ليسوا بيمنيين وهم في حقيقتهم يمتلكون قيادة مسيسة بأسم المذهب والطائفة توالي ايران والولي الفقيه ، وليس لأحد أن ينكر لحزب الله في لبنان ،، بأنه لبناني ، وهو يتبنى مشروع ايران فكرا وثقافة وسياسة وانتماءا وقتالاً بالنيابة ، وكذلك الحال للمليشيات والحكومة العراقية ، لا احد ينكر عليها عراقيتها وهي أيرانية الهوى والانتماء والولاء ، وكذا الحال في سوريا والبحرين وشرق السعودية والكويت وغيرها .
إذن ومن حيث المبدأ ، فإن مقتضيات الأمن الوطني والقومي ، ومتطلبات الصراع ، يوجب وضع حد لإيران ونفوذها المتزايد في الدول العربية من خلال قَص هذه الأذرع لاضعاف دور ايران وتحجيمه من ناحية ، ولمنع التخريب والتقسيم المجتمعي والفتنة الطائفية التي تسببه هذه الجماعات وما ينتج عنها من تطرف وارهاب وفساد وتخلف من ناحية ثانية . إن هذا العمل العسكري الذي تشترك فيه عدة دول عربية واسلامية ، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ، رغم أهميته الكبيرة في مواجهة مشروع الهيمنة الإيرانية عبر التصدي لأداتهم الحوثية في اليمن ، وفي واحدة من المناطق الجيوستراتيجية المهمة التي تهدد أمن الدول العربية في الخليج والمصالح الدولية بشكل عام ، فإن آثاره ونتائجه لن تكتمل ، الاّ بالتصدي الى أدوات ايران الاخرى في بقية الدول العربية إبتداءاً من العراق وفق ( خطة استراتيجية شاملة ) ، للردع وإنهاء العدوان والهيمنة والتسلط الايراني ، تتضمن ألتنسيق والتعاون والعمل المشترك مع كافة القوى الوطنية في هذه الدول ، وبذات الموقف القوي والحاسم ، للحد من عنجهية إيران وميليشياتها وتغوّلها واستهتارها وارهابها وإجرامها وتهديداتها ألتي لاتقل خطورة عن داعش واخواتها ، بل إنها البديل الاخطر والأشمل . مع إيماننا المطلق بدور قوى الثورة والمقاومة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق وسوريا لهزيمة ثالوث الشر الامريكي الصهيوني الفارسي .
١٤- ما هو موقفكم من داعش ، الحشد الشعبي ، حيدر العبادي ، الولايات المتحدة الامريكيه ، في الوقت الحاضر ؟
* جميع هذه الجهات تشكل سبباً في أزمة كبرى يمر بها العراق والامة ، وان داعش والحشد الشعبي وحكومة المنطقة الخضراء ومعهم التدخل والعدوان والارهاب الإيراني ، ماهم الا نتائج للاحتلال الامريكي للعراق ومن مخلفاته الكارثية ، وإذا لم يتم تدارك الامر من قبل المجتمع الدولي عبر مجلس الأمن ، والاتحاد الأوربي ، والدول العربية ، والجامعة العربية ، وتركيا ، وذلك باعتماد برنامج الحل السياسي الشامل وفق رؤية حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته في العراق ، فإن الفرصة ستكون سانحة لقوى الاٍرهاب والطائفية لكي تطيح بعروش ودول ، وسوف يتمدد الخطر ليهدد المصالح الحيوية لجميع الدول والشعوب .. وعندها سوف لن ينفع الندم والأسف والاعتذار .
شكرا لك ولمرورك