أحدث المواضيع

المالكي يترأس نظاما يسوده الفساد والوحشية ويستخدم القانون كوسيلة ضد خصومه ـــ نسر العراق


نشرت صحيفة الشؤون الخارجية الأمريكية "foreign affairs" في تقرير لها تحت عنوان "العراق الذي تركناه وراءنا" في عدد شهر أبريل 2012، تقريرا مفصلا عن أوضاع العراق بقلم الكاتب (نيد باركر)
هذا نص ترجمته :
"بعد مضي 9 سنوات على الإطاحة بنظام بغداد ومرور أشهر قليلة على انسحاب القوات الأمريكية من العراق أصبح البلد أقرب ما يكون الى دولة فاشلة، فرئيس الوزراء السيد نوري المالكي يترأس نظاما يسوده الفساد و الوحشية و يستخدم فيه القادة السياسيون قوات الأمن والميليشيات لقمع الأعداء وتخويف عموم الناس.كما يستخدم القانون كوسيلة ضد الخصوم ولإخفاء مساوئ الحلفاء. ولقد تلاشى الحلم بعراق يحكمه قادة منتخبون يساءلون أمام الناس."
"إن الحكومة العراقية عاجزة عن تقديم الخدمات الأساسية مثل الكهرباء و مياه الشرب النظيفة و الرعاية الصحية اللائقة للمواطن. كما أن نسبة البطالة بين صفوف الشباب من الرجال تقترب من 30% مما يجعل من السهل تجنيدهم من قبل العصابات الإجرامية و الفصائل المتمردة."
"إن الأساليب التي يعتمدها رئيس الوزراء إنما هي تكرار للأنماط التي أعتمدها أسلافه خلال الأنظمة الملكية التي أعقبت الحكم العثماني مرورا برئيس وزراء العراق الأول (عبد الكريم قاسم) وصولاً إلى رئيس الوزراء (نوري المالكي) والتي تعتمد مقولة (نصب نفسك أولا وأحم السلطة بجهاز أمني لا يرحم) كما أن المالكي قام بإضعاف الضمانات الديمقراطية واستخدامه أجهزة مكافحة الفساد في استهداف أعدائه السياسيين فضلا عن حكمه الاستبدادي و أسلوب المحاباة، الأمر الذي قد يفضي إلى نهاية سلطته ودفع العراق إلى حرب أهلية أخرى."
"إن الخطأ الأكبر الذي ارتكبته واشنطن يتمثل بالدعم الذي قدمته لرئيس الوزراء نوري المالكي، إذ اعتقد المسئولون الأمريكان أن الإسلاميين الشيعة هم فقط من يمتلك المصداقية و الشرعية."
"إن قرار رئيس الوزراء العراقي بإعتقال طارق الهاشمي بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق يعتبر اهمالا منه للمصالحة الوطنية و تقويضا للوعد الذي أطلقه أمام الرئيس الأمريكي باراك اوباما في واشنطن بشأن عراق ديمقراطي ومستقر، كما و يعكس تسخيره القانون والدولة لتحقيق طموحاته."
"إن رئيس الوزراء العراقي يستخدم سجون سرية تحت إشراف نخبة من رجاله الأمنيين وهناك أدلة قاطعة لدى الصليب الأحمر حول هذه السجون وورد في تقريرها بأن هناك أدلة مثيرة للقلق تشير الى تعذيب المحتجزين و انتزاع الاعترافات منهم، فضلا عن توفر أدلة على سوء المعاملة بما في ذلك الاغتصاب و الصدمات الكهربائية على المناطق الحساسة من الجسم وتشير معلومات بأن بعض جلسات التعذيب تمت بحضور قضاة عراقيين و تذكر تقارير الصليب الأحمر عن وجود 3 سجون سرية في المنطقة الخضراء مرتبطة بمكتب المالكي."
"ان انتشار الفساد في أجهزة الشرطة و الجيش يعرض السجناء الى عمليات ابتزاز و يتسبب خللا كبيرا في المنظومة الأمنية العراقية. وان ثقافة الكسب غير المشروع تشكل خطرا على البلاد على سبيل المثال يقدم قادة عسكريون قوائم بأسماء جنود وهميين و يتلقون الرواتب بدلا عنهم في حين يتلقى مسئولون أمنيون آخرون وضباط عسكريين الرشا من المتعهدين المدنيين عن أمور تتراوح بين المواد الغذائية إلى تجهيزات عسكرية فضلا عن قيام بعض كبار المسئولين بتأسيس شركات وآجهية للاستيلاء على أموال وزارة التجارة."
"يصل الفساد الى أعلى مستويات الحكومة وحتى يمكن ملاحظة ذلك في الميزانية العامة للدولة إذ أعلنت الحكومة العراقية في عام 2011 بأنها تجهل مصير مبلغ 25 مليار دولار تم تخصيصه من قبل الحكومة المركزية للمحافظات و الشركات المملوكة من قبل الدولة. كما حققت هيئة النزاهة مع وزير التجارة السابق و العضو في حزب الدعوة (عبد الفلاح السوداني) بتهمة الاختلاس و حاول الفرار خارج البلاد بعد أسابيع من حادث تبادل لإطلاق النار بين حمايته و المحققين في وسط بغداد و حكم عليه بالسجن لفترة وجيزة لكن بعد مضي عام أسقطت التهم ضده."
"استقال رئيس هيئة النزاهة العامة في ايلول الماضي بعد إصابته بخيبة الأمل من القدرة في التحقيق مع الكبار في السلطة و تم استبداله من قبل المالكي بشخص اقل خطورة عليهم.والتقينا بمسئول في مكافحة الفساد أطلعني على تهديدات مبطنة من رئيس شركة متهم بتحويل أموال إلى حزب الدعوة."
"إن المالكي على ما يبدو يواجه احتمال تفتت قاعدته الشعبية بإذكاء مخاوفهم من الأقلية السنية معولا على عدم مقاطعتهم له كي لا يخاطرون بهيمنة الشيعة على العملية السياسية في العراق."
تأسست مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية عام 1922 م على يد مجلس العلاقات الخارجية وهي من أهم المجلات السياسية في الولايات المتحدة و يتم متابعتها من قبل النخبة السياسية و الأكاديمية.
مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية 11/4/2012
السبت 7 ذوالقعدة 1436 / 22 آب 2015
شكرا لك ولمرورك