أحدث المواضيع

مقابلة صحفية -- الدكتور عبد الكاظم العبودي


مقابلة صحفية مع الدكتور عبد الكاظم العبودي ، عضو المكتب التنفيذي للمجلس السياسي العام لثوار العراق، والناطق الرسمي ونائب الأمين العام للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق ، والأمين العام لهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية مع صفحة مجلة ( الرفيق) " كاماراد" الشبابية التونسية حول تطورات الأوضاع السياسية الراهنة في العراق .
كاماراد :
ـ باعتباركم رئيسا للجنة حقوق الإنسان في المكتب التنفيذي للمجلس السياسي العام لثوار العراق، هل سجلتم حالات لا إنسانية وتعذيب من قبل الحكومة الطائفية و ميليشيات إيران؟.
د. عبد الكاظم العبودي:
لقد وصلت جرائم الحكومة الطائفية عبر حلقة متصلة ومستمرة من ممارسات هيئاتها القمعية من شرطة وأمن ومليشيات طائفية إلى حدود لا يمكن اختصارها هنا في هذه الإجابة، ويكفي أن سجلات الأمم المتحدة ولجان حقوق الإنسان في العالم قد ثبتت وبالأدلة القطعية والوثائق والرصد المستمر تواجد مئات الألوف من المعتقلين والمحتجزين والمخطوفين من دون محاكمات منذ 2003 ، كما أن تعداد النازحين والمهجرين داخل العراق وخارجه بلغ الملايين من الضحايا ، في حين ظل التعذيب والقتل ألعمدي والاغتيالات تمارس بشكل شبه علني ويومي، وتحتفظ المليشيات وأحزاب الحكومة الطائفية على سجون ومعتقلات مراكز تعذيب بشكل سري وغير خاضعة لمؤسسات الدولة القضائية أو التابعة لوزارة العدل.
إن اليد الإيرانية في اغلب هذه الممارسات قد تورطت بشكل كبير، وخاصة في مجازر الحويجة والانبار وكربلاء والمفلوجة وغيرها من مناطق العراق. إن صفحة لجنة حقوق الإنسان للمجلس السياسي ومركز جنيف الدولي للعدالة وغيرها من لجان حقوق الإنسان توثق كل يوم أخبار المجازر وحوادث التعذيب المبرمج وكذلك حالات الإعدام والقتل ألعمدي والاغتيالات وممارسات التطهير الطائفي .
https://www.facebook.com/groups/1591463581099025/?fref=ts
https://www.facebook.com/ahraralrafdiencinter/photos/a.1882325001992852.1073741828.1881958915362794/1886517958240223/?type=1&theater
https://www.facebook.com/GIC4J?fref=ts
أخيرا فان الحكومة العراقية وأمام ملاحقة المجتمع الدولي لها عن جرائمها المرتكبة في العراق تجد نفسها في عجز تام للإجابة عن التساؤلات المقلقة عن وضع حقوق الإنسان في العراق. وقد ورد أخيرا وعلى موقع وتقارير مركز جنيف الدولي للعدالة الصادر في جنيف في 3 أيلول/سبتمبر 2015 أن السلطات العراقية فشلت في الإجابة على تساؤلات الأمم المتحدة بشأن التعذيب، رافق ذلك مع صدور التقرير الختامي للجنة الأمم المتحدّة لمناهضة التعذيب عن اجتماعات الدورة 55 التي اختتمت أعمالها في جنيف في 14/8/2015،.
ويعتبر مركز جنيف الدولي للعدالة فشل السلطات العراقيّة في الإجابة على الأسئلة المحدّدة التي وجهتها الأمم المتحدّة بشأن الاستخدام الواسع النطاق للتعذيب في العراق بأنه "اعتراف ضمني" بوجود هذه الممارسة اللا إنسانية. ولأهميّة الأسئلة التي طُرحت، وأهمية أن تقوم منظمات المجتمع المدني في العراق والناشطين في مجال حقوق الإنسان، والأجهزة الرسمية ذات الصلة، وبخاصّة الأجهزة القضائية، بمتابعة ما طلبته اللجنة فان المركز يقدّم خلاصة مركزّة جدّا لما طرحته اللجنة وأعضائها من أسئلة على الوفد العراقي. نص التقرير في الرابط تجدونه أدناه.
http://iqhere.blogspot.ch/2015/09/blog-post_8.html
كاماراد :
ما هي أهم القوى الوطنية المكونة لمجلسكم المجلس السياسي العام لثوار العراق؟
د. عبد الكاظم العبودي:
المجلس السياسي العام لثوار العراق يضم أغلب ممثلي جبهات المقاومة الوطنية وفصائلها الثورية المسلحة وكذلك ممثلي الأحزاب السياسية الوطنية الرافضة للاحتلال وتبعاته السياسية، وفي المكتب التنفيذي للمجلس السياسي وأمانته العامة تتواجد وتتمثل كل أطياف العمل السياسي العراقي الرافضة للغزو والاحتلال الأمريكي، تلك التي ترفض العملية السياسية التي فرضها الاحتلال الأمريكي 2003 وكرسها الدستور السئ الصيت الذي فرضته إدارة الاحتلال الأمريكي وأذياله، والذي يقود في كل تطبيقاته إلى تقسيم العراق على أسس طائفية واثنيه ، أين الغي هذا الدستور وتشريعاته الملحقة مبدأ المواطنة ، وكرس القمع والمطاردة والاجتثاث لكل أحرار العراق.
كاماراد :
يقال في الإعلام الأصفر : إن كل من يعارض تواجد قاسم سليماني يعتبر داعشيا ؟ ما تعليقاتكم؟
د. عبد الكاظم العبودي:
يصح على مثل هذا الإعلام المثل العربي القائل: ( ضربني وبكى ... سبقني واشتكى)، خصوصا إن النظام الإيراني ألصفوي وحلفائه في المنطقة، ومن خلال ركائزه العميلة في حكومتي نوري المالكي وحيدر ألعبادي هو الذي سعى إلى حماية و إطلاق يد داعش في المنطقة ودعمها بكل الوسائل، وهو الذي سهل هروب قادتها من سجون حكومة المالكي، وسلمها من دون حرب ، محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار، تاركا لها أسلحة الجيش والداخلية، ومشاركا لها عمليات تهريب البترول عبر الحدود التركية والسورية والإيرانية، حتى بات النفط العراقي المنهوب يمر عبر تجارة الصهاريج النفطية العابرة للحدود إلى أفغانستان وإيران وباكستان وموانئ البحر المتوسط والخليج العربي بأسعار رخيصة، وتواطأت إيران مع داعش على تنفيذ جرائمها في العراق وسوريا. وبحجة الحرب على داعش تسلل قاسم سليماني إلى العراق ليقود بنفسه المليشيات الطائفية وما سمي بالحشد الشعبي في العراق نحو تكريس الحرب الأهلية الطائفية للوصول إلى هدف فارسي يحلم بتقسيم العراق.
كاماراد :
ما مستقبل العراق في ظل سيطرة إيرانية عبر ميليشياتها وكذلك في ظل وجود الدواعش؟
د. عبد الكاظم العبودي:
مستقبل العراق مرهون بمدى اشتداد ضربات المقاومة الوطنية العراقية واستمرارها ومواجهتها اليومية لكل شكل من أشكال الاحتلال والنفوذ الفارسي في العراق، وعمل المقاومة وسائر القوى الوطنية العراقية يتعاظم وبالملموس يوميا وبالتوافق والتنسيق مع تصاعد الانتفاضة العراقية الباسلة ودعمها بكل أشكال الكفاح الوطني والجماهيري السياسي والمسلح، والذي نراه مجسدا اليوم في النضال الوطني من اجل إسقاط العملية السياسية التي فرضها الاحتلال الأمريكي ونفذت إليها ومن خلالها أدوات الأيادي الإيرانية وعملائها في العراق من خلال ممارسات طائفية وعميلة نفذتها حكومات إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وأخيرا سلفهما من حزب الدعوة الطائفي في قيادة حكومة حيدر ألعبادي مكرسة كل أشكال المحاصصة الطائفية المقيتة وإلغاء حقوق المواطنة .
في ذات الوقت انه لا بد من تكريس الجهد الوطني الكامل لاستعادة بقية المحافظات التي سقطت بيد داعش، وهي مسؤولية وطنية عراقية ، تجد حكومة إيران ومليشياتها، من خلال التعامل والتنسيق مع الدواعش وأفعالهم الإجرامية، مبررات الفرصة لاستمرار التسلط على العراق وفرض الحكومة العميلة التي باتت تترنح اليوم تحت ضربات الضغط الشعبي وصمود قوى المقاومة العراقية واستمرار نضال القوى الوطنية العراقية في مواجهة التعسف والاستبداد والقوى الظلامية وحكم الثيوقراط السياسي الطائفي.
كاماراد :
ما مستقبل العملية السياسية القذرة التي جلبها الاحتلال في ظل زحف الجماهير الشعب المنتفضة؟
د. عبد الكاظم العبودي:
وصلت كل العملية السياسية وقواها السياسية المتورطة فيها إلى نهاية النفق المسدود والمحتوم؛ لأنها كانت وستبقى واجهة لعملية غزو واحتلال أمريكي أعقبه تدخل ونفوذ إيراني كبير. وقد اكتشفت جماهير شعبنا من خلال المعاناة اليومية والقمع المسلط وتصاعد حالات الفساد الإداري والمالي والأخلاقي إن من يحكم العراق هم حفنة من المرتزقة والخونة رافعي شعارات الإسلام السياسي بكل واجهاتهم المذهبية والطائفية المقيتة. لم يبق أمام الجماهير العراقية المظلومة والمسحوقة حد العظم، إلا أن الانتفاضة وتصعيدها نحو عصيان مدني والثورة الوطنية الشاملة، هي المراحل التي نشهدها تتعاظم وتتجسد يوميا من خلال شعارات الجماهير العراقية المنتفضة ومن كل أطياف أبناء الشعب العراقي.
إن الجماهير تلمست بحسها الوطني ووعيها انه لا بد من إسقاط كل ركائز عملاء الاحتلال وكشف زيف التزوير بالعملية الديمقراطية، وبروز ظاهرة حيتان الفساد المالي والإداري وتفكك هيكلية الدولة وسيادة وعموم الفوضى في كل مجالات الحياة مما يهدد بقاء ومصير العراق ومستقبله. إن العملية السياسية ساقطة بكل أركانها ونخبها السياسية وحتى أحزابها وكياناتها السياسية الحاكمة.
كاماراد :
لقد لاحظنا بان التظاهرات في العراق تطورت بشكل كبير و نسق سريع من مطالب اجتماعية ( توفير الماء و الكهرباء) إلى مطالب سياسية (محاسبة الفاسدين وحل البرلمان؟
د. عبد الكاظم العبودي:
وهو كذلك لان الحكومات المتعاقبة التي غرقت في فوضى الامتيازات تحولت إلى أدوات للنهب الكامل لثروات البلاد، وتوقفت التنمية تماما ، وبقي العراق يعيش في كل مفاصل الحياة الخراب، بكل معنى الكلمة ، ورغم ضخامة الميزانيات والتخصيصات المالية المقدرة بآلاف المليارات التي توفرت لدى هذه الحكومات إلا أنها لم توفر للشعب ابسط مستلزمات الحياة وفي مقدمتها الماء والكهرباء والتعليم والصحة والأمن وعناصر الحياة الكريمة، فقد ذهبت أموال العراق إلى جيوب وحسابات حيتان العملية السياسية وأحزابها الحاكمة.
كما أن الخلل السياسي القائم كرس مجموعة من الأمراض الاجتماعية والسياسية لا شفاء منها في ظل سيادة الفاسدين أنفسهم ، فالدولة تنخرها جملة من الأمراض، وفي مقدمتها الفساد الإداري والمالي وتسلط فوضى المليشيات الطائفية والحزبية، ولا يمكن أن ينتهي كل ذلك في العراق طالما إن البرلمان العراقي برمته فاسد، ومن حوله محيط سياسي واجتماعي فاسد، حتى القضاء العراقي غارق بكل المفاسد، فكيف والحكومة التي يتقاسمها هؤلاء الأشقياء يمكن أن تكون قابلة للتغيير أو الإصلاح. نعم الجماهير رفعت شعار تحقيق المطالب الأساسية والحقوق لها في بداية التحركات والتظاهرات منذ شباط 2011 التي قمعت بشكل دموي من قبل حكومة المالكي التي طلبت مهلة مئة يوم لكنها استمرت في تصعيد قمعها ضد النشطاء ولجأت إلى إشعال الحرب والصراعات المدنية تحت واجهات طائفية. وظلت المطالب الشعبية والحقوق التي تكفل المواطنة تواجه بالزيف والتسويف والمراوغة من قبل الحكومة وبرلمانها، رغم تبدل واجهة الحكومات من إدارة المالكي إلى نائبه ألعبادي، فان عمق الأزمة واستحالة حلها ستذهب بهم بعيدا نحو إسقاط العملية السياسية لا محالة.؟
كاماراد :
هل عرفت الجماهير الشعبية المنتفضة خبث ودجل المتأسلمين، لاحظنا شعارات تنادي بـ " الدولة العلمانية" وشعارات علمانية علمانية، لا سنية ولا شيعية؟
د. عبد الكاظم العبودي:
نعم تلك هي المطالب الشعبية الحقيقية لجماهيرنا في العراق، التي أضحت تتجذر وترفع بصوت مسموع، من خلال التظاهرات والاعتصامات ، رافضة الطائفية وحكم رجال الدين وممثليهم في العملية السياسية من خلال شبكة من الواجهات الطائفية، لقد سقطت فرصة الحكم لجماعات الإسلام السياسي في العراق، بشقيه الطائفي السني والشيعي، لأنهم قادوا البلاد إلى مجاهل العصور الوسطى والتخلف، وسادت الظلامية والقمع والاستبداد على حساب تراجع الحريات العامة وتحقيق مبدأ المواطنة والعدالة والمساواة، كما ساد الاستلاب السياسي بأقسى صوره على الجماهير، بمحولات تضليلها من قبل حفنة من رجال الدين الذين وظفوا عمائمهم وخطابهم الديني والسياسوي لخدمة الفساد السياسي، وخلال التجربة القاسية بما يجري في العراق منذ 13 سنة تم اكتشاف شعاراتهم ومخططاتهم وفسادهم وحتى عمالتهم وارتباطاتهم وتشبثهم بالأجنبي ، وما سعوا إليه من خلال التقسيم والتقاسم والمحاصصة للاستئثار بأموال العراق وخيراته في اكبر عملية فساد مالي وسياسي جرى في تاريخ العراق والمنطقة، كما إن التشدق بالدين والتمسك بالمرجعيات الطائفية وتوجيهاتها والعمل على تشكيل الأحزاب الاسلاموية فضح نفاق كل هؤلاء المرتزقة واللصوص ورجال المافيا ، فكانت الشعارات السياسية خلال أيام الانتفاضة التي نعيشها الآن وكما رفعتها الجماهير واضحة وصريحة ودقيقة، أدانت كل هؤلاء وطالبت بمحاسبتهم وإدانتهم والقصاص منهم.
إن البديل هو الدولة العلمانية، دولة الديمقراطية الحقة ، دولة المواطنة، وكل هذا يتطلب إلغاء كل القوانين والدستور المزيف، وما شرعته حكومات الاحتلال المتعاقبة من قوانين ظالمة حفظت للاكليروس الطائفي والثيوقراط الاسلاموي الفاسد مكاسبهم وامتيازاتهم على حساب حياة الشعب وحريته واستقلال العراق وبناء هياكل الدولة الوطنية التي استهدفها الغزو والاحتلال.
كاماراد :
بعض الميليشيات ركبت أحداث الانتفاضة وكأنها هي فعلا تحارب الفساد ؟
د. عبد الكاظم العبودي:
الفئات الحاكمة في العراق منذ 2003 مرعوبة على كل المستويات، وهي رغم أنها لم تفاجأ بما يحمله شعب العراق من خزين ثوري ومقاومة لهم، هاهم يريدون ركوب الموجة والاندساس في التظاهرات وتخريبها من الداخل للإجهاز على الانتفاضة الشعبية قبل وصولها إلى ذروتها الثورية، وهم وان لم يتمكنوا من ذلك، لكنهم متشبثون بقادة الفساد لذا فإنهم وبالتنسيق مع جهات الإسلام السياسي الطائفي واستغلال توجيهات المرجعيات الزائفة يريدون ترويض الجماهير وبث الخدر في اندفاعات الشباب الغاضب من خلال طرح شعارات الإصلاح أو التغيير أو التفويض لحيدر ألعبادي وشلته الطائفية ومرتزقة تحالفه الحاكم؛ كي يتم اللعب على عامل الوقت، لتجميع قواهم وبقايا فلولهم المنهزمة، العسكرية منها والمدنية، وما يسمى بحشدهم المدني الشعبي،كعنوان، يحاول البعض إقحامه في ساحات التظاهر، ما هو إلا الوجه المسلح الخفي لتجميع المليشيات الطائفية ومافيا الأحزاب الحاكمة داخل جسد المظاهرات.
إن طرح عناوين مشبوهة، في جسد التظاهرات باسم ( الحشد الشعبي المدني) ومسميات أخرى أو فرض هيئات التنسيق لقيادة التظاهرات والتي تتم بإشراف وتوجيه أحزاب الإسلام السياسي الطائفي الحاكم من خلال الغرف المظلمة والأجهزة السرية لا يخلو من خطورة ومغامرة بمستقبل الانتفاضة، ونحن نرى في محاولات الاختراق لهذه التظاهرات ومحاولة ربطها بأجندات ومواقيت معينة مرتبطة بأيام الجمع والتعويل على دور ألعبادي ورفع شعارات التفويض له لقيادة الإصلاح والتغيير، ما هي إلا خطة تكتيكية للسلطة وأحزابها الطائفية لتقطيع أوصال الانتفاضة زمنيا على مدى الأسابيع المتتالية ومنع تواصلها الجغرافي وطنيا لتمتد ما بين جماهير المحافظات والتلاحم مع جماهير العاصمة بغداد كي تمنع الجماهير من الوصول إلى حالة التمرد الشامل على السلطة وإعلان العصيان المدني.
إن المليشيات بزيها المدني موجودة فعلا في التظاهرات، وهي تعمل في ذات الوقت عبر الليالي السوداء على تشخيص ومطاردة وحتى تصفية النشطاء وقادة التظاهرات. لقد سقط حتى ألان 5 شهداء باغتيالات مشبوهة كانت وراءها أدوات المليشيات وأجهزة القمع وقد حدثت في فترات متزامنة، ورغم مرور الجمعة الخامسة بالأمس 4/ 9/ 2015 إلا إن الجماهير لم تحسم أمرها بعد بسبب التضليل الإعلامي المركز عليها، ولكنها باتت أكثر وعيا بما يحاك حول مصير الانتفاضة، وهي تتلمس وتكتشف زيف هؤلاء وارتباطاتهم وخطورة اندساسهم في هيئات قيادات ساحات التظاهر.
وهنا يطرح البعض من المتظاهرين إمكانية الاعتصام والتجمع داخل بنايات الوزارات والمؤسسات العمومية ومتابعة تشخيص الفاسدين ومنعهم من الوصول إلى إدارات العديد من المؤسسات والوزارات وما يسمى بمجالس المحافظات والبلديات وحتى طرد هؤلاء المحافظين الفاسدين واختيار بدائل عنهم، وفي كل ذلك محاولات اقتراب من حالة إعلان العصيان المدني المرتقب.
كاماراد :
هل ساهمتم ميدانيا في هذه التحركات الجماهيرية؟ اعني المجلس السياسي العام لثوار العراق؟
د. عبد الكاظم العبودي:
نعم يتواجد مناضلو وقادة المجلس السياسي العام في التظاهرات وفي كافة الساحات والمحافظات، وقد اصدر المجلس السياسي العام لثوار العراق عدة بيانات وتصريحات وتعليمات تبارك هذه الانتفاضة الشعبية وتدعو كافة جماهيرنا ونشطائنا داخل العراق وخارجه إلى التفاعل والمشاركة الفعالة في هذا الجهد الوطني الكبير.
كاماراد :
أنت مناضل ورفيق في الحزب الشيوعي العراقي( اللجنة القيادية ) هل تعطنا لمحة عن هذا الحزب واختلافاتكم مع اللجنة المركزية ؟
د. عبد الكاظم العبودي:
رغم اقترابي الفكري من هذا الحزب العتيد والعمل مع مناضليه دائما في أحلك الظروف التي مرت في العراق، لكني اخترت موقفا وطنيا مستقلا في التزامي السياسي نظرا لجسامة الخيار الوطني والعمل ضمن قوى المقاومة العراقية، إني اعمل وأناضل في كافة الهيئات الوطنية العراقية المقاومة للاحتلال وبصفتي الأكاديمية والوطنية المستقلة، اسعي إلى بناء جبهة وطنية عراقية تناهض الاحتلال وتعتز بالمقاومة الوطنية العراقية منهجا ومسارا للتحرير، وهكذا فعلت دائما خلال الفترات الصعبة والحرجة التي يمر بها نضال شعبنا، لا اخفي أبدا توجهاتي وأفكاري التقدمية التي يحسبها الكثيرون على مواقف اليسار العراقي المتجدد المتفتح على مناحي الحياة الاجتماعية والفكرية وحداثتها.
وحول رفاقنا وحلفائنا في الحزب الشيوعي العراقي / اللجنة القيادية/ فهم مناضلون ووطنيون أشداء رفضوا الاحتلال والتزموا بخيار المقاومة الوطنية، وهم ممثلون في هيئات الأمانة العامة للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق، ويحتل الأخ والرفيق عدنان الطالقاني، الأمين العام لهذا التنظيم، واعترافا من الوطنيين العراقيين بهذا الدور الوطني والنضالي فهو يتمتع بموقع نائب الأمين العام للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق، وهو عضو أيضا في المكتب التنفيذي للمجلس السياسي العام لثوار العراق.
هؤلاء الشيوعيون الوطنيون يختلفون تماما وجذريا وتاريخيا مع توجهات العصابة التي استحوذت على عنوان الحزب الشيوعي العراقي ويقودها المدعو حميد مجيد موسى وخيانتها الوطنية لا تغتفر وهي التي شاركت في العملية السياسية القذرة، وتعاملت مع إدارة الاحتلال الأمريكي وتمثلت في مجلس الحكم السيئ الصيت، كما شاركت في عدد من الوزارات السابقة. وقد خسرت جماهير واسعة من الحزب وخرجت من كافة الانتخابات بهزيمة سياسية منكرة. يرى هؤلاء الرفاق من اللجنة القيادية، إنهم ينشطون تنظيميا داخل هيئات الحزب بشكل سري، محاولة منهم لاستعادته إلى الصف الوطني والتواصل مع رفاقهم هناك، وهم لا يحبذون الانشقاق العلني لبناء تنظيم جديد لهم إيمانا منهم، واستفادة من دروس الماضي القريب والبعيد، في أن طريق الانشقاقات الحزبية السابقة غالبا ما انتهى إلى خسارة الوصول إلى جماهيرهم ورفاقهم الباقين هناك ضمن التنظيمات السرية للحزب داخل الوطن وحماية لهم، وهم ينتظرون انتفاضة من داخل الحزب يقودها رفاق لهم يرفضون هذا المأزق الذي قادته عصابة حميد مجيد موسى لعودة الحزب الشيوعي العراقي إلى مسار تاريخه الوطني الحافل بالتضحيات والنضال الوطني من اجل العراق.
شكرا لك ولمرورك