مات الضياء ، ومات الحسن ، ومات ابو الهدى اخذته نوبة الفناء ، رحل وهو يدور برأسه يبحث عن هفيف نخيل العراق حالما بشم رائحة اديمه وفراته ودجلته وعبق ورد شهداءه ، مات الضياء ، ومات الحسن ، ومات ابو الهدى وهو يحلم بالعودة الى بغداده لينتشي بطيب المسكوف ويرطب مسامعه بصوت يوسف عمر ، مات الضياء ، ومات الحسن ، ومات ابو الهدى وهو ملقى في اقصى شمال العالم حيث لم يحلم ولم يرغب ابدا ، وحيث لا شمس ولا قمر يتغزل بهما كالشعراء ، مات الضياء ، ومات الحسن ، ومات ابو الهدى وهو ينتظر العودة لجريدة الجمهورية ويجلس في مكتبه يحتسي الشاي ( الزنكين ) الغارق في السكر ويتنقل بين المطبعة والقسم الفني ، مات الضياء ، ومات الحسن ، ومات ابو الهدى وهو يخوض معركة الفناء متحديا المصير سنوات طويلة متحملا ضربة المرض بطاقات عجيبة جعلته وكأي عراقي اصيل يرفض الاستسلام لنداء الموت ويصر على التنقل بين عدة بلدان لحضور مناسبات سياسية جارا قدميه بصعوبة يلحظها كل من يراه .
رحيل ضياء الفجر ، رحيل حسن الخلق ، رحيل ابو الهدى والمهتدين خسارة لاتعوض ففقيدنا كان انموذجا لمناضل لا يعرف الانا ولا ردود الافعال ولم يستسلم لغضب المظلوم تجاه ظالمه بل كان متسامحا شخصيا ومتجاوزا سياسيا لكل ما اعتبره ماض وبقيت العقيدة ومصلحة العراق والامة العربية تحركه بلا التفات للخلف . ضياء حسن عبدالرزاق الهاشمي القح وبلا اعداء كان من بين اول المبادرين لمقاومة الاحتلال وعمل وهو كبير السن في الداخل بنشاط شاب في العشرين الى ان كشف فخرج الى عمان ولوحق بفلذات اكباده فاغتال الاوباش احب الناس اليه ابنته هدى وابنه علي رحمهما الله واسكنهما جناته شهداء اطهار .
ولان ضياء حسن على هذا القدر من العظمة والسمو الاخلاقي والالتزام الوطني فان الحزب وضعه في المكان المناسب له في السنوات الماضية فالبعث بعد الاحتلال هو حزب الفرص التي يصنعها من يناضل ويضحي ويتنكر للذات ، وتواصلا مع تاريخه فان ضياء حسن كان بعد الغزو اشد ايمانا بعدالة قضية تحرير العراق وبان البعث هو طليعة المحررين . ورغم ان العمل في الخارج ليس مثل العمل في الداخل لاسباب موضوعية فان ابو هدى كان ينزعج بين فترة واخرى من قلة النشاط ويطالب ويرسم الخطط لتصعيد النضال خصوصا في مجال الاعلام من اجل التعجيل بتحرير العراق .
انت فقيد العراق والامة العربية ايها الضياء ايها الحسن يا ابا الهدى والمهتدين رحمك الله واسكنك جناته وعهدا من رفاقك باننا لن ننساك وسوف نعبر عن ذلك بتعميق اصرارنا على تحرير العراق كي نرى وطنا كنت تعيش فيه وعبقت سماءه بانفاسك الطاهرة وداست قدميك اديمه مليارات المرات وانت تعمل وتناضل . لن ننساك ياضياء الفجر الاول .
Almukhtar44@gmail.com
2015- 9 - 3
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء