عبد الرزاق عبد الواحد هو عقوبة لهؤلاء المتهافتين الذين تنكروا للوطن ولحسوا أحذية المحتلين وأقزامهم.. قزم يلحس حذاء قزم.. ومن يتنكر للعراق كيف لا يتنكر لعبد الرزاق عبد الواحد ونظرائه من الثابتين على مواقفهم؟
من هو فاضل ثامر لكي يعلن أن الاتحاد لن يرفع حتى لافتة تنعى هذه القامة العراقية السامقة؟ إنه لو أراد أن يتطلع إلى هذه القامة ستكسر رقبته.. لكن عتبي على من يدعون أنهم أدباء كيف لم تند من بين شفاههم نأمة تستنكر هذا التصرف المستهتر من هذا الحاقد على كل ما هو عراقي؟
سأروي لكم رواية، ولأول مرة، حصلت معي داخل المنطقة الخضراء، في سنة 2005 أو 2006، لا أذكر على وجه الدقة، وبعض شهودها أحياء يرزقون مثل صاحب الموقف المشرف زميلي شامل عبد القادر، ومنهم من اغتيل مثل النبيل الشريف زميلي موحان الظاهر، وركزت على ذكر هذين الزميلين لأنهما أبديا موقفاً شجاعاً في مساندتي في ذلك الموقف العصيب.
أقام وزير الخارجية الحالي إبراهيم الجعفري، قبل أن يخرج من قمقمه، إفطاراً لصحفيين، وكان قد كلف نائب نقيب الصحفيين، حينها، الزميل علي عويد بأن يدعو إلى الإفطار خيرة الصحفيين العراقيين، فوقع اختياره على الزميلين شامل وموحان وعليّ أنا ووجدنا هناك صحفيين (ربع ردن) كثيرين، وتجادلت مع الجعفري فيما يخص رواتبنا – نحن المغضوب علينا – والتي حرمنا منها وإلى الآن، ثم انسرح الحديث إلى الجثث مجهولة الهوية ومشاهد الدم اليومية في شوارع العراق، فقلت له: لقد بلغت الحال بالناس إلى خيبة الأمل في ساكني المنطقة الخضراء، إن الناس، خارج هذه الأسوار، تترحم على الرئيس صدام حسين، فانبرى إليّ فاضل ثامر مرعوباً لينفي ما قلت، فلم أجد بداً من أن ألطمه بكلمة سكت على اثرها، قلت له: هل أنت من نزلاء هذه المنطقة بحيث لا تدري ما يدور خارجها؟ وانبرى إليّ، أيضاً، قيادي من حزب الدعوة ليقول: أستاذ ومن غير البعثيين الصداميين يرمي الجثث في الشوارع ويصبغها بالدماء، فقلت له: إن القرآن الكريم يقول: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وأنت اليوم حكومة لديها أجهزة جيش وشرطة واستخبارات ومخابرات وأمن وقوات احتلال ومخبرون سريون وعلنيون، فهات لي بعثياً صدامياً واحداً يفعل هذه الأفاعيل، فسكت كصاحبه فاضل ثامر.
إن عبد الرزاق عبد الواحد أحب العراق مع أول دفقة هواء عراقية ملأت صدره، ولم يفارقه هذا الحب إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، فمن الطبيعي جداً أن يحقد عليه من تنفس الخيانة مع أول دفقة هواء، ومازال على خيانته لا يريم.
هم لا يفعلون ذلك حسداً لعبد الرزاق، وإنما حقداً عليه لأن موقفه الثابت كشف تفاهتهم وأشعرهم بصغرهم أمام شموخ الثابتين على حب العراق، ويكفي عبد الرزاق أن كل عين عراقية دمعت على فراقه، وكل قلب عراقي شعر بالأسى لخسارته، فمن ستدمع عينه ويشعر بالأسى إذا غادر فاضل ثامر ومن لف لفه هذه الدنيا؟
***************************
شرح الصورة: فقيد العراق بملابس الجندية
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء