أحدث المواضيع

البعثيون كانوا ومازالوا وحدهم غير طائفيون ــ كلشان البياتي كاتبة وصحفية عراقية



عندما كان البعث في السلطةكانت سمعة العراقي ذهب عيار 24 .
كلشان البياتي
السنة الثالثة عشر من الاحتلال الأمريكي للعراق وتعليمات قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي إلى أعضائه أو الموالين له تعليمات صارمة وشديدة فلا يجوز لأي سبب كان أستخدام مصطلحات أو مفردات تكرس ّ الطائفية في الوطن أو تجرح مشاعر أي عراقي ينتمي لمذهب أو عشيرة أو قومية معينة لأنهم أبناء الوطن الواحد ولأنهم أبناء البعث العظيم أن انتموا أو لم ينتموا .. إن آمنوا أو لم  يؤمنوا !!
ولهذا السبب ، وجدنا نحن كتاب البعث وكتاب ّ العراق المؤمنين بالعراق الذي كان يقوده البعث طيلة 35 عاماًوجدنا أنفسنا عاجزين عن التعبير ما بدواخلنا أو ما يطرح علينا في الشارع من أسئلة وعلامات استفهام حتى لو كانت بلهجة عتاب أو نصيحة أو توجيه أو أرشاد .. 
مكاتب الثقافة والأعلام التابعة لقيادة البعث العظيم ترفض رفضا قاطعاً نشر أي مقال أو خاطرة فيها مفردات تكرس للطائفية مثل " الشيعة " أو " السنة " أو " الكرد" أو " التركمان " لأنها مصطلحات لم تكن موجودة  في قاموس البعث أثناء وجوده في السلطة ولا ينبغي أن تتواجد والبعث خارجه أطلاقاً ولأي سببٍ كان حتى وأن \ كان من باب المحبة !!
هكذا ربى البعث طلابه وثقفّ أنصاره ومؤيديه . العراقيون أبناء وطن واحد لا فرق أو تمييز بين عراقي وعراقي الأ بمدى إخلاصه للوطن وليس للبعث ، أخلاصه للوطن وليس للسلطة أو القائد والرئيس !! البعث وهو في السلطة لم يكن يطلب من العراقي أن يخلص للبعث أو يخلص لصدام حسين بل كان يثقف أن يخلص العراقي للعراق فالبعث حزب وحركة سياسية قد يظهر من لا يؤمن به ، والرئيس هو شخص قابل أن يموت أو يتنحى بإرادته أو بانقلاب سياسي أو عسكري  لكن الوطن يبقي وأي ضرر به أو الإساءة إليه ليس مقبولاً لأي سبب كان لأنه يضر الشعب برمته وهذا الذي حصل ، فأحداث 2003 وتسلم المعارضة العراقية الذين خانوا العراق وتآمروا عليه وأدعو أنهم ضد البعث أو ضد السلطةظهروا على حقيقتهم وبانوا على معدنهم الردئ لقد كانوا ومازالوا ضد الوطن فقد هدموا ولم يبنوا ، قتلوا ولم يحيوا !! لم يكونوا ضد النظام كما أدعوا بل ضد الوطن !! 
هدموا كل مابناه البعث ولم يبنوا مكانه بل زادوا هدماً وتدميراً ..
ما أريد أن أقوله اليوم وبعد هذه المقدمة الطويلة أن البعث ربى شعباًسمعته ذهبفالعراقي كان يحترم أينما حل ّ وترحل ّ .. العراقي هو ذلك المقاتل الذي هزم الصفويين الفرس في إيران وجرعّ دجالهم الخميني السم ّ الزعاف ومات وهو أشد حقداً على البعث وعلى قيادته ومناضليه !!
بصراحة ما أود قوله : إن سمعة ( أهلنا في الجنوب بل أهلنا الشيعة) كانت مثل الذهب ورائحتهم مثل المسك عندما كان البعث في السلطة وعندما كان صدام حسين يقود العراق مع نخبة خيرة ّ ومجاهدة من الرجالمن الأطياف كافةكانوا مقاتلين بواسل في المعركة فهم الذين قاتلوا الإيرانيين ثماني سنوات تحت راية البعث وقيادته والعراق أنتصر بفضل أبن البصرة والعمارة والديوانية وديالى والناصرية مثلما أنتصر بفضل أبن تكريت والأنبار والموصل ..
فماذا جرى لكم يا شيعة العراق .. هؤلاء الذين تسلموا السلطة في العراق بعد 2003 – بعد حزب البعثجعلوا سمعتكم في الوحل مثلما جعلوا سمعة السنّة والأيزيديين والصابئة والمسيحيين في الوحل فالناس والشعوب الأخرى تنظر إليكم ( مؤيدون للسلطة التي نصبتها أمريكا بعد 2003 )  ، أبنائكم صاروا مليشيات وقحة تقتل الأبرياء في الشارع  وتنهب وتسرق بيوتهم وصارت مدنكم ملاذا لأحزاب إيران وشخصياتها وصرتم تعبدون المرجعيات وتقدسون الأموات أكثر من الخالق عز وجل ّ .. 
أنتم اليوم متهمون بالولاء لإيران .. ومتهمون بمؤازرة إيران في تنفيذ أجنداتها ، أنتم اليوم آداة إيران في تمزيق العراق !! فعندما نسبّ حزب الدعوة نفسه إليكم (كشيعة) وتتكلم الحكومة بأسمكم ، أوصلوا سمعتكم إلى الحضيض وأضاعوا تأريخاً ناصعاً كنتم تملكونه لسنوات !! لقد قضوا على شعب ثورة العشرين ونالوا منه !!
وماذا جرى لكم ياسنّة العراق ّ .. أنتم اليوم في نظر الشعوبأما صحوات أسستها أمريكا لتقتلوا أبناء جلدتكم ولتقاتلوا نيابة عن أمريكا وتنفذوا أجندتها أو إنكم ( مرة قاعدة ومرة داعش) ، تجارّ تتراكضون خلف الأموال وخلف من يعطي لكم بسخاء !!
المسيحين فئة مضطهدة والتركمان كذلك قضوا 13 عاماً يتباكون على حقوق كانوا يمتلكونه أيام البعث فأدعى بعض السياسين الخونة المحسوبين على النظام الجديدإنهم كانوا محرومين فتصوروا أنهم يحصدون لكنهم فقدوا ماكانوا يملكون ..
هذه سياسة أمريكا في العراقالسياسة الطائفية التي أججتها ولعبتها بمهارةأبناء الشيعة مليشيات وأبناء السنة صحوات ودواعشوناس تنحر ناس وأزلام السلطةحزب الدعوة والحزب الأسلامي يلعبون لعب بالأموال التي سرقوها من خزينة العراق وأصبحت خاوية لدرجة إنها لا تكفي لتسديد رواتب وأجور الموظفين !!
في زمن البعث العظيمكان الوزير الشيعي مقرب من السلطة ليس لأنه شيعي بل لكونه  وزير كفوء  –عراقي كفوء أنتج أكثر .. وكان الوزير الكردي يشغل منصب سيادي ليس لأنه كردي بل لأن كفاءته تؤهله أن يشغل هذا المنصب !!
لقد ساهم العراقيون جميعاً في بناء العراق وحمايته وكان سمعة كل العراقيين من الذهب الأ من خان وتآمر فقد كانوا منبوذين يبصق عليه أي عراقي وهو لم يراه أو يلتقي به فكلمة خان الوطن كانت كافية لتسقيط أي أنسان كائناً من كانت عشيرته وقوميته ومذهبه !!
سمعتنا "اليوم" ذهب لأننا مازلنا ننتمي إلى عراق صدام حسين .. العراق الواحد الذي لم يكن يفصله لا دين ، لا مذهب ، لا قومية ، لا طائفة ،  لا عشيرة !! سمعتنا ذهب لأننا كنا نقاتل عدونا المعلوم والمجهول في خندق واحد .. ونبني الوطن في مؤسسة واحدة ...
سمعتنا كانت ذهب لأننا كنا نشخص ّ الإرهاب والأرهابين بدقةفمنذ أن  اكتسحتنا إيران مع أمريكاأكتسحنا الإرهاب وصرنا أرهابيين !! 
أعلام البعث ( فقط ) أنتصر اليوم عندما بقى بعيداً عن الطائفية وعبرّ بصدق عن سياسة البعث الصحيحةوجسدّ العلاقة المنطقية التي تربط بين أي حزب سياسي ناجح وبين شعب واعي .. حزب أعطى للشعب كلما يستطيع وحقق آماله في حياة حرة كريمة ..
وسقط الأعلام الرسمي الحكومي الذي أسسته أمريكا من ضمن ما أسست في العراق .. أعلام يكرس الطائفية وجيش طائفي وأحزاب طائفية !! ساهموا كلهم إيصال سمعة العراقيين إلى الحضيض ..
هذه هي الحقيقة : البعثيون وحدهم (اليوم) غير طائفيون !!
شكرا لك ولمرورك