أحدث المواضيع

البطالة..مكافأة خرجي الجامعات العراقيه ــ دره عارف


تواجه بلدان العالم على اختلاف انظمتها السياسية والاقتصادية مشكلة البطالة والتي اصبحت من اخطر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تهدد دول العالم لعمق أثارها وتعدد اسبابها .
يعد العراق من اكثر الدول التي تحتضن هذه الآفة الاجتماعية والاقتصادية والتي اصابت الشباب من خريجي الجامعات العراقية على وجه الخصوص ، استشرت وتفاقمت بشكل مطرد في اعوام مابعد الاحتلال ولعدة اسباب منها الوضع الأمني المتردي والمتمثل بالاغتيالات والاعتقالات والخطف والتنكيل الذي تنفذه حكومة الظلم والاستبداد بحقهم ، نزوح الملايين من ديارهم ومناطقهم بسبب هيمنة المليشيات الطائفية الاجرامية على مدنهم والتي استخدمت القتل الممنهج ضدهم، الازمة المالية التي يمر بها البلد الآن نتيجة فساد مسؤولي المنطقة الخضراء وسياستهم الخاطئة بأدارتها والتي دمرت الاقتصاد العراقي .

أن هذه الاسباب أثرت سلبا على الشباب ووقفت عائقا كبيرا امام هذه الشريحة المستنيرة ذات الطاقات الكامنة والتي كان من شأنها ان تتقدم بعملية التنمية للبلاد ومنعت من حصولهم على الوظيفة الحكومية الملائمة لتخصصهم الدراسي والتي اصبحت في ظل حكام المنطقة الغبراء تمنح على اساس الانتماء الحزبي الطائفي والمحسوبية والرشاوي وعلى الرغم من قلة فرص التعيين الا انها اصبحت حكرا لذوي المسؤولين حتى وان لم يكونوا من حملة الشهادات الجامعية مما زاد الامور سوءا تراجع فرص العمل بالقطاعات الخاصة بسبب هجرة رؤوس الاموال الى خارج القطر واغلاقهم العديد من الشركات والمعامل ، وبهذا اصبحت هذه الشريحة تائهة بين القطاعين الحكومي والخاص . 
أن الحاجة الى العمل والمال دفعت بالمئات لا بل الالاف من الشباب بالانخراط في صفوف المليشيات الطائفيه المتطرفة والتي تعيث بالارض قتلا وتدميرا والكثير ممن تبقى ذهب لأمتهان ابسط الاعمال الحرفية فهذا فقط ما قد توفر لهم . 
وفي استطلاع تم اجراءه مع عدد من شباب العراق الخريجين وجدنا أن الشاب أحمد كمال يونس خريج كلية الهندسة / قسم كهرباء يعمل في محل لبيع الملابس بسبب عدم وجود فرصة عمل مناسبة له في مؤوسسات الدولة . 


اما الشاب يحيى جمال خريج كلية الادارة والاقتصاد / فرع محاسبة يعمل سائق في سيارة اجرة لعدم حصوله هو الاخر على فرصة عمل
والشاب حسن ناصر خريج كلية العلوم قسم كيمياء انظم الى ميليشيات عصائب الباظل المجرمه بعد ان اغلقت جميع ابواب التعيين امامه وحالت دون حصوله على وظيفة يعيش منها 
اما خريجي المراحل الاعدادية ممن لم يكملوا دراستهم فإنهم يعملون بياعين على الارصفة في الاسواق.
ختاما :
ليس من السهل وضع حلول لمشكلة البطالة في ظل هذا الوضع الراهن من حكم الفاسدين والعملاء ان لم يتم اجراء تغييرا جذريا شاملا لهؤلاء الحكام واستبدالهم بحكم وطني يضع الدراسات والخطط والاستراتيجيات اللازمة للحد من هذه الظاهرة ومعالجتها.

الاتحاد العام لشباب العراق في المهجر

شكرا لك ولمرورك