أحدث المواضيع

ثــورة العشــريــن رمز التحدي على امتداد تأريخ العراق السياسي ــ أمل عبدالكريم


تمر اليوم الذكرى السادسة والتسعين لثورة العشرين ، هذه الثورة التي شهدها العراق بكل معاني البطولة والأباء وصارت مفخرة للأجيال ورمزا للتحدي وعنوانا للانتصارات التي رفضت الظلم الذي تجسد بكافة أشكاله والتي لم تجعل الظالمين يهنئون بموطئ قدم في أي شبر من تراب هذا الوطن الطاهر.. ومن يتابع التأريخ يجد تلك الثورة العملاقة الخالدة ينبوعا ناضبا على امتداد تأريخ العراق السياسي ومشعل ينير درب الثائرين .. ويحق لنا اليوم أن نفتخر كالشعوب الأخرى التي تمجد ثوراتها اذ تعد ثورة العشرين التي انتصر فيها (المكوار) على (الطوب) غاية الفخر والاعتزاز لأنها علمت العراق أسمى آيات العز والشموخ .. ثورة العشرين هي ثورة الشعب العراقي ضد الاحتلال البريطاني وسياسة تهنيد العراق تمهيدا لضمه لبريطانيا .. فقام الشعب العراقي بثورة عام 1920م والتي سميت بثورة العشرين .. وكان السبب المباشر لاندلاع الثورة هو قيام الحاكم الانكليزي ليجمن في الرميثة بالقبض على أحد شيوخ العشائرالشيخ ضاري بن محمود شيخ عشيرة زوبع ، مما أدى الى دخول رجاله عنوة الى سراي الحكومة واطلاق سراح شيخهم وقتلهم الحرس ، وقلع سكة حديد الرميثة وما كان جنوبها ، والسيطرة على بعض المدن والحاق الخسائر بالقوات البريطانية في تلك المناطق .. وهكذا انتشرت الثورة في محافظات بغداد وكربلاء وبابل والنجف وديالى والموصل وغيرها .. ودامت الثورة حوالي ستة شهور تكبدت خلالها القوات البريطانية خسائر بشرية كبيرة وخسائر في الأرواح والممتلكات .. وقد كشفت الثورة عن التضامن والنضج السياسي والاستعداد العسكري بين العراقيين آنذاك .. ولم تكن الثورة من صنع فريق دون آخر فكل أبناء العراق شاركوا فيها ولم يستطع الانكليز وضع نهاية لها الا بعد أن تكبدوا الخسائر الفادحة ، بينما لم يكن لدى الثوار الا البنادق القديمة و"الفالة" و"المكوار".. استخدمت القوات البريطانية عشرات آلالاف من رشاشاتها وبنادقها فشكلت سقفا كثيفا من الرصاص فوق رؤوس الثوار الذين تخندقوا في المنخفضات والخنادق وكنت تجد بين فترة وأخرى أحد أفراد العشائر ينهض من مكانه وهو يهتف بهوسات حماسية أثارت الحماس فشنت العشائر هجوما ساحقا ب (المكوار) و (الفالة) والسيوف والخناجر مكبدة قوات الاحتلال خسائر كبيرة جدا بعد أن أثارت الرعب والهلع في قلوب جنودها ..

 فقد واجه الانكليز بغطرستهم وصلفهم الفلاحين العراقيين الذين لم يكن لديهم سوى سلاح الايمان بعدالة قضيتهم فتمكنوا من اسكات أصوات مدافع الانكليز بهوساتهم الشعبية المشهورة (الطوب أحسن لو مكواري) .. فأن الثورة كانت نتاج تضافر الفعل الشعبي مع جهود القادة الوطنيين ذوي الاتجاه القومي من مدنيين وعسكريين في بغداد وبقية المدن العراقية الرئيسية وزعماء العشائر الوطنيين في منطقة الفرات الأوسط والأنبار وتلعفر ورجال الدين لنيل الاستقلال التام وتشكيل الدولة العراقية المستقلة واقامة الدولة العربية الواحدة .. أما ما قيل على لسان عدد من الكتاب الوطنيين الذين عزوا اندلاع الثورة الى اعتقال زعيم عشيرة الظوالم شعلان أبو الجون في الرمثية وتحريره من قبل مجموعة من أتباعه والى قيام الشيخ ضاري المحمود زعيم عشائر زوبع بقتل الجنرال لجمن في خان النقطة غرب أبو غريب .ا
شكرا لك ولمرورك