أحدث المواضيع

البعث طوق النجأة للأمة ــ الرفيق المقاتل أبو نضال الجميلي


عندما شكل الحزب بدمشق في 7 \4\1947 بقيادة المرحوم القائد المؤسس أحمد عفلق (رحمه ألله) والرعيل الأول معه ، لربما لم يخطر في بالهم بذلك الوقت أن يكون فيما بعد للبعث هذا الصدى الكبير على الصعيد الدولي والعربي وأن يحظى بهذا التأييد والقاعدة الجماهيرية الواسعة للحزب .
ففي ذلك الوقت كان العالم مايزال ينفض غبار الحرب العالمية الثانية التي خلفت دمارا كبيرا في أغلب أرجاء العالم ومنها الوطن العربي الذي تحولت أقطاره إلى ساحات حرب بين القوى المتحاربة التي بأنتهائها أحتلت البلدان العربية مجددا من قبل المنتصرين في الحرب وفرضت الوصايات فأزداد وضع الامة العربية سوءا واستمرت حالة التخلف والتراجع والتشظي التي كانت تعيشها بلدان الوطن العربي ..
لكن بزوغ فجر البعث في وقت كانت الشيوعية والرأسمالية والاشتراكية تسيطر على العالم غيرّ الكثير من واقع الامة بعد أن أدرك البعث بأن خلاص الوطن العربي من واقعه المزري لايتحقق ألا بأعادة توحيد أقطاره وأزالة الحدود المصطنعة التي رسمها الاستعمار فأعلن عن البدأ بتنفيذ أهدافه وهي الوحدة والحرية والاشتراكية ورفع شعاره وهو أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وهي أهداف وشعارات سامية الغاية منها أعادة الامة العربية والاسلامية الى سابق عهدها وقوتها وجعلها كقوة عالمية يحسب لها حساب ، فبدأ البعث يرسم سياساته وينفيذ مشروعه الذي تشكل لاجله وجعل قضيته الاساسية هي فلسطين فوصل البعث الى السلطة في سوريا في عام 1963 أي بعد 16 سنة فقط من تاريخ الأعلان عن تأسيس الحزب وأشترك في ثورة 1963 في العراق التي أنهت الرجعية والشيوعية وعززت التوجه القومي العربي ووصل البعث في العراق الى السلطة في عام 1968 بثورة 17- 30 المجيدة أي بعد 21 عاما من عمر الحزب وهذا بحد ذاته أنجازا لايستهان به خلال ظرف صعب ومحدودية الامكانيات وجاء تركيز البعث على العراق وسوريا لأهمية البلدين تاريخيا وأستراتيجيا وماكنتهما الريادية والقيادية لبلدان الوطن العربي وتضحيات الشعبين الشقيقين في ثوراتهم ضد حقب الاستعمار المختلفة فأصبحا قاعدة ومنطلقا للنهوض بواقع الامة المرير ولولا خطف البعث في سوريا الشقيقة من قبل زمرة الاسد العميلة لكان مشروع البعث قد وصل إلى مراحل متقدمة جدا وكان من الممكن أن تغير كثيرا من خارطة الوطن العربي ومكانته بسبب النجاح الذي تحقق على الصعيد السياسي والقومي فعندما أستلم البعث السلطة في العراق كان البلد يعتبر من بلدان العالم الثالث المتخلفة وثرواته محتكرة من قبل الاستعمار فبدأ البعث في العراق ببناء علاقات دولية واسعة لتنمية المشاريع الخدمية المختلفة والعمل بوتيرة غير مسبوقة للنهوض بالبلد فبنى البعث جيشا قويا وأجهزة أمنية مهنية قطعت يد العابثين والمجرمين وحل المشاكل الداخلية بين مكونات الشعب العراقي وأخذت الحركة العمرانية في العراق تزدهر بشكل لافت فأنشأت الطرق وسكك الحديد والمطارات والموانئ وبنيت الجامعات والمعاهد والمدراس ومحيت الامية وبنيت المستشفيات ومراكز البحوث والمعامل والمصانع وعادت بغداد مزدهرة كما كانت في سابق عهدها وفي وقت كان البعث يبني العراق خاض معارك الامة والذود عن أراضيها ضد الكيان الصهيوني في سوريا وفلسطين ومصر وبات العراق بفضل قيادة البعث البلد الاكثر تقدما وتطورا بين جميع بلدان الوطن العربي مع جيش مع العلماء والخبراء في مختلف المجالات والجوانب المختلفة وكل هذا أنجز خلال فترة وجيزة فما كان للدول الاستعمارية التي أرعبها البعث مشروعه فأوعزوا لإيران الطامعة منذ الازل بأحتلال العراق بشن حرب غير مشروعة ضد العراق الذي حطم جبروت الفرس بقادسية ثانية بقيادة فارس الامة الرفيق القائد الشهيد صدام حسين (رحمه ألله) فشل مخططهم وخرج العراق منتصرا قويا مهيبا يمتلك رابع جيش في العالم من حيث العدد والعدة والقوة مهددا مشاريعهم التوسعية والاستعمارية وممهدا لوحدة الامة ومبشرا بقرب نهوضها فما كان من أعداء أمتنا ألا أن جمعوا جيوشهم وجهزوها لتدمير البعث وتقويض حكمه في العراق فحصل ماحصل من دخول للكويت وأذا بترسانة العالم العسكرية كلها تهجم على العراق ملقية على أراضيه مايعادل 7 أضعاف من القنابل الذرية التي ألقيت على هيروشيما ونكازاكي في اليابان مدمرة كل مابناه وأنجزه البعث في العراق وما لم تدمره طائرات وصواريخ العدوان الثلاثيني الغاشم دمره العملاء والخونة بصفحة الغدر والخيانة ومع حجم هذا العدوان وهمجيته بقي العراق واقفا وصامدا وأعيد أعمار العراق من أقصاه الى أقصاه خلال أحد عشر شهرا فقط برغم الحصار الظالم الذي فرض على العراق لغرض أركاعه وشمل حتى الدواء وأقلام الرصاص نعم فقد شمل حصارهم الظالم على العراق الدواء وأقلام الرصاص ولكن البعث قاد العراق في هذا الظرف الصعب ووفر للشعب القوت والغذاء في مشروع وحيد فريد في العالم أجمع ألا وهو مشروع البطاقة التموينية وبعد فشلهم في النيل من العراق وبعثه ما كان من أعداء الامة العربية والاسلامية خيار ألا أسقاط نظام البعث بالقوة لانه أخذ يهدد كياناتهم الهزيلة فشنت أمريكا غزوا بربريا على العراق دمره وتركت الرعاع يسرقون كل شيئ وقواتهم تتفرج مطلقة العنان لايران وعملائها ليعيثوا تدميرا وتخريبا وتقتيلا بالعراق وشعبه وبعد الغزو وأحتلال البلاد قاد البعث مقاومة مسلحة ضد المحتل أجبرته على الهروب مضحيا بقادته وعلى رأسهم الرفيق القائد الشهيد صدام حسين (رحمه ألله) وجل أعضاء القيادة (رحمهم ألله) الذين لم ولن يساوم أو يهادن أحدا منهم المحتل 
أو أذنابه ولم يفرطو بذرة من تراب العراق الذي أمتزج بدمائهم ودماء أكثر من 160ألف من رفاقهم شهداء البعث ومايزال البعث يناضل ويقاتل حتى التحرير الشامل ويزيل الغمة عن الأمة والبلدان العربية مستمرا في تقدم التضحيات متمسكا بمبادئه بثبات ورصيده الشعب العراقي والاحرار من الشعوب العربية الذين تكاتفوا وزاد وعيهم القومي بفضل البعث وتضحياته المتواصلة لا كمال المشروع الذي شكل لا جله ألا وهو توحيد الوطن العربي بدولة عربية واحدة ممتدة من تطوان غربا حتى بغداد شرقا وسوف تفشل إرادة البعث وصموده بالميدان كل من يحاربه سواء على الارض أو فكريا فقد أصبحت للبعث جذور عميقة متصلة بتراث أمتنا ومتجاوبة بالطرح مع حاجات نهوضها وسوف يبقى حبنا لامتنا هو دافعنا الاول والاسمى للعمل والنضال والكفاح وسوف يبقى مشروع حزبنا ذات قيمة ثورية عليا لأنه مشبع بالوعي والارادة والرؤية الواضحة التي تقود الى النجاح والانتصار ودحر الهجمة على أمتنا والتمهيد لبزوغ فجرها من جديد .
شكرا لك ولمرورك