مهند الدوري
إنشودة شعبية من الموروث العراقي إشتهرت قديماً كتنويمة للطفل لما جمعته من
هدوء الكلمات وحزن الترانيم , ولكن كحال أي تراث يمر بفترة الإنتشار ثم تواجههُ
تطورات الزمان ليليها الإندثار المحتوم تاركا خلفه أثر بسيط يُذكِرُ بذلك العصر البريء أو قد يفقد جوهره تحت
طائلة العبث والتحريف .
هكذا هو حال العراق اليوم فمعظم تراثه الشعبي قد إندثر مخلفاً خلفه شوق
وحسرات ترجوا عودة أيام تراثه الأصيل , وربما إن استرجعنا القليل من ذكريات ما قبل
سنة 2003 لوجدناها مشبعة بالإعتزاز فخراً بتراث حضاراته العريقة محافظة عليه من
دوامات النسيان .
وعودة لتراث دلِلِول التي تحولت من تنويمة الأطفال الى تنويمة وطن بأكمله
وأُمة بِعُربها لتصبح دلِلِول يا العراق , دلِلِول ودلِلِول يالعرب ناموا دلِلِول
.
ذهبت بغداد ضحية تحريف هذه التهويدة , ثم ذهبت الشام وصنعاء على طريق اختهما
والخرطوم على ذات الطريق تسير وقدسنا المقدسة تبكيهم دماً , أسفاً على نوم معشر
العرب .
فصفة الأسف قد التصقت بحكام هذه الأرض , تراهم يقيمون المؤتمرات تارة وقمم
الزعامة تارة اخرى , تحت رقابة أسياد واشنطن , والفرس قد وضعوا بيادقهم بين أفرعنا
, وحلت الحاقة وطمت الطامة , ولا يزال النوم حاكماً على أسياد ذلك التاريخ العريق
.
وغابت العُروبة التي نعرفها في سبات عميق ونامت معها أوطان بشاسع حجمها
وكثافتها , كما نامت ضمائر كانت يوماً ما تهز أركان الكون بنشاط شبابها وعنفوان
علمها وقوة شجاعتها , ترتج لها البقاع إذا ما غضبت , حل عليها الليل الأظلم بظلام
غاصبيها مانعاً عن النيام أي فسحة توحي بيقضتهم .
دللول يا العرب دللول
عدوكم عليل وغاصبكم بزور
نراهم من على شاشات التلفاز ونقرأ عنهم في صحف الأخبار ملوك البلاد يسجدون
أمام اللات والعزى إكراماً لتدميرنا ويمنحونه الخيرات قرباناً لذلنا , ولا يزال
النوم حاكم على مصير أُمة يعرب بعدنانها وقحطانها .
نسوا الوحدة التي جمعت أوطاننا يوماً , ونسوا هزائم أُلحقت بعمالق الشر
أمام يقضتنا , وتجاهلوا مرح كنا نحياه كل يوم بين مأثر وخيرات أرضنا .
داهمنا النوم الأظلم وذهبت اليقضة لبلدان الغرب تشكوهم إهمالنا إياها .
كوم يالوطن كوم
عدوك ذليل وساكن الجول
رغم كل هذا الألم فلابد من إبعاد سبات الذل , لندع الشمس تحدق في الحرية
العائدة الى احضان أهلها .
يقظة أُمة تعيد للتراث رونقه وتقضي على منابع التحريف الغاشم , ليبقى
التراث سيد أهل الحضارات .
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء