أحدث المواضيع

الحزب الشيوعي العراقي اللجنة القيادية بيـــــــــــــــــــــــــــان رقم - 150- بشأن مايسمى الاستفتاء في شمال الوطن


الحزب الشيوعي العراقي
اللجنة القيادية 

بيـــــــــــــــــــــــــــان رقم - 150-

يا ابناء العـــراق الغيـــــارى ..
أيها المقاومــــون البواســـل..

ها هو ... مسعود البرزاني ومن يقف معه اخذوا على عاتقهم تنفيذ اخطر حلقة من حلقات المخطط التآمري الاستعماري على العراق باعلانه الاستفتاء تمهيدا للانفصال عن وحدة العراق .
يا من تعز عليكم الإخوة التاريخية التي ترسخت في العيش المشترك على تراب الوطن من شماله الى جنوبه بين كل أبناء هذا الشعب العريق بحضارته على ارض الرافــــــــــــدين .
لم تكــن مفاجئة أبدا لمن كان قد تابع وعرف حقيقة نوايا زمرة العمالة من حزبي البرزاني والطالباني, ومنذ ان احتضنتهم الصهيونية ودعمتهم بكل وسائل التخريب والتآمر, بهدف إيذاء شعبنا في حروب واقتتال طال واشتد بعد الإطاحة بالنظام الملكي في فجر ثـــورة 14 تموز 1958 المجيــدة. ان هذة العائلة التي نسجت خيوط ارتباطاتها الخارجية بدوائر الصهيونية, كانت وما زالت خطرا كبيرا هدد ويهدد وحـدة واستقرار العراق والمنطقة كلها, لانها عملت ومنذ زمن طويل على تنفيذ مشروع استعماري قائم على تجزأة وحدة العراق أرضا وشعبا وتاريخا , وقد ساعد الظرف الاستثنائي للاحتلال على إعطاء هذة الزمرة فرصة الإيغال وبإشارة صهيونية خضراء لتمرير نواياها ومشروعها الانفصالي الذي تجسد بما ( يسمى بدســتور إقليم كردستان) وهو بحقيقته تأسيس للانفصال الفعلي بإطاره الدستوري المعلن . 
ان هذة الزمرة ومن يقف وراءها لم تبق شيئا مخفيا عن نواياها الانفصالية, عن وحدة تراب الوطن العراقي, وهي بعملها المشين هذا زرعت اللغم الأخطر الذي سيفجر صراعات ونزاعات وموجات من العنف والاحتراب بين أبناء شعبنا الذي عانى ما عانى من تخريب وتآمر هؤلاء الخونة المأجورين, فقد قدم شعبنا من أبناءه عربا وكردا وغيرهم من القوميات العديد من الضحايا البشرية والخسائر المادية الكثيرة نتيجة التمرد لهذة العصابات الإجرامية, وبعد ان أصبحت زمرتا البرزاني وجلال أدوات رخيصة بيد جهات استعمارية وعلى رأسها أمريكا وإيران والصهيونية العالمية, هذة الجيوب العميلة التي تمادت في غيها وبغضها وحقدها وروحها العنصرية الشوفينية المقيتة , وهم يتذرعون بحقوقهم التاريخية التي لم يحصلوا عليها الا في ظل النظام الوطني العراقي السابق وبموجب بيان 11 / آذار / 1970, واعلان قانون الحكم الذاتي لإقليم كردستان .. والعراق ..هو البلد الوحيد الذي منح أبناء شعبنا الكردي هذا الحق , بينما لم تمنحه لهم تركيا التي يقطنها قرابة 21 مليون كردي, لا بل حرموهم حتى من ان يلبسوا الشروال الكردي, وكما لم تعطي إيران هذا الحق أيضا للأكراد وهم أكثر نسبة من أكراد العراق . والسؤال المطروح .. هل يستطيع مسعود البرزاني وجلال الطالباني ان يطالبا أمريكا حليفتهم بمنح 21 مليون كردي في تركيا فدرالية او في ايران مثلما في العراق المحتل ؟ . الكل يعرف ان تركيا العضو في حلف الناتو لا تسمح بذلك أبدا, وإذا كانت هذة الزمرة الباغية والناكرة للإخوة التاريخية بين العرب والأكراد والأقليات الأخرى, تستطيع ان تنفصل لمجرد تشريعها دستورا على الورق, فهي قد اعلنت على نفسها بالموت البطيء, لان كافة أبناء شعبنا العراقي وبمن فيهم الشرفاء من ابناء شعبنا الكردي يرفضون الانفصال عن وطنهم العراق الذي عاشوا فيه على امتداد أرضه الواسعة دون تمييز, وان الجميع ممن تعز عليهم وحدة وسلامة واستقرار بلدنا يرفعون أصواتهم استنكارا ورفضا وإدانة, ضد كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الشعب العراقي ووحدة أراضيه .

ان حزبنا الشيوعي العراقي, اذ يعلن موقفه القاطع الرافض للمساس بوحدة العراق ارضا وشعبا , انطلاقاً من الثوابت الوطنية التي آمنة وناضل من اجلها والمثبته في برنامجه السياسي واستراتيجيتة العامة وهي : 

- نرفض رفضاً قاطعا الاحتلال , وكل ما نتج عنه من افرازات " قرارات ..اتفاقات .. معاهدات معلنة أو سرية بما في ذلك الدستور الذي شرعه الاحتلال وشرعن بموجبه برلمانه وسلطته ومؤسساته المختلفة , ولم ولن , نعترف بكل القرارات الدولية التي صدرت بحق العراق منذ الحصار, أو ما يصدر منها , والى حين طرد المحتل من ارض العراق واسقاط ما يسمى بالعملية السياسية برمتها .

وبناءا على ذلك , فاننا نقف مع كافة القوى الوطنية والقومية والاسلامية الرافضة للاحتلال وما انتجه من دستور شكل الاساس لتمزيق وحدة العراق التارخية واتاح المجال واسعاً لنزعات الانفصالين الخونة امثال مسعود البرزاني ومن يشاركه بالدعوة والعمل لتقسيم العراق , فمسعود البرزاني كما هو معروف لابناء شعبنا العراقي كان من بين انشط العملاء الذين شاركوا في مخطط التآمر على العراق واسقاط وتدمير الدولة العراقية وهو من الاطراف الرئيسية المسؤولة عن كل الجرائم والانتهاكات التي حلت بالشعب العراقي بكل قومياته وهو الذي اشترك في سلطة الاحتلال وفقاً للدستور الذي رسمه المحتل ومنح بموجبه الفدرالية التي اعتبرها البرزاني الاطار السليم الذي يلبي طموحات الشعب الكردي , وبعد ان امتلأت ارصدة كل العملاء المشاركين في السلطة من نهب وسرقة ثروات الشعب العراقي وعلى راسهم مسعود وحاشيته الذين ارتقوا الى سلم الملياديرية , في الوقت الذي يعاني غالبية المواطنين الاكراد من الفقر والبطالة وانعدام الخدمات الاجتماعية والى الحد الذي لا يستلم الموظفين في دوائر ومؤسسات الاقليم رواتبهم بانتظام , هذة هي حالة المواطن الكردي الذي يحاول ان يخدعه البرزاني بنيل الحقوق القومية التي تنكر لها رفاق درب العمالة والخيانة والفساد والجريمة من المشاركين مع البرزاني في العملية السياسية ... فهل لنا ان نقول للمواطن العراقي هذة هي الفدرالية التي فصلت وفق دستور المحتل .. على اساس المحاصصة الطائفية وتوزيع المناصب الى الحد الذي اصبح منصب رئيس الجمهورية من حصة جلال الطالباني ومن يرثه من حاشيته الحزبية المقربة ... ورئاسة الوزراء من حصة حزب الدعوة الايراني وتفرعاته بعناوينها المعروفة تتصدرها المليشيات الارهابية التي تجاوز عددها 65 فصيل ارهابي بقيادة قاسم سليماني .

اننا لا نريد في بياننا هذا سرد الاحداث في مسارات ما يسمى بالعملية السياسية طيلة 14 عام من عمر الاحتلال , وهي معروفة بكل واقائعها ومشاهدها المأساوية لابناء شعبنا العراقي والراي العالمي , وما يهمنا في هذا البيان هو الاستفتاء المزمع تنظيمه وما يترتب عليه من تداعيات خطيرة جدا ليس على العراق وشعبه , بل ستكون له امتدادات خطيرة تهدد دول الجوار وتتخطاها الى ابعد من ذلك , وتدفع في دائرة العنف والاحتراب اطراف اقليمية ودولية , ومثلما نلاحظ اجواء التصعيد في سباق الاسلحة النووية , وتبادل التهديدات باستخدام تلك الاسلحة المحرمة دوليا . 
ان تصريحات مسعود البرزاني المتكررة وبخطاب تضليلي واضح يحاول من خلاله التاثير على اراء وقناعات اوسع قدر من الجماهير وبالاخص من ابناء شعبنا الكردي واستعطافهم نحو تحقيق هدف الانفصال استنادا الى عملية الاستفتاء وهو يكثر من ترديد " حق تقرير المصير للشعب الكردي " وهنا لا بد لنا من الوقوف لفهم اسس ومضامين ومنطلقات هذا الحق , ومشروعية تحقيقه كما جاء في الادبيات الماركسية - اللينينة ... فقد اقرته وجسدته ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا بعد ان اصبحت دكتاتورية البروليتاريا سلطة الشعب التي قضت على حكم القيصر وكيف كانت وقتذاك سجناً للشعوب المضطهدة .. وهذ الحق كنا وماز لنا كشيوعيين ثوريين نؤمن به ونعمل على تحقيقه , ولكن .. المفارقة التاريخية الكبيرة التي علينا ان نقف امامها في مطالبة البرزاني بهذا الحق في ظل سلطة عميلة اسسها الاحتلال بعد حرب عدوانية كارثية , سلطة ارتبطت كل اطرافها وكياناتها السياسية بالمحتل الامريكي الصهيو فارسي واصبحت بيادق بيد المستعمر المحتل تنفذ مخططاته ومشاريعه الهادفة الى تدمير وانهاء وجودنا كشعب عراقي امتدت حضارته للالاف السنين , ويسعى البرزاني من موقعه ودوره هذا في تركبية قوى الاحتلال العملية ان يطالب بحق تقرير المصير للشعب الكردي ... فاي مصير سيكون للشعب العراقي بكل قومياته في ظل ما حل بهذا الشعب جراء الاحتلال الغاشم . .. هنا نحن من يختلف والى حد التقاطع مع من لا يدرك ولا يستوعب ابعاد واهداف ومخاطر حق تقرير المصير الذي ينشده البرزاني لابناء شعبنا الكردي .... فلا يمكن على الاطلاق لاي عميل خان وطنه وشعبه , ان يكون اميناً مخلصا صادقاً في الدفاع عن حقو ق شعبه والتضحية في سبيل ذلك . 
ان حزبنا الشيوعي العراقي ... اذ يرى من ان السبيل الوحيد الذي يضمن حقوق ابناء شعبنا الكردي هو التعايش السلمي في اطار الدولة العراقية وفق نظام ديمقراطي تعددي يستند الى دستور شرعي يتم اقراره من قبل الشعب بحرية كاملة يؤسس لنظام سياسي واداري حديث يتمتع بالحيوية والمرونة والكفاءة ويعتمد معايير عصرية حديثة في تقييم الاداء , واعتماد التقسيمات الادارية التي تاسست عليها الدولة العراقية الحديثة وتطويرها , وبعيدا عن النزعات والتقسيمات الدينية والطائفية والقومية والمناطقية , وبما يحافظ على وحدة العراق الوطنية , ويضمن التوزيع العادل للثروات وتنظيم الواجبات وتحديد الحقوق بين الشعب .
ان حزبنا الشيوعي العراقي .. يؤكد ويجدد حرصه الكبير على وحدة الصف الوطني بكل قواه الخيرة , والتصدي للنزعات والتوجهات الطائفية والعنصرية التي تسعى لزعزعة امن واستقرار وسلامة شعبنا ووطننا , وتحكيم العقل في كل ما ينهي الازمة الراهنة في العراق . .
وليعلم دعاة الانفصال من صهاينة الكرد انهم نحروا أنفسهم على ورقة هذا الاستفتاء , وانتهت من الآن حججهم وذرائعم من انهم لا يريدون الانفصال, فقد اصبح هـــذا الاستفتاء بمثابة القشـــة التي قصــــــــــــــمت ظهـــــــــــورهم . 

عاش العراق موحدا .. والخيبة والخذلان لكل من يحاول المساس بوحد العراق ارضا وشعباً .


الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية 
السبت‏، 16‏ أيلول‏، 2017



شكرا لك ولمرورك