أحدث المواضيع

موقف البعث الثابت من الانتخابات - صلاح المختار

موقف البعث الثابت من الانتخابات
صلاح المختار

اهم من اكد موقف البعث من الانتخابات هو الرفيق المناضل عزة ابراهيم الامين العام
للحزب في خطابة التاريخي يوم 7-4-2018 في ذكرى تأسيس البعث عندما قال حرفيا ( أن
من سيأتي في هذه الدورة الانتخابية هو أسوء بكثير من السيئين الذين سبقوه لأنهم
جميعاً مجرد ادوات بيد ايران لتنفيذ مشروعها في العراق فقاطعوا الانتخابات وشمروا
عن ساعد المقاومة والمعارضة وبكل اشكالها وعلى رأسها الكفاح المسلح ) ورغم ذلك التوضيح
فان ما يلفت الانتباه هو ان اتهام البعث بانه مشارك في الانتخابات وبانه وراء كل
ما يجري اصبح هستيريا شملت اركان العملية السياسية .اطراف العملية السياسية الفاسدين
والخونة وعملاء اسرائيل الشرقية تنتابهم كوابيس مفزعة يرون فيها البعث وقد عاد
للحكم بفضل دعم الملايين له والذين لم يعودوا يخفون تمنيهم عودته لانهم اقتنعوا بان
البعث هو الوحيد مع حلفاءه القادر على انقاذ الشعب مما هو فيه ، وانه لو خاض
الانتخابات لحقق فوزا بنسبة لاتقل عن 80% من الاصوات وهو ما اعترف به اكثر من مصدر
وجهة علنا .ومع ذلك فان البعث يرفض المشاركة في الانتخابات واسباب ذلك ورغم وضوحها
وتكرار شرحها هي التالية :
1- الانتخابات التي تجري في ظل الاحتلال غير شرعية بكاملها فوجود احتلال ينسف كافة
شروط حرية الانتخاب،لان المحتل يخطط لابقاء احتلاله بكافة الطرق وابرزها ورقة
الانتخابات ولهذا يلجأ للتزوير، والعراق محتل بالكامل منذ عام 2003 وكانت امريكا
تحتله حتى عام 2011 ومنذ ذلك العام ورّثته امريكا لاسرائيل الشرقية. وفي حالة الاحتلال
لايمكن لاي فرد او جماعة الادعاء بانها تستطيع اقناع الاحتلال بالتحول الى جهة
طيبة فهذا توقع جنوني لم يحصل ولن يحصل في اي حالة احتلال استعماري . فكيف يمكن
الادعاء بان من يرشح يستطيع خدمة العراق وليس الدولة التي تحتله مع انه مستحيل؟
من يصبح عضوا في مجلس النواب يكون ملزما بالقوة بدعم خطة استعمار العراق من قبل اسرائيل
الشرقية تماما كما خدم خطة امريكا بعد عام 2003 ولم ينجح اي نائب او وزير بتغيير
خطط وقرارات امريكا بل كان دوره الفعلي هو تنفيذ ما تطلبه اولا وقبل اي شيء .
2- القوانين الدولية تمنع الدولة القائمة بالاحتلال من تغيير قوانين البلد وتكتفي بادارته لحين
انتهاء الاحتلال،والانتخابات تنطوي على اصدار قوانين والغاء قوانين،والاحتلال
الامريكي اراد اضفاء الشرعية الشكلية على احتلاله لتبرير بقاءه ودعمه وكانت
الانتخابات هي اداة لاضفاء الشرعية على الاحتلال . وعندما اجبرت المقاومة العراقية
امريكا على سحب قواتها وسلمت العراق الى اسرائيل الشرقية لاجل اكمال المهمة وهي
تدمير العراق وتغيير هويته الوطنية والقومية كليا فان الاحتلال الايراني اثبت
انه اكثر خطورة بكثير من الاحتلال الامريكي لان الاحتلال الايراني يملك سمة لا
توجد في الاحتلال الامريكي وهي الاحتلال السكاني للعراق بواسطة الفرس ونغول
اسرائيل الشرقية، وفي هذه الحالة فان الاحتلال الايراني يهدد بتغيير هوية العراق
وينسف قواعد ديمومته وتواصل ثقافته وتقاليده وهو تحول اذا حصل سينهي العراق العربي
الذي عرفناه طوال اكثر من ثمانية الاف عام وينشأ عراق تابع لفارس او كيانات قزمية
بهويات غامضة.
ولكي تكمل اسرائيل الشرقية هذه التحول الخطير فانها ومنذ الغزو بدات عملية ضخ الاف
البشر كل شهر الى العراق وتوطينهم ومنحهم الجنسية العراقية لدرجة ان عدد من منحوا
الجنسية العراقية حتى عام 2005 وفي زمن رئاسة ابراهيم الجعفري لمجلس الوزراء بلغ
حسب تصريح رسمي له 2,5 مليون شخص منحوا
الجنسية العراقية علما ان عملية التجنيس كانت وقتها بطيئة بسبب التأثير الهائل
للمقاومة العراقية ضد الاحتلال بكافة اشكاله , بمعنى ان من منحوا الجنسية العراقية
حتى عام 2018 تجاوز الخمسة ملايين غير عراقي !وادى ذلك الى تغيير خطير في هوية محافظات
كاملة وجعل الفرس ساكنيها والمتحكمين فيها ،فالانتخابات التي تجري الان هدفها
تعزيز التغلغل الايراني وتسريع عملية ازالة الهوية العربية للعراق عن طريق قرارات
برلمانية تستخدم كغطاء شرعي زائف لانهاء العراق .
3-هل يوجد شخص مشارك في العملية السياسية يستطيع تحدي ارادة قاسم سليماني ؟ ان هذا السؤال هو اهم الاسئلة التي يجب ان
تطرح على من يرشح او يدعي انه سيقوم بالتغيير ،فما دامت امريكا قد قدمت الاف
الجنود قتلى وصرفت ثلاثة تريليون دولار على الاقل لاجل غزو العراق فانها لن تتخلى
عما بداته الا اذا اجبرت بالقوة ،وكذلك اسرائيل الشرقية التي اصبح جليا كل الجلاء
بان وجودها في العراق قضية بقاء او موت الدولة الفارسية فما ان تطرد من العراق حتى
تخسر كل قواعد قوتها في الخارج بما في ذلك قوتها في سوريا ولبنان ودول الخليج
العربي،وهذه الخطوة سوف تعقبها حتما خطوة اخطر وهي تفكيك اسرائيل الشرقية وتحويلها
الى كيانات مستقلة فكل قومية تخضع الان للاستعمار الايراني سوف تستقل وتبني دولتها
المستقلة وهو تحول سوف يجعل الفرس دولة صغيرة معزولة جيوبولتيكيا عن الوطن العربي
بجدار هائل يمتد من شمال العراق الى نهاية الخليج العربي .
فهل يوجد نصف مطلع يجهل هذه الحقيقة ؟ وما هو رد فعل حكام طهران على نتيجة مثل هذه ؟ ان اسرائيل الشرقية سوف تصفي وبلا
رحمة اي جهة او شخص يهدد احتلالها للعراق ، ولهذا فان كل من يدعي انه يريد تحقيق
الحرية لشعب العراق وانهاء معاناته عاجز عمليا وكذاب فعليا وهو يعرف انه كذاب
وكذبه مسخر لخداع السذج،ومن ثم فان مجلس النواب ليس اداة لاضفاء الشرعية على
احتلال العراق.
4-وحتى لو افترضنا ان هناك ثغرة يمكن استغلالها وتحقيق نوع من التحسن فهل يمكن نسيان ان المتحكم
بالعملية كلها هو امريكا واسرائيل الشرقية وهما من جاء بالفاسدين والطائفيين
والخونة الفاقدين للشرف عمدا ليحكموا العراق ؟ ان امريكا تدعم تغلغل الفرس
وبقية الاجانب في العراق كي يقوموا بتغيير هويته الوطنية والقومية لان ذلك هدفهما
الستراتيجي وهدف الصهيونية ايضا .كما ان وجود الفاسدين على راس السلطة احد اهم
ضرورات اكمال مخطط انهاء العراق الطبيعي من خلال تدمير قيمه العليا وتغيير
اخلاقيات شعبه والدفع باتجاه نشوء اجيال لاتعرف من الاخلاق والشرف والقيم الا ما
تروجه امريكا والفرس من مفاسد كالاباحية والشذوذ والزواج المثلي،واعتبار الفساد
حالة لابد منها لاكمال عملية سحق العراق واستبداله بعراق اخر يكون مركزا للفساد
وضياع الهوية .ومجلس النواب واجبه هو دعم كل خطوة واضفاء شرعية زائفة عليها.
اما الحافز الذي يحرك الادوات البشرية في مجلس النواب والحكومة فهو ان من وضعوا على
قمة الهرم فاسدين ومفسدين ولا يهمهم شيء الا المال واشباع جشعهم وهذا مانراه الان
من تسابق على السقوط الاخلاقي ونشر الفضائح الجنسية المقرفة وتفاخر بنتائج السقوط
الاخلاقي والاستنجاد بالعرقجية والقوادين لدعمهم في الانتخابات ! فهل يتصور اي احد
ان الفاسد ونصف الامي والساقط اخلاقيا الذي وجد نفسه فوق قمة هرم من المال والنساء
سوف يتخلى عنها لارضاء ناخبيه ؟
5- ما نراه من تحولات كارثية في العراق واليمن وسوريا وليبيا بالدرجة الاولى ، يؤكد بان
اي مشاركة في العملية السياسية في العراق ليس الا اسهام مباشر في بيع العراق والموافقة
على تقسيمه،ولامريكا واسرائيل الشرقية وهما من يحتل العراق الان،الاولى سرا
والثانية علنا،مصلحة جوهرية في تقسيم العراق وسوريا ولهذا نرى الان خطوات استعمار
العراق وسوريا وليبيا واليمن تتسارع ومعها خطط التقسيم تحت غطاء الفدرالية
والاقاليم ، ولاجل اكمال ذلك نرى الاستعمار بشكله التقليدي يعود الى سوريا
والعراق بتركز قوات امريكية وفرنسية وبريطانية وايرانية وروسية. فهل نحن
نرى سرابا ام حقيقة مادية مجسدة امامنا ؟
الاستعمار التقليدي يعود ومادام هناك نغول لا مواقف لهم سوى كلمة (موافج) – موافق - فاننا نقاطع عملية تخدم هدف انهاء العراق . هل عرفتم الان لم نقاطع الانتخابات ؟
Almukhtar44@gmail.com
شكرا لك ولمرورك