ومنذ البداية فان المنتفضين في ساحات العراق واعون كل الوعي بأن حملات الترهيب والقمع والتهديد واللجوء إلى سلاح الاغتيالات المنظمة والمتسارعة سيكون جزء مهما ومتوقعا من مراحل معركة الحرية، التي سوف تطال حياة نشطاء الانتفاضة الشعبية في العراق، وان سقوط الضحايا وتعاظم وتيرة القمع يوما بعد يوم يكشف زيف حكومة ألعبادي ودعاة التغيير والإصلاحات الوهمية الزائفة من منافقي العملية السياسية.
ها هو معسكر العداء لشعب العراق يكشف عن جوهر معدنه الرخيص حين يطلق أيادي المجرمين من أعضاء ومرتزقة المليشيات التابعة لنظام الملالي في طهران وتندفع هذه المافيا السياسوية بشراسة وخسة لتصفية حياة الناشطين العراقيين الأحرار الذين ظهروا ببطولة وإرادة وطنية خلال المظاهرات السلمية المنادية بالحقوق الأساسية لأبناء العراق ومنهم من طالبوا بالإصلاح والتغيير في العراق.
لقد نقلت وكالات الأنباء إن: ( ... المليشيات قامت بتصفية 5 نشطاء، وفي وقت متزامن، وهم كل من خالد العكيلي وحسين ألحلفي وماجد سعد في بغداد، وهم من جملة الناشطين في الحراك الشعبي، فيما قتل ناشط آخر ببابل، يدعى حيدر العلواني، كذلك قتل مسلحون في البصرة الشيخ صبيح الجريمشي الناشط الميداني الأبرز في التظاهرات).
تحدد برقيات الوكالات الإخبارية المحلية والأجنبية والتحليلات السياسية من مختلف التوجهات: ( أن جميع عمليات الاغتيال نفذت أمس وصباح اليوم من قبل مسلحين ملثمين، استهدفت الضحايا داخل منازلهم أو خلال توجههم لعملهم). ووسط هذه الصدمة الرهيبة والمحزنة التي يعيشها الرأي العام العراقي وهو يودع كوكبة من شهداء الحرية الإبطال تلوذ حكومة ألعبادي وأبواقها الإعلامية وناطقي وزارة الداخلية بالصمت المخزي ولم تقدم الحكومة المدانة بالفساد إلى حد الآن توضيحاً حول ظروف مقتل الناشط الشهيد خالد العكيلي في منزله شرقي بغداد، وتحاول أبواق الحكومة وحاشيتها الطائفية التنكر لما يجري أمام سمعها وبصرها، وهي تتجاهل أسباب تلك الجرائم وترفض الربط بين تلك الحوادث وغيرها من الاغتيالات وبين دور هؤلاء الشهداء ووجودهم في تظاهرات الحراك الشعبي ببغداد وبقية المحافظات.
وفي الوقت الذي بدأت به أصوات العديد من منظمي تلك التظاهرات تتهم المليشيات المسلحة ويصفوها بـدقة ووضوح أنها "المسيرة من إيران" والتي أوكلت لها قيادة قاسم سليماني ومنظمات مليشيات بدر والعصائب وخلايا حزب الله في العراق بتصفية قادة التظاهرات، اعتقادا منهم بلجم اندفاع هؤلاء الأبطال من المتظاهرين ولترهيب الجماهير بهدف الإجهاز النهائي على الانتفاضة الشعبية المتجهة نحو إعلان العصيان المدني؛ ان لم تبادر حكومة حيدر ألعبادي إعلان موقفها من هذه الجرائم المرتكبة بحق حياة أحرار العراق.
في هذا السياق، فان تصريحات نشطاء ساحات الانتفاضة قد حذرت منذ فترة من اندفاع السلطة ومليشيات إيران في العراق في ارتكاب جرائم مرتقبة ضد أحرار العراق . نشير إلى تصريحات الناشط عدي الزيدي لقناة الجزيرة المتكررة، وتصريحات الناشط مرتضى العبودي، لـصحيفة "العربي الجديد" اليوم وكلها ظلت تؤكد على حقيقة واضحة هي أن ( ... التهديدات بقتل المتظاهرين وقادة التظاهرات البارزين قد دخلت حيز التنفيذ من قبل مليشيات مُسَّيَرة من إيران، التي تجد في التظاهر المدني محاولة لسحب البساط من الأحزاب والشخصيات الموالية لها، خاصة أن التظاهرات رفعت شعارات مناوئة لإيران). كما أوضح الناشط المدني، صلاح الوائلي أنَّ ( الحكومة تحاول عبر أجهزتها الأمنية احتواء جرائم الاغتيال، عبر إصدار بيانات تعتبر تلك الحوادث عمليات إرهابية أو خلافات شخصية، لكن الجميع يعلم أن زملاءنا قتلوا بسبب حراكهم).
ولم يخف عدد من مجلس نواب المنطقة الخضراء أنفسهم موقفهم من ذلك حينما أكد النائب محمد الجاف لـصحيفة "العربي الجديد" أن "( أصابع الاتهام تشير إلى مليشيات مسلحة تضررت من تلك الإصلاحات أو التظاهرات، وقد تكون تنفذ أجندة ما، لكن على ألعبادي تدارك الموضوع بسرعة).
إن مسيرة الانتفاضة المظفرة بدأت تفرز بسرعة ووضوح خندق شعب العراق وأحراره عن خندق الخونة والمجرمين والقتلة ولا بد ان تعبر قوى الانتفاضة الوطنية عن احتجاجها الصارخ والعلني ليسمعه كل العالم بان دماء شهدائنا ليست رخيصة، ولا نسمح للقتلة ووكلاء مليشيات ايران في العراق ولا لأجهزة وعصابات نوري المالكي وخليفته حيدر ألعبادي ان تعبث بأرواح حياة أبناء العراق.
وإذا كانت أيام الجمعة الماضية قد رفعت فيها شعارات المطالبة بتحسين الخدمات صعودا إلى المطالبة بالإصلاح والتغيير الحقيقي وهي أتاحت لحيدر ألعبادي سقوفا زمنية أطول وأكثر ما يستحقه، إلا أن جواب أجهزة حكومة ألعبادي وأطراف تحالفه اللا وطني كان الغدر من خلال اللجوء إلى التصفيات الجسدية والقتل ألعمدي سواء للمعتقلين في السجون العراقية كما سجلتها أحداث الأسبوعين الماضيين ثم الانتقال الى تنفيذ المرحلة التالية بالشروع في اغتيال نشطاء الانتفاضة إنما تدق حكومة ألعبادي وسلطة حكومة المليشيات الصفوية المجرمة مسمار نعشها الأخير.
على قوى الانتفاضة الشعبية أن لا تنتظر حلول أيام الجمعة بعد اليوم؛ بل عليها أن تجعل من مراسيم تشييع الشهداء أياما ومظاهرات حاشدة مشهودة للتاريخ الوطني والثورة في العراق للقضاء النهائي على حكومة القمع والاستبداد والفساد وكنسها إلى الأبد إلى قمامة التاريخ وسحقها دون رحمة.
كما إن مراسيم تشييع ودفن الشهداء يجب أن تكون في مقدمة الفعاليات وتصعيد سقف المطالبة بفضح الجناة وحماتهم وتواطؤ أجهزة حكومة ألعبادي ومليشياتها معهم.
التظاهرات المستمرة غير المنقطعة وتشييع الشهداء هي فرصة شعبنا للتعبير عن الاحتجاج والتظاهر والاعتصام والمطالبة بالقصاص من القتلة ومحاسبة المسئولين عن جرائم إطلاق النار على المظاهرات السلمية ومنفذي سلسلة الاغتيالات وتصفية نشطاء التظاهرات التي تطالب بحقوق شعبنا وكرامته الوطنية والاقتصاص من دولة الفساد واللصوصية والخيانة الوطنية.
المجد لشهداء العراق
النصر للانتفاضة الوطنية الباسلة
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء