أحدث المواضيع

نص المقابلة التي أجرتها مجلة البيادر العُمانية الصادرة في مسقط مع الدكتور خضير المرشدي، الممثل الرسمي لحزب البعث العربي الإشتراكي


حوار: د. إبراهيم بيت علي سليمان
بعد الاحتلال الإمريكي وإزاحة الحكم الوطني السابق في العراق عاش العراق واحدة من اخطر مراحله التاريخية حيث تعرض العراق لتدمير شامل، استهدف كافة مناحي الحياة، من مؤسسات ومنظومات الدولة العراقية الفكرية والثقافية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية ومنظومة القيم الوطنية، ونسف الهوية العراقية الجامعة، ولمزيد من الفهم والإيضاح حول مايحصل في العراق تحدث لمجلة بيادر الدكتور خضير المرشدي الممثل الرسمي لحزب البعث العربي الإشتراكي
وفيما يلي نص المقابلة:
كيف تنظرون الى اتساع رقعة التدخل الدولي في المنطقة؟ وما هو موقفكم من الحلف الرباعي الجديد الذي يضم روسيا، ايران، سوريا والعراق؟
الدكتور خضير المرشدي: العدوان على العراق وإحتلاله وتدميره وإسقاط دولته الوطنية، من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، و إجتثاث و حل و حظر حزب البعث ومؤسساته الفكرية والسياسية والأمنية والعسكرية، وملاحقة واعتقال وقتل وتهجير كوادره الوطنية، كان البداية للتدخل الدولي في شؤون العراق والدول العربية ومدخلاً لإسقاطها في أتون الصراعات والفتنة والتمزق، وأصبحت الساحة العربية للأسف ملعباً لصراع الدول الكبرى من أجل تحقيق مصالحها ومصالح حلفاءها الاقليميين الصهاينة والفرس والاتراك وتقاسم النفوذ فيما بينهم على حساب أمتنا، التي بات هذا الصراع يتهدد وجودها وهويتها كأمة، ووحدة أقطارها، ومستقبل شعبها وأجيالها وثرواته، إن العدوان الذي قادته أميركا على العراق إرتد إرتداداً عنيفاً على من شارك فيه وشجّعه ودعمه من الدول العربية وغيرها، ويكاد لن يسلم منه أحد، فإذا لم يتم تصحيح مسار الاحداث والتداعيات، والاعتراف بالخطيئة الكبرى التي ارتكبت بحق العراق وشعبه، واعادة الحقوق الى أهلها وأصحابها في العراق وسوريا وفلسطين، وإعادة النظر بالسياسات العربية والدولية لإنقاذ ما يمكن انقاذه من خلال الحوار مع قوى المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي لوضع استراتيجية حل شامل للوضع في العراق يفضي الى تغيير جذري في العملية السياسية الطائفية الإرهابية الفاسدة، فعلينا أن نتوقع المزيد من التدخل الأجنبي في شؤون العراق ودول المنطقة، ومزيد من الدمار والتدهور واستنزاف الثروات، وانتشار الرعب والخوف والفقر والجهل والتخلف، إن موقف حزب البعث العربي الاشتراكي ثابت في رفض ومقاومة كافة انواع التدخل الأجنبي في شؤون العراق والدول العربية الاخرى، سواءاً كان هذا التدخل أمريكياً أم روسياً أم غربياً أم إيرانياً أم تركياً أو غير ذلك.

ماهو موقفكم من الحراك الشعبي المنتفض في وجه العملية السياسية الحالية في العراق؟
الدكتور خضير المرشدي: العراقيون كافة وبمختلف انتماءاتهم، يعلمون علم اليقين بأن العملية السياسية التي أنشأها ورعاها الاحتلال، وعمل جاهداً طيلة هذه السنوات على دعمها وحمايتها واستمرارها هي السبب الرئيسي في المأساة التي يعاني منها العراق وشعبه، وأنها والمسؤولين فيها من الفاسدين والسراق وورؤساء العصابات والميليشيات الطائفية الإرهابية، وراء كافة الكوارث التي اصابت هذا الشعب الكريم، وقد لمس العراقيين حجم وضخامة التدخل والتغلغل الإيراني وتياره الصفوي داخل هذه العملية التي باتت تحت سيطرته بالكامل وعلى جميع الاصعدة العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، وفي عملية اتخاذ القرارات بكل ما يتعلق بإدارة شؤون السلطة في العراق، حتى وصلت وقاحة المسؤولين الإيرانيين الى التصريح علناً وبدون أي خجل أو اعتبار أو إحترام لمشاعر العراقيين أو حتى لأصدقائهم من العرب، من أن العراق جزء من الامبراطورية الفارسية!! ليأتي الجواب والرد من عمق جنوب العراق، في البصرة الفيحاء وذي قار البطولة والمثنى، ومن رحاب الفرات الأوسط ودرّته بابل وكربلاء والنجف، لتهتف النفوس الابية (إيران بره بره.. بغداد تبقى حرة) ويُحرق العلم الإيراني ويُداس بالأحذية، وتنطلق التظاهرات الشعبية بوجه هذا التغول والاستهتار والوقاحة والفساد والعدوان، لتمثّل امتداد لثورة العراقيين ومقاومتهم الباسلة ضد الاحتلال ومشروعه الفاسد ومخلفاته، مطالبة بالتغيير الجذري لهذه العملية وإسقاط دستورها المسخ، ومحاكمة المفسدين والفاسدين، وإعادة الأموال المنهوبة، ورفض السياسات القائمة عليها، ورفض التدخل والاحتلال الإيراني والمطالبة بحل ميليشياته، وإقامة نظام سياسي وطني ديمقراطي جديد لبناء دولة العدل والانصاف والمساواة والمواطنة.

هل خرجت الميلشيات من سيطرة حكومة العبادي؟
الدكتور خضير المرشدي: وهل يمكن لما يسمى (الحكومة) أو العملية السياسية في العراق بأكملها أن تستمر لولا دعم وحماية واسناد الميليشيات ومن وراءها ايران واجهزتها القمعية العسكرية والأمنية، وإحكام قبضتها عليها؟؟؟ إنها سلطة ميليشيات وعصابات وسرّاق وقطاع طرق.. ولا يصح أن يُطلق عليها صفة (حكومة أو دولة) مطلقاً.

ماهو حجم الدور الذي يلعبه حزب البعث في المقاومة المسلحة؟
الدكتور خضير المرشدي: الحزب كان وما زال وسيبقى حزب المقاومة والنضال والثورة ضد كافة انواع الاحتلال في العراق والأمة، وضد المشاريع الاستعمارية أو حالات الابتزاز والسيطرة والهيمنة والتسلط على مقدرات وثروات الشعب العربي في كل مكان.. وسيبقى الحزب يقاوم الظلم والقهر والفقر والمرض والجهل والتخلف والاستبداد والحرمان، دور حزب البعث العربي الاشتراكي في انطلاق المقاومة منذ اليوم الاول من الاحتلال عام 2003، لم ينحصر في المقاومة المسلحة فقط، بل إمتد الدور ليهيأ مقاومة شاملة سياسية واعلامية واقتصادية واجتماعية وتعبئة شعبية وعلى كافة الاصعدة وفق استراتيجية واضحة الأهداف والوسائل، وإن الحزب بحكم انتشاره الواسع في صفوف الشعب، ومكانته المتميزة في نفوس العراقيين، ومن كونه يمثل فكرهم وعقيدتهم ومبادئهم وحاملاً لأهدافهم ومعبراً عن تطلعاتهم في الوحدة والحياة الحرة الكريمة والبناء والتقدم، ومن كونه يضم خيرة أبناء هذا البلد وطنية وأصالة وانتماءاً وعلماً وثقافة وكفاءة، أصبح حاضنة المقاومة بكافة فصائلها، ومعينها الذي لم ولن ينصب، حتى تكلل هذا الجهاد الملحمي للبعث وفصائل المقاومة كافة بالنصر المبين في هزيمة المحتلين وانسحابهم من العراق،،، ولازال البعث وسيبقى بعون الله عنواناً للثورة ضد مخلفات الاحتلال وعمليته السياسية الفاسدة وتيارها الإيراني الصفوي الإرهابي الذي عاث في الارض فساداً وفتنة ودمار، ليس جديداً على البعث دوره في المقاومة ضد الاحتلال في العراق، بل أن نظام البعث وجيش العراق الباسل قد وقفا بوجه الموجة الخمينية السوداء، وفي مقاومة مشروع الفتنة لثماني سنوات تحطمت على سواعدهما موجات الشر القادمة من قم وطهران والمدعومة من اسرائيل واميركا، ليحمي بذلك دول العروبة وخاصة الخليجية منها من شر إيراني مستطير، استهدفها جميعاً وليس العراق فحسب... وكما كان دوره دائماً في مواجهة قوى العدوان والتصدي لها ضد أي اعتداء يتعرض له الاشقاء في كافة أقطار العروبة إبتداءا من دوره في مقاومة شعب فلسطين منذ عام 1948 وما تلاها.

ماهو ردكم على الأصوات التي تحاول ربطكم وتعاونكم مع داعش؟
الدكتور خضير المرشدي: كلام لايستحق الرد، وأصوات نشاز، تحاول خلط الأوراق وتشويش صورة الموقف الوطني والقومي والانساني الذي يتمسك به حزب البعث وحقه المشروع في مقاومة الاحتلال ومشاريعه الاستعمارية،،، إنها محاولات بائسة وفاشلة لإيجاد المبررات لضرب وإجهاض المقاومة الوطنية وقوى الثورة الشعبية في العراق وسوريا وغيرها، من خلال ربطها بقوى الاٍرهاب والطائفية التي تقف وراءها ذات الجهات التي تطلق مثل هذه الأصوات النكراء.

هناك اصوات تتحدث عن مفاوضات بين الحزب وحكومة العبادي جرت في دولة تنزانيا ما تعليقكم على ذلك؟
الدكتور خضير المرشدي: هذا غير صحيح، لم تحصل مفاوضات في اي مكان مع السلطة الفاسدة والفاقدة للشرعية، وقد عبر العراقيون عن ذلك بتظاهراتهم الرافضة لهذه السلطة والداعية لإسقاطها... الشعب يثور من اجل إسقاط سلطة فاسدة وعميلة، فكيف لحزب المقاومة والثورة أن يتفاوض معها؟؟

هل اغلق الحزب باب المفاوضات بعد مؤتمر الدوحة؟
الدكتور خضير المرشدي: لم تحصل مفاوضات أساساً لكي يغلقها الحزب، إن ما جرى هو اجتماع بين وفد من القوى الوطنية العراقية وفي مقدمتها حزب البعث مع السيد وزير خارجية قطر وسفراء عدد من الدول العربية الخليجية الشقيقة للتباحث حول سبل الحل الشامل للوضع في العراق، ولا زالت قيادة حزب البعث في العراق ترغب في إستمرار اللقاءات والتشاور مع الاشقاء المسؤولين في الدول العربية بشكل عام، ودول الخليج العربي بشكل خاص للوصول الى حل استراتيجي شامل ونهائي لقضية العراق ومواجهة النفوذ والتدخل الإيراني وميليشياته من جهة، والقوى الإرهابية الدولية من جهة اخرى.

الى اين وصلت العملية السياسية بعد الأحتلال الأمريكي للعراق؟
وهل لازال الشعب العراقي يعلق امال عليها؟
الدكتور خضير المرشدي: ألعراقيون قد عبروا عن موقفهم تجاه هذه العملية الاستخبارية البائسة بمقاومتهم وثورتهم واعتصاماتهم وتظاهراتهم التي عمت جميع مدن العراق وقصباته من شماله وجنوبه، ومن شرقه وغربه، وبإختصار شديد فإن العملية السياسية في العراق بكافة هياكلها ومكوناتها وأشخاصها والعصابات الإيرانية التي تديرها وتتحكم فيها، هي سبب
(البلوى) في العراق والدول العربية، ومصدر الشر والفتنة الطائفية والارهاب الذي بات يهدد دول العالم بأجمعه، سوف لن يستقر العالم وتنعم شعوبه بالسلام والامان إلا بإنهاء وازالة هذا الوضع الشاذ في العراق.

ماهو الوضع الأنساني للمعتقلين من الحزب في سجون الحكومة العراقية؟
الدكتور خضير المرشدي: كافة المنظمات الدولية التي نلتقيها وفي المقدمة منها الصليب الأحمر الدولي ومنظمات حقوق الانسان التي زارت بعض السجون، والتي سمحت لهم بزيارتها السلطة في العراق، تؤكد الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها رفاقنا من أعضاء القيادة والحزب بشكل خاص، والمواطنين الآخرين الأبرياء بشكل عام، حيث يواجهون يومياً مختلف أنواع التعذيب والتنكيل والابتزاز والحرمان من أبسط مستلزمات العيش وخاصة الطعام والفحص الطبي والعلاج.
شكرا لك ولمرورك