أحدث المواضيع

300 صورة اخرى لن تحجب عورات امريكا الاخلاقية في العــــــــــــراق ــ د . عبد الكاظم العبودي


خلال هذا الاسبوع يسرب الاعلام الامريكي بعضا من مواعظه الاخلاقية حول تجليات العار الامريكي في العراق، بشكل يوحي ان حملة اخرى لغسل العقول ، تجري على قدم وساق ، وعبر اكثر من صوت وصورة مضللة عن ما يجري في العراق فعلا .
 يجري ذلك بالتزامن مع عودة القوات الامريكية الى العراق في مرحلة جديدة من مراحل الاحتلال. هذه المرة بحجة " حرب التحرير من داعش".
بالٲمس يتباكى مجرم الغزو والاحتلال رامسفيلد ، ويعلن عن ندم الولايات المتحدة في قرارها غزو العراق ، في الوقت نفسه فهو وكل عصابة بوش يعرقلون اطلاق سراح حوالي 300 صورة مخزية جديدة تكشف عن فضائع امريكية في العراق، بمحاولات منعها من النشر ، بحجة ان هذه الصور ستؤجج الاحقاد ضد الجنود والقادة الامريكيين وتقبح وجه امريكا امام العالم .


وطالما ان امريكا وقادة جيوشها وبيتها الاسود لم يحاكموا بعد على جرائم حربهم في العراق، ولا زالت مخازيهم في سجن ابي غريب وبوكا ، وسوسة، وغوانتنامو لم تلق الادانة المستحقة بعد، ولا زالت الاثام التي انتهكتها قواتها وحلفائها والمليشيات الطائفية التي دربها نيغروبونتي على اعمال تنفيذ الجرائم الكبرى التي وصلت الى مستوى مجازر الابادة الجماعية بحق ابناء العراق ، تمارس افعالها المنكرة كل يوم . هل تخجل امريكا من واقع حال معاناة عشرات الالوف من المعتقلين الذين سلمتهم القوات الامريكية الغازية ، ممن لازالوا يرزحون تحت التعذيب والاستجواب والاهانة اللا انسانية في سجون الكاظمية والناصرية وعشرات المعتقلات السرية والعلنية وتجري تصفيات اعدامهم تحت وقع الاحقاد الطائفية وامتداد نفوذ اليد الصفوية الايرانية في ممارسة الانتقام من احرار وابناء العراق من شتى طوائفهم ومدنهم ؟. 


هل تخجل امريكا من ان العملاء الذين جلبتهم لحكم العراق بعد التاسع من نيسان/افريل 2003 لا زالوا يحكمون المنطقة الخضراء ، وهم امنين من العقاب والقصاص العادل ، وهم يسرقون وينهبون ويقتلون بكل حرية بجوار سفارتها ، ولا زال البيت الابيض يعترف بسلطتهم ، وهم محميون من قبل الحكومة الامريكية وقواتها الخاصة، وينعمون برعاية وحماية حكومات بوش و اوباما وبقية قادة البيت الابيض، رغم انكشاف امرهم وفسادهم وجرائمهم امام العالم ، كونهم مجرد عصابات مٲجورة لازالت منفلتة في اشاعة الموت والخراب والقتل والاختطاف في ربوع العراق.


ان الساعات القليلة القادمة التي تنتظر الافراج عن اقل من 300 صورة مخجلة للضمير الامريكي، كما يقال عنها، سوف لن تغطي عار الاحتلال وعملائه ، ولن تحمي هذه التسريبات الاعلامية عن ندم رامسفيلد وغيره عن غزو العراق ما لم يتحرك الضمير العالمي نحو وضع كل المجرمين الذين تسببوا في ايذاء شعب العراق في اقفاص المحاكم الدولية كمجرمي حرب وقتلة مارسوا ابشع صورة شهدها تاريخ الانسان على هذا الكوكب . 
وان غدا لناظره قريب
شكرا لك ولمرورك