أحدث المواضيع

مفتاح الاشتراكيه ــ بن الطيب أنور / الجزائر



لطالما تصورت أن طفولتي كانت مريحة بلا قلق يذكر إذ كنت أنتظر مجيئ الصباح بلا أي معاناة اجتماعية فقد إنتميت لطبقة الرأسمالية الصغيرة وكنت لهذا السبب بعيدا عن الطبقات العاملة وبالرغم من أن الفرق الإقتصادي بين الطبقتين كان محدودا في حين أدركت لاحقا أنني كنت أصغر من أن ألاحظ مايدور حولي وكيف وصل الأمر لأهلي ذات مرة حتى وصلوا إلى بيع ملابس لإطعمانا أنا وإخوتي بعض أن تعرض والدي لضائقة مالية خانقة بالإضافة إلى المشاكل العائلية التي أوصلتنا إلى الرحيل من البيت الذي كان ذات يجمع في أحضانه شمل العائلة كلها فكان والدي يعمل طول النهار وهوالشيخ الذي يحتاج إلى الراحة حتى نواصل أنا وإخوتي دراستنا ونعيش في رفاهية لكن إلى جانب نضال والدي في سبيل أن نحيا حياة كريمة لم يكن أبي غائبا أبدا عما يدور في الوطن العربي فكان من الأوائل اللذين خرجوا في مسيرات لدعم الإنتفاضة الفلسطينية الثانية أتذكر أنه أخذني معه وكنت ألبس لباسا عسكريا وأحمل كلاشينكوف بلاستيكي أسود فيما كان هو يحمل صورة كبيرة فيها صورة لمسجد قبة الصخرة وكذا يوم إستشهاد الرفيق القائد صدام حسين رفض أبي أن نذبح الأضحية .. صورة أبي دوما أمامي ولاتفارقني أبدا صورته عندما بدأ حياته بائعا متجولا وخضارا وصعد بجهوده الخاصة إلى موقع جيد .توفرت لدي إمكانيات أكبر وهكذا بدا أن الصراع سيكون أسهل..بمرور الوقت بدأت أحس بمعاناة العمال والطبقة الكادحة أكثر فأكثر وأدركت زيف شعارات المتاجرين بالإشتراكية والماركسية الشيوعية ومن يدعي انه يحمي حقوق هاته الطبقة المظلومة من نقابات واحزاب ولاعجب أني شعرت وسأشعر بهذه المعاناة فالعربي كما قرأنا وكما قال عنه الباحثين وكما نعرف يحمل بين ضلوعه شعلة دائمة ترجمها منذ الأزل في قيمه التي أصبحت أولويات لأي كاتب عن شخصية هذا الإنسان كالمساواة التي ترجمها العربي بتفانيه في حماية جيرانه وإغاثة المحتاج وإعانة الضعيف والكرم والعنفوان ..إذا لاأشك بأن العربي لاتغمض له عين وجاره جائع ولايحب ثوبا وجاره عاري ترجمها العربي في عصر الجاهلية في ثوراته في نجد والحجاز وكذلك في القيم التي حكمت اليمن فقد عرف العرب في تاريخهم الغابر وحتى قبل ظهور الحركة الدينية في مكة المكرمة توجهات وحركات نادت وطبقت الإشتراكية حيث أجمع الأدباء وباحثي التاريخ على أنها ليست فقط لصوصية بل هي كذلك حركة نادت بحقوق الفقراء والطبقة المسحوقة حيث قاد عروة المئات من أفراد الطبقة الكادحة ليعلن الثورة ضد الرأسماليين في ذلك الوقت أي شيوخ القبائل والأغنياء اللذي استعبدوا الضعفاء فكان أول ظهور لفكرة الإشتراكية وكان عروة بلاشك الإشتراكي الأول قائد الصعاليك .. أغلبنا عند سماعه هذه الكلمة يظن أن هذا اللفظ هو سب وسخرية فقد يستخدمه للسخرية من شخص رث الملابس والهيئة فقير الحال أو على شخص بلاحسب ونسب هذا ماكنت أظنه أيضا في زمن ما ولكنني عندما درست ظاهرة الصعلكة في تاريخنا العربي الخالد فوجئت أن الصعلوك لم يكن بذلك المفهوم الذي كنت أظنه فليس كل خارج عن القانون وكل لص وقاطع طريق هو صعلوك فالصعلكة في مفهومها اللغوي هي الفقر الذي يجرد الانسان من ماله ويجعله ظاهرا هزيلا بالقياس إلى أولئك الأغنياء المترفون والفاسدون الذين أتخمهم المال وسمنهم وفي قاموس الفيروز بادي ولسان العرب لابن المنظور يذكر ان الصعلكة هو الفقر والصعلوك هو الفقير الذي لامال له يستعين به ولا اعتماد له على أي شيء أو أحد وزاد الأزهري ولاعماد وقد تصعلك الرجل إذا كان كذلك فالشخص الذي لااعتماد له على شيء أو على أحد يتكئ عليه لايمكنه مواجهة الحياة وحيدا وقد جردته من وسائل العيش وسلبته كل مايستطيع أن يعتمد عليه في مواجهة مشكلاتها فالمسألة اذن ليست مسألة فقر فحسب ولكنه فقر يغلق أبواب الحياة ويسد مسالكها في وجهه.

فمع إطلاعي على حياة بعض من أولئك الصعاليك تغيرت نظرتي وأيقنت أنها لم تكن بسرقة والإغارة على المارة وغيرها مما يقال عنهم وإنما أنا أمام ظاهرة ثورية إشتراكية ثورية في سبيل الإنسانية ثورة من أجل حقوق الفقراء والمنبو\ين صحيح أن هناك فروق جوهرية بين الثورات الإشتراكية القائمة على أساس المذهب الإشتراكي في القرن 20م وثورة الصعاليك..الثورة الإقتصادية التي شهدها المجتمع الجاهلي المجتمع العربي قبل الإسلام وخاصة عند عروة بن الورد.

متمرد وثائر وفارس وشاعر المدافع عن حقوق الفقراء والمنبوذين من المجتمع عروة بن الورد أو عروة الصعاليك وأميرهم وهو عروة بن الورد بن زيد بن عبد الله بن ناشب بن هزيم بن عبس بن بغيض بن الريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار. لقب بعروة الصعاليك لأنه كان بمثابة امير وزعيم للمنبوذين والفقراء رعاهم وقدم لهم مالم يقدمه مجتمع القبيلة العربية التي خرج منها عروة ثم خرج عليها.وصف أبو الفرج الأصفهاني عروة في كتابه الأغاني قائلا:”عروة بن الورد شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد وكان يلقب بعروة الصعاليك لجمعه اياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن لهم معاش ولامغزى”.

والواقع أن عروة لم يكن صعلوكا بل كان فارسا شريفا من بني عبس ولكنه كان ثائرا على الحالة الإجتماعية التي تدع الفقراء دون عون أو تكافل مدافعا عن المضطهدين الذين نبذهم مجتمع الأقوياء وسخرهم كعبيد أذلاء له فكان يغزو لأجلهم وينفق عليهم وكان شاعرا أعلن ثورته بشعره كما أعلنها بسيفه فهو أول إشتراكي في العالم وأول من ثار من أجل الفقراء.فكانت ثورة المستضعفين من الفقراء في المجتمع العربي ومضطهديه على الأغنياء المتخمين وخاصة البخلاء منهم ثورة تهدف للعدالة الإجتماعية والتوازن الإقتصادي رغم أنها لم تأخذ شكل نظرة علمية دقيقة أو شكلا فلسفيا اقتصاديا كاملا.

إن التطبيق العلمي لثورة الصعاليك سلك أسلوبا فرديا قريبا إلى الفوضى فهذه الثورة كانت تنطوي على احساس عميق بمشكلات المجتمع الإقتصادية ومحاولة جدية لحل هذه المشكلة كما كانت تمثل صراعا طبقيا بين طبقة الفقراء والطبقة الأرستقراطية من الأغنياء والبخلاء منهم الموجودين في المجتمع العربي الجاهلي فحمل هذا الصراع بين الفقراء والأغنياء في أعماقه أنماطا وبراعم في النظرية الإشتراكية القديمة.

كانت حياة عروة بن الورد كلها دفاعا على المضطهدين والفقراء بعيدا عن الجشع والأنانية يتغنى بالمروءة ويضحي بحياته دفاعا عن قيمه ومبادئه إذ كانت لهذا الفارس الشاعر فلسفة حياتية خاصة سبقت تاريخيا تلك الفلسفات المنادية بالإشتراكية بقرون من خلال سعيه الحثيث لتجميع أولئك الفقراء والصعاليك بإخلاص لتأمين حياة كريمة لهم لابالتصدق عليهم بل بجعلهم عاملين منتجين خاصة في الغزو الذي كان يمثل في ذلك الوقت من التاريخ مصدرا من مصادر الدخل وصرحا من صروح الإقتصاد التي اعتمد عليها المجتمع فالصعلكة عند عروة كانت نزعة إنسانية وضريبة يدفعها القوي للضعيف وفكرة إشتراكية تشارك الفقراء في مال الأغنياء وتجعل لهم فيه نصيبا وحقا يغتصبونه ان لم يؤدلهم فهذه النزعة الإنسانية النبيلة كانت تهدف لتحقيق لون من ألوان العدالة الإجتماعية والتوازن الإقتصادي.

امتلأت كتب الأقدمين بأخبار عروة ولكنها جميعا على اختلاف مناهجها اتفقت على أن الشاعر الفارس كان جوادا كريما مخلصا لايغدر ولايخدع يسارع لمساعدة الغير. يقول أبو فرج الأصفهاني :3كان عروة بن الورد إذا اصابت الناس نة شديدة تركوا في ديارهم المريض والضعيف والكبير وكان عروة يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة ثم يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف (الحظيرة) ويكسبهم ومن قوي منهم إما مريض يبرأ من مرضه أو ضعيف تعود قوته يخرج به معه فأغار وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيبا حتى إذا أخصب الناس وألبنوا ألحق كل انسان بأهله وقسم له نصيب من غنيمة كانوا غنموها فربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى”.فالغزو عند عروة لم يكن الإغارة للسلب والنهب وعبارة عن غاية ووسيلة وإنما هو وسيلة لتحقيق غايته ونزعته الإنسانية وفكرته الإشتراكية.

عاش عروة حياة الصعاليك ولكنه كان مؤمنا أن ثورته على مجتمعه كان لها مايبررها فهو ليس ضد الصفات والشيم الجميلة ولكنه ثار ضد القيم البالية والقبيحة فالجود شيمة يحتاج إليها المجتمع فيعطف الغني على الفقير ويقضي حاجته ولايحقد الفقير على الغني فيطلب حياته والبخل عكس الجود فالغبي البخيل لايستطيع الحفاظ على ثروته في ظل مجتمع ينظر إليه فقراءه نظرة الحقد والكراهية فكان أغلب شعره ناقدا لوضع المجتمع المفجع الذي يحمل قيما تمجد الغني وتزدري الفقير وعروة الحامل في داخله شعورا فطريا نقيا جعله يشعر بآلام الآخرين ماكان ليستطيع تحمل ذلك الجو والكم الهائل من التناقضات التي زخر بها المجتمع العربي القديم ولاننسى أنه كان صعلوكا ونبيلا يأبى الضيم في تلك الأيام التي كان فيها العرب أصحاب أنفة وحمية ونخوة قبل أن يتحوروا ويتحولوا إلى كائنات يصعب تعريفها بغير التبعية والهوان ليدخلوا بدورهم في مرحلة الصعلكة غير النبيلة أو التشرد والتسول الفكري والاقتصادي على أبواب الآخرين تابعين لامتبوعين بمفهومنا المعاصر فالإشتراكية في أصلها كانت ثورة عربية على الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية رغم أن الإشتراكية فكرة وجب تخليصها من النزعة البشرية لأنها فكرة مقدسة فحتى كارل ماركس ولينين عليهم أن لايدنسوها بنزعتهم البشرية الناقصة وأن تكون ببغاء ماركسي لايعني أبدا أنك إشتراكي.

كانت مدينة سطيف ذات الثلاث ملايين نسمة إحد أكثر مدن الجزائر تخلفا.الثراء الفاحش والفقر المدقع تجاورا فمركز المدينة ومقرات الولاية والمحكمة والشرطة الرئيسية والمناطق المجاورة لها جذبت لها الذكاء والثراء أما مركز المدينة وأحيائها ونواحيها المترامية الأطراف ستشعر بنبض الثلاث ملايين نسمة هذا العدد كل ماكان يوحده موجود في مركز المدينة ومقرات الولاية والمحكمة والأماكن الإدارية التابعة لها من مديري الشركات العاصمة والخاص وموفي الحكومة والولاية والجيش والشرطة والمثقفين والفنانين والأساتذة تعيش بجوار الفقراء تشرد بعضهم وتطرد بعضهم .. تسحل النساء وتخدمهم في مصانعها يأكلون دماء الفقراء والعمال ويشربون دماؤهم ثم يتقيؤوا ما أكلوه بين أفخاذ العاهرات عن الرأسماليين أتكلم ولكن للغرابة تجدهم يفسرون كل مظاهر الفقر والبؤس والبطالة التي يعيشها الفقراء والطبقة الكادحة والعمال البسطاء من خلال اتهام الفقراء والكادحين بالتسبب بها .فمثلاً هم يفسرون ذلك بزيادة معدلات النمو السكاني والإكثار من الإنجاب، مما يؤدي إلى التهام كل “الجهود التنموية العظيمة” للحكومات الرأسمالية وكبار رجال الأعمال ونجد هناك أيضاً تفسير ثاني يروّجه الحكام ورجال الأعمال الكبار في الوطن العربي بصفة عامة، وهو أن الفقراء مسئولون عن فقرهم بسبب كسلهم وعدم رغبتهم في العمل. أما هذا التفسير فهو في الحقيقة أكثر وقاحة من سابقه؛ فكيف يمكن أن نصف بالكسل الطلاب الذين يتركون دراستهم من أجل العمل لمساعدة أسرهم في تحمل أعباء المعيشة، وكيف نصف عمال المصانع الفقراء بالكسل في حين يعمل أغلبهم لمدة 10 أو 12 ساعة في اليوم الواحد. وعلى الجانب الآخر، كيف يمكن أن نصف رجال الأعمال وأبناءهم بالنشاط في حين أن كل المجهود الذي يبذلونه هو ملء خزائنهم بالأموال وإنفاقها في الرحلات والسهرات وسبل الرفاهية والمتعة المختلفة والأفدح من هذا ليس الفقر في حد ذاته وإنما أن العمال وأبناء طبقتي ٍمكبوتي الطّاقات ،مكبّلين و ممنوعين من الخلق والفعل لقد ولدوا أمواتا .

معرفة هذه الأوضاع المزرية لدراستها لن يتم من مواقع مرتفعة وعالية لاأحد ممن لم يسقطوا في صلب هذه المعاناة بتفاصيلها يمكن له أن يفهم ألامه وجراحها ومن درسوها من الخارج وقعوا في لغو الحديث إذ ان الذي يبتعد كثيرا لا يرى التفاصيل فيغرق في التنظير ولكني أرى أن تجاهل الغني للفقير أقل سوءا من كلام هؤلاء وأفعالهم التي يدعون أنهم يشفقون عليهم بغرور.لقد عشت معاناة وعثاء هذه المدينة وامتصت روحي معاناتها وشاهدت كيف الجوع والفقر يقضي على أي محاولة لتنطيم إقتصادي حين يتوافر المال ذلك ان الضحية عند توفر المال يضع في عقله سراب الحياة السعيدة فيحاول عيش حياة الثراء والبذخ ويسع وراء اللذات الانية فيشتري مايعجبه من أكل وملابس وقد يشتري مخدرات أو كحول وقد يذهب للسهر والمصيبة لو كان لهذا العامل زوجة وأولاد فسيعتادون جميعا على التبذير لثلاث أيام والبقاء جوع لبقية الشهر منتطرين الراتب وهكذا يعتاد الأطفال عل هذه الأوضاع الإقتصادية السيئة.

وقد عشت وشاهدت هذه الأوضاع المقززة مئات المرات كرهتها ثم فهمت بعدها حقيقة المأساة التي يعيشها هؤلاء اللذين باتوا ضحايا لظروف اجتماعية واقتصادية سيئة فأصبحوا كباش فداء يلهو بهم رجال النظام الرأسمالي كما يحلو له فالدافع وراء أي نشاط إقتصادي لم يكن تلبية الاحتياجات الأساسية للناس وإنما تحقيق الأرباح والتسابق في السوق عل تخفيض التكاليف الإنتاجية من خلال زيادة استغلال العمال لديهم وفي سياق المنافسة التي لاتنتهي بين الرأسماليين تتولد الأزمات الإقتصادية التي تنتج عن تكالبهم في القطاعات الاقتصادية التي ترتفع فيها معدلات الربح بغض النطر عن مصالح المجتمع الذي يعيشون فيه فإذا ارتفع سعر السكر أو الخبر أو الملح فاعلم أنه راجع إلى أزمة اقتصادية ناتجة عن هذا التنافس الحاد بينهم .في حين تجد أغلب هؤلاء العمال يقطنون في غرف صغيرة وأكواخ خشبية وأحياء فقيرة فيما المسؤولون والأثرياء يتركون الأمور تسير وفق مجاريها وبدون أي تفكير يفشلون حتى في الشك بأن القدر يخطط للانتقام من هذا الجور حين يخرج هؤلاء العبيد من أقفاصهم للانتقام من قسوة البشرية .. إذ أن التنافس بين هؤلاء الرأسماليين يؤدي إلى تكدس البضاعة في الأسواق دون زبائن بسبب تدني الأجور ثم إفلاس الرأسماليين فانهيار الاقتصاد بأكمله هذه هي الفوضى الإقتصادية حينما تتحكم مصالح حفنة من الأغنياء في توجيه ثروة المجتمع وموارده وإقتصاده ولتلميع صورتهم أمام الرأس العام غالبا ماتجدهم يلجؤون إلى إقامة مشاريع خيرية وهذا للإظهار للرأي العام كم هم طيبون وخيرون ولخلق الشك عند العمال من براءته التامة من الأسباب النفسية والإجتماعية لهذه الطواهر فتشل قدرتنا عل اتخاذ أقل الخطوات قسوة في الدفاع عن مجتمعنا وفقط جين نتحرر من عقدة الذنب والشك هذه سنقدر على استخدام الوحشية في إبادة هؤلاء المجرمين بتدمير الأعشاب الضارة والأفكار المارقة (الرأسمالية).

إن الوضع هو نفسه في سطيف أو اللاذقية أو البصرة أو مسقط أنه الوضع القائم في كل أنحاء الوطن العربي صراع طبقي خطير بين حفنة من الرأسماليين والأثرياء من رجال الأعمال وأصحاب الشركات وموظفي الحكومة وغيرهم من الإنتهازيين وأرباب المال الذين أغرقوا السياسة إلى قعر طموحاتهم على حساب الأوطان والشعوب وأغلبية عاملة كادحة ولكن قليل منا من يعرف أثر المال الفاسد على السياسة .. في سبيل مقاومة هؤلاء ظهر الفكر الاشتراكي الماركسي الداعي للحفاظ على حقوق العمال وكل الطبقة الكادحة والمستضعفة في المجتمع شعارات الماركسيين براقة .. التحرر والأممية والحق مجزأ وان العالم وحدة مجزئة وتنادي بهدم العصبية القومية والحفاظ على السلام العالمي وغيرها من الشعارات الخداعة لكن علينا توضيح هذا الامر هل الشيوعية مجرد ثورة اقتصادية اجتماعية مدافعة عن المستضعفين والعمال والفقراء ؟كلا الشيوعية ليست مجرد نظام اقتصادي بل هي رسالة وعقيدة رسالة مادية اممية تلغي حقيقة القوميات في العالم وتنكر الاسس الروحية والرابطة الدينية والوشائج التاريخية التي تقوم عليها الامة رسالة وليدة الغرب وقومياته المتعصبة المتناحرة رسالة ثائرة على الدين والقيم التي فرضتها الكنيسة في العالم الغربي رسالة تحارب صناعة الغرب المتضخمة فهي لاتخصنا كعرب لانها تحارب امراضا غير موجودة في العالم الشرقي فالشيوعية تريد ان تحارب العصبية القومية عند العرب في حين ان الامة العربية لم تتشكل قوميتها بعد فلم يعرف عن العرب تعصبهم القومي المتطرف وهي تخشى من خطر هذه العصبية على الامم الاخرى في حين ان العرب لازالوا محكومين من قبل الامم الاخرى والا لماكنا مقسمين الى23دولة وكل دولنا تحكم بقبضة حديدية من طرف العملاء والخونة الذي نصبتهم القوى العالمية الكبرى والشيوعية تمنع العرب من التفكير في نظامهم الاقتصادي واشتراكيتهم الخاصة بهم والمستمدة من تعاليم قيمهم ودينهم الحنيف فهي تدعي ان الاشتراكية ماركسية في حين نسوا أن اول ثورة من اجل المظلومين قادها العربي عروة بن الورد قبل ان ياتي اكمل الاديان السماوية وخاتمها ثورة الإسلام والرسالة المحمدية ليقضي على الظلمة وليساوي بين الغني والفقير وبين العربي والاعجمي والابيض والاسود فحسب الماركسيين لااشتراكية الا بالشيوعية وفيها في حين انهم نسوا ان لكل امة اشتراكيتها الخاصة التي تحفظ قيمهم ودينهم المتوارث عبر الاجيال فهذا النظام الكلي الاممي يتجاوز السياسة والاقتصاد إلى الأخلاق والدين وكل ناحية من نواحي الحياة رغم ان الاشتراكية مجرد نظام اقتصادي يتكيف مع حاجات الأمة وتطفو آراء العمال الشرفاء وحرياتهم على سطح بحر السياسة الهائج مع احترام قيمها ودينها وفق تخطيط عقلاني عادل يحول دون استغلال طبقة لطبقة الأخرى ونواتج هذا الاستغلال من فقر وجهل واحقاد وانتقامات وشلل لنشاط أكثرية افراد الشعب العربي فتكون الاشتراكية خادمة للقومية العربية دون ان تعارضها وتعارض دينها وقيمها .إن الشيوعية ليست حزبا او نظاما اقتصاديا بل عقيدة يقضي انتشارها إلى تغيير المقاييس التي حفظت الكائنات ويترتب على نجاحها القضاء على كامل البشرية بالقضاء على قومياتهم .
شكرا لك ولمرورك