أحدث المواضيع

المقاومة والحرب النفسية ــ محمود الجاف



قد يكون من السهل في المعارك الحربية قتل جنود العدو وتدمير ممتلكاته وهذا
الأسلوب تتضح مظاهره وآثاره أمام الأعين , ولكن الهزيمة الحقيقة تكمن في عملية غزو العقل , وقد يفكر بعض العسكريين على أساس الأعمال الحربية فعلا , جنود يتقدمون أو يتقهقرون , اغارات على ارض العدو , معارك بحرية وجوية .. الخ , إلا إن نجاح اغلب العمليات يتوقف تماما على عوامل سيكولوجية , ويتحقق النصر النهائي باستسلام جنود العدو , ويخضع المواطنون في النهاية لرغبات المنتصر أيا كان . 
الحرب النفسية 
هي استخدام مخطط من قبل دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة للتأثير على آراءها وعواطفها ومواقفها وسلوكها بطريقة تُساعد على تحقيق سياسة وأهداف الدولة أو الدول المستخدمة . 
والحرب تشبه إلى حد كبير عداء المسافات الطويلة فلا احد يستطيع القول أن رأسه كان السبب في الفوز أو ساقيه أو رئتيه ولكننا نستطيع القول إن كل أجزاءه شاركت بتحقيق هذا الانتصار . 
لقد انتصرت المقاومة في مجالات كثيرة ولكنها أخفقت في التصدي للدعاية والحرب النفسية ولم تجهز خبراء رغم علمها إنها تقاتل جيوش ذات خبرة عالية ولها تاريخ طويل في هذا النوع من الحروب , ولهذا تمكنت الامروصفيونية من تحويل سياق المعركة وانتصاراتها إلى إخفاقات مستغلة الأخطاء التي وقعت في الموصل وغيرها وأخرها حادثة سبايكر رغم وجود مجازر وجرائم حرب وأعمال يندى لها جبين الإنسانية وملايين القتلى وقصف المدن والأحياء الآمنة بالبراميل المتفجرة والمدفعية كما يحصل للفلوجة والمُغَيبَين وحوادث الاغتصاب وسَرقة وبيع أطفال ونساء ورواج تجارة الأعضاء البشرية ناهيك عن الاستيلاء على ثروات وخيرات البلد ودعم الاقتصاد الأمريكي والإيراني من خلال السيطرة على آبار النفط مستغلين تواطؤ ما يسمى بالأمم المتحدة معروفة الولاء , فالمستعمر مهما كان غرضه خبيث شرير قد يتخذ شكل الحَمَل الوَديع أو حَمامة السلام لكنه في الحقيقة ليس إلا أفعى ملساء تحمل سموم الفتك والدمار واليكم بعض الوسائل التي تستخدم في هذا النوع من الحروب . 

1 . الشتائم
2 . الإرهاب 
3 . التحقير من قوة العدو
4 . التهديد بواسطة التسليح 
5 . الإغراء والتضليل والوعد 
6 . بث الذعر وإطلاق الشائعات 
7 . خلق قوة خاصة جبارة لا تقهر
8 . استعمال الوسائل الفنية الحديثة 
9 . الخداع عن طريق الحيل والإيهام 
10 . استغلال الخلافات الدينية والعقائدية
11 . إثارة القلق باستخدام وسائل غير مألوفة
12 . افتراءات العدو وعرض قضيته التي يقاتل من اجلها
13 . استعمال الوسائل المخططة على نطاق دولي واسع

فقد تمكنت وسائل العدو من اقتناص الفرصة واستغلال مشكلة حصلت قبل احتلال العراق بين البيجات من البو ناصر وبعض الأفراد من عشيرة الجبور لتحول ثورة العراق وأسباب اندلاعها إلى قضية عشائرية الغاية منها تدمير وقتل القبائل العربية التي قارعت المحتل وكل الموالين للثورة بواسطة عميلها المعروف مشعان الجبوري وتحويل الرأي العام لعشائر الجنوب لمصلحة النظام الفارسي وعملائه من اجل المزيد من التحشيد الطائفي بحجة الانتصار للمذهب والدفاع عنه والأخذ بثأر ضحاياهم ونسيان كل الذين قضوا في باقي المعارك , وقد برزت من جديد هذه الأيام ظاهرة التخوين والتكذيب والطعن بشرف ووطنية وإخلاص الكثيرين ضمن نفس اللعبة التي ذكرناها والسؤال هنا .

كيف كشف المُدَعي أن الدكتور خضير المرشدي أو السيد عبد الصمد الغريري أو محمد الشيخلي وعائلته عملاء ؟ هل كان معهم وانسحب , أم انه من المسئولين الكبار في الأجهزة التي جندتهم ولهذا عَلِمَ بهذا الأمر ؟ أم انه مُستأجَر لتنفيذ هذا الواجب ؟ أو إنها أجهزة غبية تسرب أسرارها بسهولة لكل من هب ودب ؟ هل دَفعُ ولدي شَهيدا في سبيل الله رغم صُعوبة الأمر يستوجب أن اتهم الناس وابحث عن مكافئة من احد غير الله , هل تعرفون ما يحصل الآن في بلدكم , وكم حرة يعتليها مجوسي في هذه اللحظة , هل تعلمون أن عوائل بأكملها استشهد أبنائها وأبيدت , هل تعرفون ما حصل ويحصل لي أنا المتكلم وأين أنا الآن وما الذي خسرته ورغمَ هذا لم أُخَوِن اَحد وَلَن اَفعَل . ثم هل هذه الاتهامات ستساهم في تَحرير بَلدك أم العَكس ؟ وهل تصب في مصلحة المقاومة أم أعدائها ؟ هل تحب بلدك ؟ أنا اشكر كل من شارك في مؤتمر المغتربين أو غيره فالدين والأخلاق والعلوم والشرف وكل شيء يحتضر في البلد الذي كان منارة لهذه القيم ولابد من إيصال صوت الحق إلى العالم والإنسانية واشكر الأخت خولة الجميلي على كلماتها ودموعها التي زادتني إصرارا واقبل جبين كل من ساهم ويساهم بتحرير العراق ولو بالكلمة الصادقة أو الدعاء وأخيرا بودي أن تعلموا أن الدكتور محمد الشيخلي فقد إحدى ساقيه واستشهد احد أشقائه في القادسية وكان طيار سمتيه رحمه الله وشارك أخوته في جميع المعارك تقريبا , أليس من الأفضل السُكوت الآن حتى التحرير ثم محاسبة المقصرين إن وُجِدوا لان بَعض الأعمال تَستوجب السرية التامة وقد تُفسَر خطأ .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ : " أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ " ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " إِذَا ذَكَرْتَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ " قِيلَ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : " إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ " . يَعْنِي قُلْتَ فِيهِ بُهْتَانًا . 

إن كل من الجندي والمدني هدفا للحرب النفسية , كما إن العمل السيكولوجي هو الذي مكن في النهاية من حرمان العدو من إرادته في المقاومة وهو الذي يفسد المقاتل كفرد ويجعله آلة قتال غير صالحة لأنه ينتزع منه الشيء الوحيد الذي يمده بالصبر في القتال هو الأمل في الانتصار , فالجندي يشبه الدبابة التي يعلوها مدفع إذا كان يمتلئ بالأمل . لابد من الانتباه لهذا الجانب والاستعانة بخبراء لقيادة المعارك الإعلامية والنفسية والاستفادة من الأخطاء السابقة وملاحظة ودراسة ردود أفعال العدو وكيفية استخدامه لهذا السلاح والله الموفق وهو يهدي سواء السبيل .

الامروصفيونية 
الاسم الذي أطلقته على أمريكا والكيان الصهيوني ونظام الملالي

21 . 4 . 2016
شكرا لك ولمرورك