ياتي الربيع 2016 ربيع نيسان الزاهي على مناضلي حزب الصواب في أقصى نقاط الوطن العربي من بوابته الغربية وهو مصممون على مزيد من التشبث بقيمهم الثورية العليا التي أُرسَّيتْ دعائمها في السابع من هذا الشهر 1947 واطمأنت أسسها وأُحكمت في مسار نضالي راعف بالتضحيات والصمود ودماء الشهداء وبطولاتهم التي صدحت بفخر وشموخ ورجّحت على الدوام كفة ميزان الحق، وانطوت على العظمة في جانبها الأكثر بهاء وأفاءت أغصان عطائها الباذخ على أهلها وعلى الجنس البشري، ليس في الكلمات التي تظل تتطلب برهانا في الأعمال، بل في الممارسة اليومية، في المواقف، في التحديات، وفي الإشراقات للمشاعر الملتهبة توقا إلى الشهادة، في سبيل ما هو مستقبلي، ما هو افضل وارقى في سيرورة المجتمعات،.
كما هو حال الظواهر العظيمة في الكون، تعطي نفسها بغير حدود لكل ما يصعد إلى الأعلى، مرتفعا عن دناءات وضلالات الوجود إلى حيث الحرية والعدالة وقيم الخير، وكلما كانت معاناتها كبيرة سحيقة الغور كانت قوتها وكان استعدادها للتضحية سحيق الغور ايضا.
من هذه الرؤية والاستعداد التاريخي للتضحية قرر مناضلوا حزب الصواب أن يربطوا نيسان برمز آخر من رموز التضحية والإيثار وحمل هموم الناس، هو توصيتهم بجعله يومهم الوطني للتبرع بالدم لصالح المشافي وضحايا الحوادث والمحتاجين إلى هذه المادة الضرورية لحياة من يحتاجها، من هذه الرؤية الثورية توافد مناضلو ومناضلات حزب الصواب مع خيوط صباح السابع من نيسان إلى المركز الوطني لنقل الدم في نواكشوط، ليتبادلوا التهانئ بالعيد وهم على اسرة التبرع بدمائهم الفائرة يمنحون الحياة لاصحاب الوجوه الشاحبة المنهوكة على اسرة تنتظر عملية تحتاج نقل دم غير متوفر، تربط ابتسامات تهانئهم وعربداتهم الطفولية احيانا ربطا عضويا بين نيسان والأمل في الحياة والعيش الكريم والتكامل وكل قيم الخير التي حملها مشروع البعث المعاصر للأمة العربية و مناخات الانسانية العظيمة التي ازهرت في أيامه.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء