أحدث المواضيع

عندما يتحول العقال على رٲس العربي صفرا من الاصفار حكاية عن اشباه الرجال والزيروات ــ د. عبد الكاظم العبودي


دائما اترحم على الرئيس الجزائري الراحل هواري بو مدين بوصفه حكام الخليج واصحاب الابار النفطية ، نقدا وسخطا واستهجانا من مواقفهم المخجلة، فسماهم الرئيس الراحل بومدين في ٲحد خطبه ( الٲصفار).
وكم من مرة سمعت مثل هذا النعت المخزي يرد على السنة الشباب الجزائري وبصيغة التهكم لمثل هذه الحالات بوصف الحكام العرب ب (الزيروات من جمع زيرو) باللغات الفرنسية والانجليزية.
وعندما داس ٲمثال ٲشباه الرجال ، ممن يحسبون على العرب، على عقالهم، في كثير من المناسبات التي تتطلب مواقف النخوة والشهامة العربية، اعود لتذكر قصة العقال العربي ، كما تناقلتها الٲخبار والقصص في التراث العربي، عن ٲصل العقال ومناسبة لبسه ولماذا صار لونه اسودا ، وانقلها هنا اليوم علني اجد عربيا يعيد الاعتبار للنعمان بن المنذر ولعرب العراق وتهزه النخوة العربية لما يجري في ذبح الفلوجة التي تنتهك حرائرها على يد الفرس والاكاسرة الجدد.
(.... قصة العقال لمن لايعرفها ...
العرب سابقا لم يستخدموا او يعرفوا العقال بل كانو يشدون غترة الراس بقطعة قماش ..
والقصة تبدا في زمن النعمان بن المنذر عندما اراد كسرى ملك الفرس الزواج بامرة تحمل مواصفات معينة ، اشار عليه احدهم ان احدى بنات النعمان بن المنذر في العراق تحمل مثل تلك الصفات، فارسل كسرى الى النعمان بانه يريد ان يشرفه بالزواج من احدى بناته .... فرد النعمان بانه موافق شرط ان يعرض زواج ابنته على كل عربي، فان رفضوا جميعا اعطاها لكسرى ..
غضب كسرى وارسل في طلب النعمان بن المنذر ....
فاودع النعمان بناته عند هاني ابن مسعود الشيباني، وذهب الى كسرى فامر كسرى بوثق (ربط) النعمان بعكال البعير وقتله ....
ولما سمعت العرب بذلك الحدث ، اتخذوا عقال البعير الذي اوثق به النعمان تاجا على رؤسهم، فلبسوه منذ ذلك اليوم، وكان لونه بلون وبر البعير ...
ولكن عندما خسر العرب الاندلس، حزن العرب عليها حزنا شديدا وصبغوا العقال باللون الاسود ، وقالو لن ننزع السواد من رؤوسنا حتى ترجع الاندلس ...
ولم ترجع الاندلس حتى اليوم وبقي العقال اسودا ...
وبعدها خسروا القدس 
ولم ترجع... والان يخسروا اوطانهم ..
ويبدو ان اللون الاسود قد اعجبهم في سواد ابناء العرب
اما ملوكهم فقد البسوا رؤوسهم عقال من ذهب او فضة وسائر الالوان الاخرى

لم يبق للعقال العربي منزلة وقيمة النعمان بن المنذر وكسرى يحتل العراق ويحاصر الفلوجة ويرهن حرائرها لذا صدق هواري بومدين حين وصفهم بالاصفار ....

عندما سكنتهم الذلة
شكرا لك ولمرورك