والدي الحبيب
ايها الصقر المهيب
وقامة ممشوقه في الإباء
تحيه لك ..وبعد
هي ذكرى ثوره تموز 1968..وروحك الحره الطليقه ودبابتك التي كنت لاتحب مفارقتها وبزة الدروع الجميله تستحضرني في الذاكره.
لم اكن قد ولدتُ بعد..ولم تكن متزوجاً وقتها ،فقد كنت شاباً فتياً يملؤك زهو الشباب وعناده واصراره الذي يتدفق كشلال قوي.
آمنتَ كما قد رويت لي بعدها بسنوات عديده(حينما اصبحتُ في عمرٍ يعي ويفهم)،آمنتَ بالقضيه وبضروره الخلاص والتوجه صوب حريةٍ كنتَ قد حددت دربها مع رفاقك البعثيين ممن انضموا معك لركب الثوره،ومن قبلها انت وبعضهم ضمن ركب ثورة شباط 1963.ومن بعدها لتكمل تلك المسيره النضاليه الرائعه بحرب الجولان وحرب القادسيه الثانيه التي كنت تصف مشاركتك فيهما بالشرف العظيم.
ابي..
ايها المغوار الممتلئ تضحيه وشجاعه ورجولة نهلت منها مراراً رغم كوني إمرأه،امراه عاشت بخصائل وشمائل رجولةٍ نماها ورباها بعثنا العربي..
انت لم تعلم هذا مطلقاً ،ولم ابح لك به من قبل ايضاً
أجل..
لقد كنتُ استنسخُ كل مافيك من سلوكيات بعثيه وافكار تنطق بها انت ورفاقك في اجتماعاتكم المبسطه في حديقه الدار.
حيثُ كنت اتعمد اللعب في ارجوحه الكراج فقط لأسترق السمع ومن ثم لتطبعها الذاكره بفرحٍ غامر.
حتى انني في ذلك العمر الصغير جدا كنت قد طلبت من عمي الصغير ان يجلب لي مفكرة من الجلد كالتي تحملها انت ورفاقك الوسماء وتكتبون فيها ملخصات اجتماعاتكم الحزبيه،ليجلبها لي بعد اصرار والحاح كبيرين ،فأجلس متخيلة انني في اجتماع حزبي وانني منظمه الاجتماع والعابي الجميله هم رفاقي من المجتمعين.
كنت وقتها قد كتبت اول جمله في تلك المفكره البهيه
هل تعلم ماذا كتبت،
وحده..حريه..اشتراكيه
ابهى واقدس ثلاث كلمات خطتها يدي الغضه
طبعا لم اعي وقتها ماتعني،ولكن قلبي كان يقفز من الفرحه كلما فتحت الصفحه وقرأتها..
ليست مجرد كلمات اسطرها للتكرار والروتين،هي واقعٌ عشته ولمسته وآمنت به من ايماني بك.
ابي الحبيب..
أتذكر حينما كنت ورفاقك الوسماء وانتم تحتفلون سنوياـ بذكرى مجد الثوره وشجاعتكم فيها ،وقالب الكيك الجميل وشموع الابتهاج وضحكاتكم على تلك الذكريات الغاليه،وبززكم العسكريه المهيبه
وكان جميعكم يتناوب بالدور يحكي طبيعة مشاركته ودوره وبعض اسرارٍ كنتم تتشاركونها فيما بينكم .
كنت استرق السمع اليكم احياناً(سامحني على ذلك ...من باب الغبطه لا الفضول).
فقد كنتُ مبهوره جدا ومفعمه بتلك الحقبه وبأمتلاكي اباً(شجاعا بشهاده الجميع)..وكنت احلم ان اكون مثلك ورفاقك في تلك الخصله العظيمه..شجاعه..مغواره..وذات روح حره طليقه تتنفس العلياء وتصنع الامجاد.
وقد لااكون امتلك نفس حيثياتك لكنني على نفس الخطى.فهانا ياوالدي العزيز اسير وفق نفس النهج القويم،الذي قد عاهدت نفسي عليه وعاهدتك فيه سراً بعد غيابك
ان اكون امتدادا آخر لك،وظلاً يماشي ظلك في دروب البعث الشجاعه ومع ثلة تمتلك نفس ماامتلكت انت ورفاقك الراحلين
حب الوطن،الوطنيه الاثيريه،الثبات في الحق..ثلة وجدت نفسي بها بعد ماحدث ابان الاحتلال عام 2003 الاسود.
وكأنني بهذا أُحي تلك الامجاد البعيده ،وكأني احيط نفسي بك من جديد من خلال رفاقي الجدد وبيتي الجديد ووطني المصغر
(تنظيمات الاتحاد العام لشباب العراق في المهجر).
مرحله جديده في مسيرتي الصغيره هذه اضع فيها اولى الخطى على الدرب الصحيح.
ابي ..
كل عام وانت ورفاقك وثورتكم الطاهره بكل خير
ورغم ان لاقالب حلوى ولاشموع ولاضحكات ولاصور توثق احتفالكم بعد الآن (حيث صعدت ارواحكم للباري منذ بضع سنين)
الا انني عاهدت نفسي وربي اني سأكمل هذا الاحتفال بكل طقوسه ومراسيمه المحببه لقلبي مع اولادي الصغار وعائلتي الحبيبه..
استذكرك واستذكر معك كل تلك الخصال والمبادئ الراقيه التي زرعتها فينا وزرعها فيك درب نضالكم المبجل.
استذكرحينما كنت تعلمني الصدق
وكنت تقول لايستقيم نضال بدون ايثار
الايثار هو اول الخطوات
ويليه الاخلاص في الحب
ثم القوه والاقدام
وكنت استذكر تلك الحكم النبيله التي كنت تقولها لرفاقك في بعض اجتماعاتكم الحبيبه
ابدء نضالك بنفسك اولاً ليكون منطلقا لنضالك لقضيه اسمى
فنضالك في نفسك وتوجهيها نحو المسار الصحيح هو اولى درجات النضال.
ارقد بسلام ايها الحبيب الغالي
ابنة دربك دوماً
المحبه نوادس
الموقع الرسمي للاتحاد العام لشباب العراق في المهجر اتحادنا عضو دائم في اتحاد الشباب العربي وعضو مؤسس لمنظمة ناسيو لطلبة وشباب عدم الانحياز ويرتبط بالموقع مجموعة اعلامية متكامله على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب والانستغرام
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء