أحدث المواضيع

بطالة اليد وفساد العقول



مهند الدوري / الاتحاد العام لشباب العراق في المهجر 

ان تطور اي بلد يبدأ بشبابه ترعاهم الدولة وتبذل جهدها في سبيل راحتهم لإدراكهم أهمية الدور الذي يلعبوه في بناء الحضارة , وحتى إن بعض الامم المتقدمة حرمت العمل على الشباب حتى انهاء مراحلهم الدراسية متكفلة بكافة متطلباتهم وتخصيصها لمرتبات شهرية عالية لهم لتوفير احتياجاتهم ودفعهم لبذل الجهد الاقصى من اجل تنمية عقولهم بالعلم والمعرفة , عكس هذا الاتجاه يسير العراق اليوم بشبابه نحو المطبات التي اصطنعتها حكومة الاحتلال .
حيث انخفضت نسبة العاملين من بين الشباب لتقارب نسبة البطالة الـ 70 % هذه الازمة التي انتشرت بشكل لم يسبق له مثيل في ارض الخير والبركة ومع تزايد الاسباب يوما بعد اخر وعدم الدفع بالحلول لمعالجتها حتى انحدرت بحدة لتتخطى هذه النسب المرعبة , ولا عجب فاقتصاد هذا البلد النفطي الزاخر بالخيرات قد اعلن افلاسه بوجود زمرة فاسدة تهيمن على مفاتيح الحكم , ليعاني الشباب المثقف بعد كل ما بذلوه من جهد وتعب كابوس الحياة تحت مسمى عاطل عن العمل , وحتى ذوي التخصصات العلمية المرغوبة اجبروا على طرق الابواب واستجداء اي عمل بسيط يأويهم يوما بعيدا عن الموت جوعا , هذا ان لم تحصد ارواحهم بأزمة امنية مفتعلة او حادث ارهاب وهمي او رصاصة طائشة . 
وفي حين ان البعض الاخر من اصحاب الشهادات العليا والاختصاصات الحيوية يعملون كسواق للتكسي او عمال بالاجرة بدلا من تسنمهم مواقع هم اهل لها بدلا من اصحاب المعارف ومزوري الشهادات وكل من ادعى العلم ليسير بعلمه المزعوم بالبلاد نحو قاع الفساد والتقاعس عن خدمة الوطن والمواطن .
حيث كان من الاجدر ان يتم تشغيلهم وفق نظام حكومي مركزي يوزع الكفاءات حسب تخصصها على مؤسسات الدولة كما كان معمولا به في ضل النظام الرشيد , يفتقر العراق اليوم لمثل هذه الخطط وانتفاع (ساسة البلد) بتجاهل هذه الأزمة , وما دفع بالشباب نحو الهاوية الا سياسة حاكميها , هذه السياسة التي دفعت بالعديد منهم نحو منحدرات الفساد بمختلف اشكالها تنفيسا عن غضبهم وعوزهم للرعاية وسوء احوالهم , وما حصل في الفترة الاخيرة من انتشار للمخدرات والدعارة وحوادث السرقة الا دليلا ملموسا على ما يسير الوطن اليه , وكما ان من الممكن ربط ازمة البطالة بما حصل من انتماء عدد من الشباب الى الميليشيات المهيمنة وجذبهم بالاموال والاغراءات الاخرى لغسل عقولهم وتشبيعهم بالحقد والنزعات الطائفية .
وربما لنا ان نطرح تساؤلنا عن الفرق بين دولة الامارات والعراق الذي يملك ضعف ما لديها مع ذلك تفوقه بملايين المرات من بتطورها وعمرانها ورفاهية ابنائها .
عملت دولة الامارات على جذب المشاريع الاستثمارية ومد الشركات بذوي الخبرة من الاماراتيين الشباب ليعملوا ضمن القطاعات المختلفة وبرواتب عالية , كان من الاجدر ان تعمل الحكومة (فرضا) كواجب لحاكميتها على ارض تملك كل مقومات النهوض على الاستثمار الداخلي وتزويد القطاعات الخاصة واصحاب المشاريع برؤوس الاموال لدعم تشغيل اكبر عدد ممكن من الشباب المتعلم او حتى اليد العاملة العراقية بدلا من اجبارهم على السلوك نحو طريق الانحراف .
ان السبب الذي يدفع الحكومة العميلة واذيالها نحو هذا الطريق الدنيء هو لتدمير اشد الدول وقوفا مع الحق ضد اطماع ايران الصفوية الباطلة , ثم تمكنوا منه اليوم بفعل الخيانة لذا يحاولون منع ارتقائه مرة اخرى عن طريق اذنابهم الموجودين على رأس السلطة في العراق , فما ازمات الغلاء والبطالة وسوء المعيشة الا خطة مدبرة تهدف الى جذب اكبر عدد ممكن من الاشخاص وخاصة الفئات العمرية الشابة وتطويعهم ضمن الاجندات التخريبية والعدوانية التي ينتهجها ممثلي السلطه الصفوية في بلدنا , وما قانون حظر البعث الا احدى طرقهم الخبيثة للنيل من العراق وطنا وشعبا ليحلوا مجلسهم فيه كيفما شاؤوا .
وعكس ذلك فقد ابت نفوس شباب الوطن ان يرزخوا تحت نير عبوديتهم فنظموا التظاهرات واعدوا الحملات للوقوف في وجه رؤوس الشر والباطل المتمثلة بحكومة طهران ويدها (حكومة العملاء), واستمرار مثل هذا التنظيم يدعوا للتفائل فهو اثبات على الوعي الشبابي بمخططاتهم وما يحاك ضدهم خلف اسوار المنطقة الغبراء ,كما اثبت المثقفون وحدتهم ضد المساعي التخريبية التي تحاك ضد حضارتهم , تزداد مثل هذه المواقف يوما بعد اخر , حتى بدأت اعداد المشاركين ترتفع بعد ان كانت ثابتة تعيش في سكون وصمت , وانسحاب العديد ذوي العقول من احزاب الفشل وميليشيات السقوط الاخلاقي بعد انكشاف مدى الزور والبهتان الذي يسيرون عليه خلف مراتع الشر رؤساء الاحزاب الحاكمة , كل ذلك قد اعطى الحافز الاساس لبقية احباب الارض .
وتزداد غبطتنا فرحا حين نسمع ونتلقى تشجيع اخواننا من الاقطار العربية الاخرى وشباب العالم بأسره المؤيدة للمواقف الوطنية والمستنكرة لأذناب الظلام وضباع الجهل محفزة قلوبنا بنبض الصمود لتستمر انفاسنا على هذا الطريق .
كشاب ليس لي سوى الدعوة ان تنهض الاعناق نحو مجدها وترفض الاياد قيود اسرها في سجون الجهل والتخلف متسلقة جدار الحرية حتى نيل قمته مهما طال الطريق وصعبت المواجهة فهي لابد منها .
شكرا لك ولمرورك