بسم الله الرحمن الرحيم
النص الكامل لمقابلة الرفيق صلاح المختار مع جريدة العرب
|
اجرت صحيفة العرب اللندنية مقابلة مع الرفيق صلاح المختار التي نشرت يوم 8/2/2017 وبسبب ادخال تغييرات في المصطحات ننشر النص الدقيق لاجوبته:
الحرس القومي تجربة رائدة في تسليح الشعب
لماذا الحرس القومي؟
بدايات تاسيس الحرس القومي بالاصل كانت عفوية ففي عام 1959 وبعد انتهاء النظام الملكي اراد الديكتاتور عبدالكريم قاسم الذي انحرف بثورة 14 تموز عام 1958 واعدم خيرة ابناء العراق وضباطه من القوميين العرب شكل الحزب الشيوعي العراقي بدعم من قاسم ما سمي ب(المقاومة الشعبية) التي مارست ارهابا دمويا غير مسبوق في العراق ذهب ضحيته مئات العراقيين خصوصا البعثيين كانت فيه مجاميع المقاومة الشعبية تتجول في المناطق ذات الاغلبية القومية المناهضة لشعوبية قاسم وتعتقل او تعتدي على من تشاء وتعلق اللافات الاستفزازية التي تشتم العروبة وقائدها انذاك المرحوم جمال عبدالناصر، في تلك اللحظات التاريخية نشأت نوايات الحرس القومي كرد فعل طبيعي على اعتداءات دموية، فظهرت مجاميع بعثية مسلحة سرا تحمي مناطقها خصوصا في الليل وتطرد المقاومة الشعبية التي كانت تأتي للقيام بالاعتداءات،
فتحققت الخطوة التمهيدية لانشاء الحرس القومي وهي فرز وتحديد العناصر المؤهلة للقتال وحمل السلاح ودربت تلك المجاميع سرا في البساتين والمناطق الخالية. وعندما تقرر اسقاط حكم قاسم بعملية ثورية مشتركة بين العسكر والمدنيين كان للحرس القومي دورا اساسيا وليس ثانويا فيها، اذ كلف الحرس القومي باعتقال قادة عسكريين يشكلون قوة نظام قاسم الاساسية في بيوتهم لمنعهم من دعمه بينما تولت مجاميع اخرى من الحرس القومي السيطرة على مراكز الشرطة والمناطق الحيوية في بغداد واستخدام اسلحتها لضبط الامن.
وبالفعل انتشر الحرس القومي واعتقل قادة عسكريين وهم في بيوتهم او عند خروجهم للالتحاق بوحداتهم العسكرية او قتلوا اثناء اشتباكهم مع الحرس القومي فجرد قاسم من بعض قادته العسكريين بينما احكم الحرس قبضته على اغلب شوارع بغداد خصوصا التي تمر منها الدبابات والقوات المشاركة في الثورة الشعبية وكنت انا من بين الذين كلفوا بالسيطرة على المدخل الغربي لجسر الشهداء في الكرخ وهذه التجربة كانت قفزة نوعية في دور المدنيين في الانتفاضات المسلحة وتغيير انظمة الحكم قام بها البعثيون.
هل فشل الحرس القومي؟
وبسبب قلة التجربة وشبابية الثوار في الحرس القومي والنظام الوطني الجديد الذي اسقط قاسم من جهة ونتيجة لوجود عمليات تأمر خارجية وداخلية فقد اسقط حكم البعث بعد 9 شهور وقبل ان يبدأ بتطبيق خطته النهضوية واستشهد الكثير من افراد الحرس القومي وهم يقاومون انقلاب عارف من جهة ثانية. ولكن ذلك لا يعني فشله بل انه افشل عمدا وتخطيطا ورغما عنه ولهذا بقيت الضرورة التاريخية والوطنية قائمة لمواصلة العمل لاعادة بناء القوة الشعبية المقاتلة فكانت ثورة 17 تموز1968 مناسبة طبيعية لتحقيق ذلك.
فالحرس القومي كان جيش احتياطي عراقي وظيفته اكمال وظيفة الجيش الوطني ودعمه لحماية العراق وشعبه وهويته العربية اثناء الحرب خارجيا وداخليا فهو يخدم العراق والامة العربية وليس قوة تخدم اهداف استعمارية مثلما نرى الان ما سمي ب(الحشد الشعبي) وهو في الواقع وكما نراه في ممارساته قوة شعوبية تخدم اسرائيل الشرقية (ايران) علنا وبصورة رسمية وبلا غطاء وتخضع لقاسم سليماني ويجاهر افرداها بانهم لو نشبت حرب بين العراق وايران فانهم سوف يقاتلون ضد العراق دعما لايران وهو ما اعترف به اكثر من نغل ايراني من الحشد من بينهم واثق البطاط، وهذا بحد ذاته يكفي لاثبات ان الحشد الشعوبي قوة معادية للعراق وشعبه وتخدم اسرائيل الشرقية رسميا وفعليا وتقوم بمهمة خطيرة وهي تسهيل غزو اسرائيل الشرقية للعراق لاجل تغيير التكوين السكاني له بتفريسه وعلى عكس الحرس القومي الذي كانت وظيفته الاساسية حماية العراق وهويته وشعبه.
ما هي ثمرة انشاء الحرس القومي بصفته الشعب المسلح؟
ما ان استقرت ثورة 17 تموز حتى اعادت تشكيل الحرس القومي ولو باسم اخر وهو الجيش الشعبي ثم وجيش القدس، الذي درب اكثر من ستة ملايين عراقي على حرب العصابات وكان المصدر الرئيس هو والجيش الوطني العراقي لالاف المقاتلين الذي انخرطوا بصفوف المقاومة العراقية، التي اثبتت ان انشاء الحرس القومي خطوة تاريخية اعدت ملايين العراقيين للتحول الفوري الى مقاتلين ضد اي غزو فلولا التدريب العسكري وتوزيع الاسلحة على العراقيين لما قامت اول مقاومة مسلحة في التاريخ فور دخول بغداد وبالاف المقاتلين وهذه ظاهرة فريدة في تاريخ الحركات التحررية التي كانت تبدأ بافراد ثم تتسع تدريجيا وربما يتخذ ذلك سنوات طويلة.
والان الحرس القومي نجده في كل بندقية تقاتل الاحتلال الايراني مثلما قاتلت الاحتلال الامريكي وهزمته فهو اذن كان ومازال ضرورة وطنية عراقية وقومية عربية تفرض على كل الاقطار العربية تأسيس منظمات شعبية مسلحة لمواجهة العدوانات الخاريجية التي تعاظمت والتي تعجز الجيوش النظامية بمفردها عن مواجهتها نظرا للتفوق الكمي والنوعي للعدو الثلاثي المشترك وهو امريكا واسرائيل الغربية واسرائيل الشرقية.
|
التالي
المشاركةالتالية
المشاركةالتالية
السابق
المشاركة السابقة
المشاركة السابقة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء