كاظم عبد الحسين عباس
سنعتمد في مقالنا هذا على أسلوب المحاكمة العلمية المنطقية الاستنتاجية وبالعودة إلى ما ورد في فيديو يظهر فيه العبادي رئيس وزراء حكومة الاحتلال التي يديرها الأمريكان والإنجليز والكيان الصهيوني وإيران ويشتغل فيها حزب الدعوة الإيرانية وشركاءه من الأحزاب الفارسية وميليشيات إيران كموظفين من الدرجة الثانية نزولاً. لن ننشئ كلمة واحدة من رؤوسنا بعيدة عن معنى المحاكمة التي تثبت للعالم وأولهم العرب أن العبادي ليس رئيس وزراء دولة بل مجرد شرطي أو بائع باذنجان وبصل وطماطم في أي شارع خلفي من شوارع محافظة عراقية وأنه إما جزء من خطة اختطاف (ضيوف العراق كما يسميهم) أو من فريق
الاختطاف نفسه. وسنعتمد على فيديو آخر يظهر فيه أحد زعماء دولة القانون (أحمد الساري) من على قناة تلفازية عراقية يتحدث مدافعاً ومبرراً لعملية الاختطاف ومتبنياً لها تبنياً علنياً سافراً مفضوحاً دون أن يرف له جفن ولا تعرق له جبهة، يعني لا خوف من دولة العبادي، وهو شريكة في البرلمان والحكومة والأحزاب والمليشيات، ولا حياء من شعب العراق مما يؤكد وكمؤشر إثبات أولي أن العبادي وحكومته وبرلمانه كان ضمن خطة أو ضمن فريق الاختطاف.
ادعى العبادي دون خجل ودون التفات إلى كونه (رئيس وزراء) بأن المختطفين هم (ضيوف العراق) وحمايتهم كانت واجب (عراقي) وأنهم قد دخلوا العراق بطريقة رسمية حيث حصلوا على (فيزا رسمية) وأضاف بأنه لو لم تكن (فيزتهم رسمية) لكان الأمر مختلف. وأكد العبادي أنه لم يكن راضياً عن منح التأشيرات (قلت لهم الآن مو وقت صيد)!!. وأدان العبادي الأطراف التي أساءت لسمعة العراق بقيامها بهذه العملية وادعى بأن ما يتم تسويقه من تبريرات تخص إنقاذ (شيعة) في سوريا أو تنقذ (سنة) في مكان آخر لا تخدم العراق بل على العكس. وادعى أنه لم يكن هو وحكومته على علم بالأموال الضخمة التي نقلتها قطر إلى بغداد!!!! ومضى متمادياً أنه يعتبر الملايين الكثيرة من اليورو إنما تدخل في إطار غسيل الأموال مارسها الجانب القطري….
دعونا نبدأ محاكمة هذا الجزء الذي شاهدناه في الفيديو الذي ظهر به العبادي لنرى ما له وما عليه:
كان على العبادي أن يتجنب استخدام تعبير (ضيوف العراق) لأنه لم يتمكن لا هو ولا وزارة داخليته المكلفة بحماية (ضيوف العراق) من حمايتهم. أن كثير من المهتمين بشؤون الإرهاب سيذهب فوراً إلى إسقاط أية قيمة لادعاء الضيافة واعتبارها مجرد ادعاء يخفي حقيقة الدور الذي لعبه العبادي وحزبه وشركاءه في عملية الاختطاف تخطيطا وتنفيذاً. فالعبادي يعرف أنه غير قادر على حماية العراقيين في بيوتهم وحاراتهم وشوارعهم فكيف سيستطيع حماية ضيوف للعراق ؟.
من المستحيل أن نتوقع من العبادي ولا من غيره أن يجد ستاراً يتخفى خلفه من الألفاظ التي يظن أنها تنجيه من التورط في عملية لا وصف لها إلا بكونها إرهاب. وان ما يسوقه من تبريرات كلها في حقيقة الأمر تدينه هو وحكومته وجيوشه وميليشياته وحشده.
الدولة التي لا تستطيع حماية ضيوف من النوع الذي نتحدث عنه وما يمكن أن يحصل من تداعيات لاختطافهم ليست دولة ورئيس الوزراء الذي يحاول أن يلعب بالألفاظ للتغطية على حقيقة صلته بعمل إرهابي تقدم عليه ميليشيات تقاتل مع حشد العبادي الذي يدعي أنه جزء من المؤسسة العسكرية الرسمية هو ليس رئيس وزراء دولة بل رجل إرهاب.
وحيث أن جميع المصادر الإخبارية والمراجع وقنوات الفضاء التي تناولت حدث الاختطاف تجمع على الدور الإيراني المباشر والذي تبنى التخطيط للعملية الإرهابية ويصل إلى حد وجود مجموعة أمنية إيرانية ساهمت في إخفاء الأسرى وحراسة مكان احتجازهم طيلة فترة الاختطاف تضع العبادي أمام احتمالين:
الأول أن إيران تصرفت في العراق وبأمر يمس سيادة العراق وأمنه بدون علم العبادي وهذا عار على العبادي وحكومته وحزبه وهو احتمال ضعيف وغير مرجح.
الثاني: إن إيران قد أصدرت الأوامر كدولة احتلال للعراق لحكومة العبادي مباشرة أو عبر ميليشيات (شيعة إيران الصفوية) وعبر تشكيلاتها المتحكمة بالشأن العراقي وهذا هو المرجح وهو عار وذل على من يدعي السيادة ويظن انه بمجرد الإدلاء بعبارات مرتبكة مرتجفة يمكنه أن يخدع شعبنا. وقد ذهب هوشيار زيباري وزير الخارجية والمالية في حكومتين من حكومات الاحتلال إلى هذا المذهب في تفسير الحدث حيث أكد أن العملية برمتها قد أطاحت بسيادة العراق (راجع المصادر في نهاية المقال). أما في موضوع منح التأشيرات للصيادين القطريين فقد كان العبادي متهالك بكل معنى الكلمة. فمن عثرته في وصف (التأشيرة غير الرسمية) إلى عثرة أعظم وهي القول بأنه لم يكن موافقاً على منح التأشيرات. فلأول مرة نسمع عن (زعيم دولة) تعرض عليه قضية منح تأشيرات دخول للبلاد هي من اختصاص دائرة فرعية في وزارة الداخلية. بل أن من المستغرب أن تعرض القضية حتى على وزير الداخلية وليس رئيس الوزراء بلحمه ودمه في اجتماع لمجلس الوزراء أو بشكل شخصي حيث لم يفصح عن ذلك العبادي. ثم.. أليس عيباً على شخص يحمل لقب رئيس وزراء أن يظهر بهذا المستوى الضحل من اهتزاز الشخصية بحيث يؤكد ضمناً أن التأشيرات قد فرضت عليه فرضاً حيث يعترف بعظمة لسانه أنه لم يكن موافقاً عليها.؟ وحيث أن العبادي لو كان يمتلك ذرة فطنه لتجنب ذكر عدم رضاه عن منح التأشيرات لأنها لا تخدم خطابه لا كشخص بذاته ولا كموقع رسمي وإذا كان يظن أن هذا المرور العاجل في ادعاء رفض منح التأشيرة قد ينقذه ويخلي مسؤوليته فهو على خطأ.
إن وزارة الداخلية التي عجزت عن تحقيق الحماية لمن أدخلتهم رسمياً هي الأخرى لا يمكن أن تتبرأ من مسؤولية التخطيط المسبق مع إيران للقيام بهذا العمل الإرهابي الجبان خاصة وأن الوزير محمد الغبان هو أحد قيادات فيلق بدر الإيراني ودوره مؤكد بتوفير الضحايا للفك الإرهابي المتوحش الفارسي.
ثم: هل يوجد شرعة أو قانون أو عرف في العالم يبيح اختطاف ضيوف في بلد دخلوه رسمياً لتحقيق الغايات التي سعت عملية الاختطاف إلى تحقيقها وهل يوجد وصف للعملية غير الإرهاب؟ ألا ساء ما يجنون.
ولو انتقلنا إلى فقرة أخرى في تبريرات العبادي التي تتعلق بملايين الدولارات التي يدعي أنهم ضبطوها عند وصول الطائرة القطرية. هنا أيضاً كان العبادي مرتبكاً وضعيف الحجة بل ومداناً بفضيحة مجلجلة. فالمفاوضات التي استمرت قرابة سنة ونصف بين قطر وإيران والمليشيات (العراقية) و (السورية) المتورطة في هذا الحادث الإرهابي كانت في جلها تدور على أرض العراق وقريباً منه يشارك فيها ممثلين عن المليشيات التي استنكر العبادي تورطها في مغالطاته المفضوحة. وجميع المصادر التي تناولت الموضوع تتحدث عن اتفاقات وغايات ذات بعدين في عملية الاختطاف هما:
طائفية عابرة للحدود تتعكز على خديعة إنقاذ مواطنين سوريين والله وحده يعلم حقيقتها ونحن نقول بغض النظر أنها عمل إرهابي إيراني أدارته وعاونت فيه إيران الرسمية وأذرعها الميليشياوية في العراق ولبنان وسوريا فضلاً عن مخابرات النظام السوري. وهو عمل إرهابي بامتياز لأنه يحقق غايات معينه عبر تعريض حياة بشر للخطر.
الأخرى مادية بل ومادية ضخمة وليس فدية عادية حيث وصلت التقديرات للمبالغ التي نقلت إلى بغداد إلى مليار ونصف المليار دولار أو ما يعادلها باليورو.
وهنا .. نقول.. أن العبادي يكذب كذباً مفضوحاً في عدم معرفته بالمال المنقول كفدية لأنه إذا كان صادقاً فصدقه يعني إما أن حكومته لا تمتلك امن ولا مخابرات ولا وزارات أمنية. والتكذيب الذي بثه العبادي يكاد يكون أحد البراهين على تورطه فجميع ما بث من معلومات في وسائل الإعلام التي سنرفق روابط بعضها في نهاية المقال تؤكد ضلوع وزارات وجهات أمنية وبرلمانية وفي صدارتها حزب الدعوة العميل وكتائب حزب الله العراق وأبي الفضل العباس وبدر وغيرها في المفاوضات التي جرت بالخطين الطائفي والفدية المالية. .
إذن: رئيس الوزراء يعلم بالمال المنقول وأميركا أيضاً تعلم به وطبقاً لوكلاء مخابرات أميركا فإن أميركا هي التي مسكت المال في مطار بغداد وسلمته للعبادي. كما أن قطر أكدت رسمياً على أن العبادي وحكومته وبرلمانه على علم بكل التفاصيل المرتبطة بالتغيير الديموغرافي في البلدات السورية وبالأموال المتفق عليها كفدية.
بقى أن نلقي ضوءً كاشفاً على ما أعلنه أحمد الساري (دولة القانون) في مقابلة متلفزة من أن عملية الاختطاف شرعية وإنسانية وهدفها إنقاذ (شيعة سوريين) وشبهها بشخص يصلي ويحدث طارئ يضعه أمام خيار الاستمرار في الصلاة أو قطعها لإنقاذ حياة شخص. كان أحمد الساري صريحاً وقبيحاً في دفاعه عن عملية الخطف غير أننا نتساءل عن صدق ادعاءاته الإنسانية:
إذا كان الساري وهو يتحدث كناطق باسم الجهات الخاطفة إيران والمليشيات وحكومة العبادي ممثلة بوزارة الداخلية البدرية يقول بشرعية وإنسانية عملية الاختطاف التي لم نسمع طرفاً يسميها بغير هذا الاسم الإرهابي الخالص فلماذا طلبوا فدية تصل إلى مليار دولار وقد تكون أضخم فدية عرفها تاريخ الاختطاف الذي مارسته حكومة الاحتلال وإيران والمليشيات في العراق على مدار ١٤ سنة ضد مواطنين عراقيين وقتل الخاطفون الآلاف منهم رغم تسلمهم للفدية وطالت عمليات الاختطاف نساء وأطفال وأطباء ومهندسين وضباط وغيرهم.؟
إن ما حصل في عملية اختطاف الصيادين القطريين هو عمل إرهابي ضخم دبرته ونفذته الحكومة الإيرانية ومعها نظام الأسد في سوريا وبأذرع ميليشياوية هي بمثابة الحراب والخناجر لإيران الإرهابية ومن ضمنها العبادي وبعض وزاراته وأطراف في البرلمان الاحتلالي. وتتحمل أميركا وبريطانيا بالدرجة الأساس مسؤولية مباشرة وغير مباشرة لأنها تدير عملياً سلطة الاحتلال الإيراني وميليشياته في العراق المحتل.
لا شيء إنساني في خطف القطريين بل إرهاب طائفي وبلطجة للحصول على مليار دولار توزع بين الإرهابيين بما فيهم حيدر العبادي وأحمد الساري وآخرين بضمنهم سلطة الاحتلال الإيرانية قاسمي والسفير الايراني وزعيم بدر هادي العامري.
رابط المقال اضغط هنا
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء