كاظم عباس عبد الحسين عباس
رافق تسلم السفير الإيراني الجديد مهام عمله في بغداد ممارسات غريبة و (جديدة) لم تشهد لها الأعراف الدبلوماسية لا في العراق ولا في أية دولة مستقلة ذات سيادة مثيل. ولعل من الفارق أن نربط بدءاً بين استبدال السفير وبين وضع اللمسات الأخيرة لملف المختطفين القطريين في العراق الذي خططت له ونفذته إيران وبالمشاركة مع المليشيات الصفوية وحكومة العبادي الخاضعة لإدارة طهران وتوجيهاتها ومثل قمة من قمم الإرهاب الدولي والمليشياوي أمام مرأى ومسمع العالم المخرس. والمفارقة الأخرى في هذا السفير أنه ضابط عسكري له باع طويلة في العمل مع المليشيات الصفوية في العراق وسوريا ومع الأحزاب الإيرانية التي تتربع على عرش سلطة الاحتلال الإيراني. إنه مساعد قاسم سليماني في قيادة الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس الفارسي المجرم!!!
ومن المهم أيضاً أن نذكر في هذا السياق أن استبدال السفير بضابط عسكري متخصص في شؤون الساحتين العراقية والسورية يأتي ضمن ملامح المشهد الغامض في الصلة بين المشاركين في احتلال العراق كل من أميركا وبريطانيا من جهة وإيران من جهة أخرى.
وبغض النظر عن الدلالات المهمة لما أشرنا له أنفا فان الماكنة الإعلامية التي رافقت تسلم هذا (السفير) لمهامه في بغداد وطبيعة (الترحيب) الجديدة والغريبة والمبتكرة التي تولت الأحزاب الإيرانية والحكومة العميلة تنفيذها وخاصة على صعيدي العشائر (الشيوخ) وعلى صعيد ما يسمى برجال الدين (المعممين) توحي بالدور الأهم والأخطر ل إيرج مسجدي وهذا هو اسمه. الأهمية التي نتحدث عنها نعني بها تلك التي يظهرها حزب الدعوة العميل وزعاماته المتمرسة في الخيانة كونهم يعاملون سيدهم إيرج مسجدي كوالي أو حاكم فعلي للعراق المحتل من إيران وكونهم هم جنود سابقين وموظفين حالياً عند إيران. والرموز الضحلة للشيوخ الذين استخدمهم نوري المالكي كمرتزقة والرموز الضحلة للمعممين من (سنة السلطة وسنة حزب الدعوة الخائن) الذين استقدمتهم حكومة الاحتلال لتقديم فروض الطاعة للسفير الإيراني للإيحاء بطقوس تقديم الولاء للوالي أو الحاكم الجديد للاحتلال الإيراني على العراق.
الصورة المرفقة مع الموقف تظهر جنود إيران مع قائدهم السفير الجديد (الوالي) وهم كل من نوري المالكي وأبو مهدي المهندس وهادي العامري إبان الحرب التي شنتها إيران على العراق وأدامتها وأصرت عليها ثمان سنوات أملاً في تحقيق أهدافها في احتلال العراق غير أن جيش القادسية الثانية وشعبها بقيادة القائد العربي البطل صدام حسين ورفاقه الأبرار قد قبرت أحلام البوم وهزمت إيران شر هزيمه.
الصورة التي أرفقناها في غاية الأهمية ليس لنا فنحن على علم ودراية بكون الأحزاب التي نسميها إيرانية صفوية أو مجوسية (الدعوة، المجلس، حزب الله العراق، منظمة العمل ، وفيلق بدر وغيرها) بل للعرب ولغير العرب ممن يتصرفون سياسياً وإعلامياً مع حكومة الاحتلال على أنها عراقية وأن هذه الأحزاب كانت تعارض نظامنا الوطني وقيادتنا التاريخية وهذا خطأ وكذبة ومغالطة:
إيران تحارب العرب بعقيدة قومية خالصة وتتخذ من الدين والمذهب غطاءً للاختراق ومصيدة مغفلين وبسطاء. وإيران هي من اختار الصراع العقائدي وهيأ مستلزماته وأدواته ضد الأمة العربية. والأحزاب التي تسمى زوراً بالمذهبية أو تمثل طائفة هي من بين الأدوات التي صنعتها إيران لحربها العقائدية الفارسية علينا ولتكون خناجر غدر من داخل بيئتنا.
فهؤلاء جنود إيرانيون.
قاتلوا مع إيران لإنجاح المشروع الاحتلالي لدولة الولي الفقيه.
قاتلوا لإنجاح مشروع تصدير الثورة الخمينية الذي أعلنه خميني بوضوح لا لبس فيه.
هؤلاء هم جنود العقيدة القومية الفارسية المغطاة زوراً بغطاء المذهب والدين وهي لا دين ولا مذهب لها.
وقد آن الأوان لإخوتنا العرب في كل مكان أن ينتقلوا إلى مرحلة فهمنا التي طالما أعلنا عنها بصدق وواقعية. إن حزب الدعوة ومعه كل أطراف ما يسمى بالائتلاف الوطني إنما هم جنود العقيدة الاحتلالية الفارسية ولا ينتمون للعراق إلا بالجنسية التي لا يحترمونها ولا يرون فيها مقياساً لوطن ولا لوطنية بل هم يرون في (المذهب - الستار المزيف) هو القانون الذي يحكم حياتهم وسياساتهم وعلاقاتهم كلها. إنهم عبيد إيران الفارسية وعبيد دولة الولي الفقيه... وهنا وبناءً على هذا فإنهم يتعاملون مع السفير الجديد وما قدموه له هم وأزلامهم ومرتزقتهم على أنه الحاكم الفعلي للعراق والقائد العسكري الذي سيتولى مهام إدارة دفة الاحتلال الإيراني للعراق وإدارة أحزابه (التي توصف بالشيعة رياءً) في المرحلة التي تلي حقبة إرهاب داعش التي خلقتها إيران وبمساعدة الاحتلال الأمريكي والبريطاني.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء