أحزنتني تفجيرات بروكسل وآلمني منظر الدم في هذه المدينة الجميلة التي سعدت بزيارتها وطيبة ساكنيها، وما حدث فيها بفعل إرهابيين هم أعداء الحياة كان جريمة وحشية بالمقاييس كلها.
إني أتضامن مع ذوي ضحايا تفجيرات بروكسل على الرغم من أن هذه التفجيرات لا تساوي واحداً بالألف مما يحصل في مدينة واحدة من مدننا، لكن الإنسان أينما كان يبقى قيمة عليا ويبقى بنيان الله ملعون من هدمه.
إن من غير المستبعد أبداً أن تشهد مدناً أوربية وغربية أخرى هجمات أعنف من الهجمة الإرهابية المستنكرة على بروكسل، والخاسر هو الإنسان في هذه المدن، وليت أن حكومات أوربا والغرب تنظر إلى الخسائر البشرية في تفجيرات مدننا هذه النظرة نفسها، والمثل العراقي القائل (الذي يده في النار ليس كالذي يده في الماء) دقيق جداً، وها قد وصلت النار إلى مدن كانت تتوقع أنها معصومة من إرهاب الإرهابيين ومحصنة من التفجيرات وأنظمتها الأمنية من الرصانة والدقة والقوة بحيث لا يخترقها مخترق، فما المطلوب الآن لتفادي هذه الهجمات وتجنب ما تجره من خسائر بشرية ومادية؟
إن المطلوب أن يدرك صناع القرار في أوربا والغرب كله أن على من بيته من زجاج أن لا يرمي الناس بحجر، وعليهم أن يطفئوا النار التي أججوها في منطقتنا، ويعيدوا إليها الاستقرار لكي يتجنبوا شواظ النار الناتج من حريق هذه المنطقة التي خططوا لإبادة شعبها وتدميرها وجعلها حجراً على حجر، وعلى شعوب أوربا والغرب شريكتنا في الإنسانية أن تدفع ضريبة هذه الشراكة المقدسة وأن تشعر بمعاناة شعوب منطقتنا فتضغط على حكوماتها لكي تضمد جراحاتنا وتكف عن التدخل في شؤوننا، وأن تعترف بأن غزو العراق واحتلاله هو الذي جر البلاء على العالم كله، ذلك البلاء المستطير الذي سيمتد إلى كل مدينة وقرية في العالم مهما كانت تحصيناتها الأمنية، وأن تعتذر للعراق وكل بلد أسهمت في تحطيمه ونشر الفوضى فيه.. بهذا فقط يمكن القضاء على الإرهاب لا بالأسلحة الفتاكة والطائرات الحربية التي تنشر الموت والدمار، كما فعلت في الموصل قبل أيام.
أعتقد جازماً أن نفط العالم كله لا يساوي ما سفكه الإرهاب من دماء في بروكسل وحدها، دعك عن الدماء التي أريقت في باريس وغيرها.
إن دوامة الإرهاب لن تتوقف ما دامت منطقتنا تنتشر فيها الفوضى وينعب في أرجائها بوم الموت، ولا عاصم من الإرهاب ما دام يعيث في أوطاننا تدميراً وخراباً وقتلاً وإبادة، وما دام في منطقتنا رعاة للإرهاب كإيران التي تلعب دور المايسترو للإرهاب على حد وصف عضو ائتلاف دولة القانون عباس البياتي للمرجعية الدينية في النجف.
إن دائرة الإرهاب ستدور على صانعيه في أوربا والغرب إذا لم يسارعوا إلى إطفاء حرائق منطقتنا التي يؤججونها لتبقى مشتعلة وليحصدوا من خلال تأجيجها أموالاً طائلة، ولكن ليدركوا أن الأموال الطائلة التي يكسبونها من حريقنا سيدفعون مقابلها خسائر طائلة بشرية ومادية.
أحزنني ما اقترفه الإرهاب في بروكسل وستحزنني الجرائم التي سيرتكبها هذا الإرهاب الأعمى في مدن وقرى أوربية وغربية، ولكني أنصح الغرب أن يطفئ النيران والحرائق المتوقع أن تشتعل في مدنه وقراه بالمسارعة إلى إطفاء نارنا التي أججها وليقدس شراكتنا في الإنسانية.
الموقع الرسمي للاتحاد العام لشباب العراق في المهجر اتحادنا عضو دائم في اتحاد الشباب العربي وعضو مؤسس لمنظمة ناسيو لطلبة وشباب عدم الانحياز ويرتبط بالموقع مجموعة اعلامية متكامله على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب والانستغرام
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء