أحدث المواضيع

إنها الموصل.. أيها الطائفيون ــ سلام الشماع


لم أستغرب أبداً وأنا أتصفح بعض صفحات الطائفيين أو أقرأ تعليقاتهم على مقالي (إنها الموصل يا همجيي العصر)، وهي تعج بالحقد على هذه المدينة العربية التي لا تجد بين أبنائها من لا يحمل بين خافقيه الشعور القومي العربي والاعتزاز بالانتماء إلى العروبة، ودعك من القليل الذي سار في ركاب العملية السياسية الاحتلالية المرفوضة والمشبوهة والمقيتة.
نعم، لم أستغرب والله، لأني أعرف، أولاً، أن الشعور القومي ضد التعصب الطائفي الضيق، وأهل الموصل برئيون من الطائفية براءة الطائفيين من دين الإسلام، وثانياً، أن للطائفيين مع أهل الموصل ثأر قديم، منذ صمدوا أمام حصار نادر شاه سنة 1743 وأرجعوه مذموماً مدحورا يلعق جراحه.
إن الطائفيين مبتهجون بما حلّ بالموصل وأهلها من إبادة ودمار، فأهل الموصل في نظر الطائفيين دواعش كلهم، وإني أرتكن إلى مقولة رائعة أطلقتها الكاتبة الأديبة الزميلة ذكرى محمد نادر تعليقاً على مقالي السابق، وهي أن الطائفيين شعارهم "(دعشوهم لتقتلوهم) لاقتراف جريمة إبادة شعب بتواطؤ أممي عالمي"، فالحقيقة كامنة فيما قالت وأوجزت، والطائفيون (يدعّشون) كل من يخالفهم فيما تحجرت عليه عقولهم.
ولكي يكون مقالي واضحاً فإني أعني بالطائفيين من شايع إيران وتبعها في دينها الجديد المتبرقع بالتشيع، ولا أقصد الشيعة العرب في العراق أو في أي مكان، كما أعني الطائفيين من منحرفي العقيدة والسالكين طريق التشدد الذي لا يبالي بقتل المسلمين واستباحة أموالهم وأعراضهم من السنة، ولا أعني السنة العرب المتمسكين مع أخوانهم الشيعة العرب بأهداب الوطن والمعتصمين بحبله.
إن قدر الموصليين، كما أسلفنا، أوقعهم بين سندان داعش ومطرقة الأمريكان وعملائهم من سكنة المنطقة الخضراء وآل النجيفي الحالمين بالتسلط على المدينة وأهلها في طموح يتلخص بالإمارة ولو الحجارة.
لكن الطائفيين المبتهجين بإبادة الموصليين والذين (دعّشوا) أهل الموصل أجمعين أكتعين أبصعين أبتعين، يجهلون تمسك القوم بمدينتهم وتفانيهم دونها، ولئن وضعهم القدر في هذا المأزق التاريخي العسير فلأنهم أهله الناهضين بالحمل وحده ولسوف يكون النصر لهم آجلاً أم عاجلاً، ولسوف يرجعون طائرات الغزاة وعملاء المحتلين مذمومين مدحورين، كما أرجعوا نادر شاه بجيوشه العظيمة قبل 273 سنة.
شكرا لك ولمرورك