أحدث المواضيع

التأمر العربي على النظام الوطني في العراق بقلم جعفر عبد عون الفريجي


التأمر العربي على النظام الوطني في العراق
بقلم جعفر عبد عون الفريجي
كنّا على قناعة تامة ان الإمبريالية والصهيونية العالمية تتآمر على العراق بسبب السياسة الوطنية والقومية لثورة ١٧-٣٠ تموز ، حيث من الايام الاولى كان نهج الثورة واضحاً في كل سياقات التجربة، من حيث التوجهات الأمنية وحماية البلد ووحدته الوطنية وتطهيره من الجواسيس والفساد وتعزيز تكامله الاقتصادي والشروع ببناء الانسان العراقي وإعادة تأهيله كي يكون جزءً من مشروع التنمية الوطنية والقومية ، وان يعزز العراق دوره القومي والعالمي كونه احد الأركان الرئيسية في حياة الأمة العربية ، والعمل على حماية ثرواته الوطنية من استغلال الأجنبي الطامع ، حيث كان البلد يعيش تحت خط الفقر ببطالة ذات نسب عالية ، والشركات الأجنبية تستحوذ على النسبة العالية من واردات النفط.
اما عن التآمر العربي على العراق فقد جاء بصيغ وأساليب شتى حيث بدا بالتحريض على تجربة الثورة الجديدة ، وأنها ثورة علمانية تتقاطع مع الدين والإسلام الحنيف ، وان حزب البعث حزب كافر ، وشكلوا جوقات إعلامية تعوي ليل نهار لتشويه سمعة الحزب والثورة ، ونسوا ان الوطن العربي للجميع ، وليس ملك دين او طائفة والعراق يتشكل من قوميات واديان ومذاهب وان الدولة التي تقود البلد عليها حماية امن وكرامة جميع من يعيش على ارضه.
ولما سار نهج الثورة وفكرها بالارتقاء نحو تحقيق المنجزات الكبرى وخاصة في مجالات الصحة والتعليم والجيش والأمن والاقتصاد وغيرها من المجالات شعر بعض القادة العرب بخطر المارد العراقي وخاصة دول الخليج العربي وإيران ، مما دفعهم لخلق المشاكل والمصاعب ووضع العوائق في عجلة الثورة وتنميتها ، وتحريض ايران الخميني بالاعتداء على العراق عسكرياً واعلامياً واقتصادياً ، حتى اشتعلت نار الحرب العراقية الإيرانية وبدفع من المخابرات الامريكية التي أوصلت معلومات للخميني ان العراق سيسقط في الأسبوع الاول من الحرب وان شيعة العراق سيكونون معه وان بعض دول الخليج ستكون معكم وسيكونون في الظاهر مع العراق وهذا ما كشفه الرئيس الشهيد صدام حسين في تسجيل سرب قبل ايّام يكشف فيه الدور الخبيث لمملكة ال سعود وكيف كان عدنان خاشقجي المقرب من الملك فهد يورد الأسلحة الى ايران وقد فضحته فضيحة ايران كيت ، وان السلوك الكويتي والسعودي والإماراتي بعد انتهاء الحرب شكل حرباً اخرى لم تقل شراسة من الحرب العراقية الإيرانية وكانت على شكل حرب اقتصادية لاضعاف العراق وانهاء تجربته العربية الثورة وعدم الفرح كثيراً بالنصر الكبير لقد شكل حقد الكويت والسعودية والإمارات خطراً كبيراً على حياة العراقيين وتجربة ثورة تموز مما دعى السيد الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله الى الحديث في مؤتمر القمة العربية المنعقدة في بغداد عام ١٩٩٠ " قطع الاعناق ولا قطع الأرزاق " باشارة واضحة الى هذه الدول وخاصة الكويت ، وهنالك وثائق مكتوبة بخط يده سأرفقها في هذا المقال.
◦ ان تحرير الكويت لم يكن قراراً شخصياً بل هو نتيجة لتآمر كبير لم يدرك الكثير منا ولحد الان نوع وحجم هذا التآمر ، الكويت مأمورة بالتآمر وهي ليست الا اداة خبيثة تنفذ اجندات صهيونية إمبريالية ، لهذا جاء القرار العراقي كي يدحر ويخمد نار الكويت الخبيثة ازاء العراق ، ومع الأسف لم يدرك العراق انه كان له فخاً كبيراً لكي يؤد تجربة عظيمة في تاريخ الأمة ، حيرت كل المخابرات العالمية بقيمتها وحجم خطرها على مصالحها في المنطقة ، وعمل الاعلام العالمي على شيطنة العراق ونظامه الوطني وفرض حصار اقتصادي ظالم ، كان يهدف الى تحطيم الانسان العراقي المبدع الذي صنعته إرادة الثورة و القضاء على العراق الحر المستقل ، وهذا ما تحقق فعلا من خلال غزو العراق و تنصيب حثالات من كان يسمي نفسه معارضة عراقية ، وكما وصفها المرحوم طارق عزيز انهم مجموعة من السرقات والقتلة وابناء الشوارع ، وفعلا أظهرت الحقائق انهم كذلك وعملاء مأجورين وحاقدين على الشعب العراقي.
◦ لعبت الإمارات دوراً أساسياً في التآمر على العراق وخاصة بعد عام ١٩٨٨ وقدمت الأموال الى حسني مبارك كي يوظف دور مصر التخريبي للتآمر على العراق وتوج ذلك بعد دخول الكويت وصولا الى عام ٢٠٠٣ حيث اصبح دور الإمارات عسكرياً وأمنياً ومالياً ، دون إغفال الدور الاستخباري في التعاون والتنسيق مع قوات الغزو إعلاميا وعسكرياً وتجنيد العملاء، ولَم تكتفي بعد احتلال العراق بل استمرت في تحطيم العراق وخاصة المنظومة القيمية للمجتمع العراقي واستقبلت سراق العراق و حمتهم من كل المسائلات القانونية وتبيض الأموال المسروقة من البنوك والمصارف العراقية .
◦ إن الرسائل والتسجيلات الخاصة بالشهيد القائد صدام حسين رحمه الله التي نشرت مؤخراً ولَم تنشر من قبل تدلل على حكمة القيادة وعظمتها وتكشف خسة الكثير من الأنظمة العربية ودورها القذر في التآمر على العراق وشعبه ولازالوا ينتهجون نفس المنهج الخبيث ، وما خفي كان اعظم .
◦ لقد كان العراق ينطلق من حرصه على وحدة الأمة العربية وسلامة أراضيها والحفاظ على ثرواتها وهويتها العربية الاسلامية ، ولَم تكن له اية اطماع في اَي بلد عربي ، بلد كان سخياً وكريماً مع كل الأقطار العربية ولَم يبخل في عطاءه وحتى في سنوات حصاره الظالم والشواهد كثيرة اذا كانت لمصر او السودان او المغرب العربي ، اما فلسطين و الاْردن فكان لهما اهتمام خاص.
◦ واليوم وبعد مرور خمسة عشر عاماً على احتلال العراق نشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون ظهرت أصوات الاعداء قبل الأصدقاء ونطقت السن الحق التي تنصف النظام الوطني في العراق وقائده الشهيد صدام حسين وخاصة ابناء العراق ان ما قدموه للعراق كان كبيراً حتى في احلك الظروف ،وان عملاء ايران وأمريكا لا يهمهم شعب العراق بل تدميره وسرقة ثرواته وإبقاءه ضعيفاً تنهش به ذئاب النهار والليل وساحة لكل العملاء والجواسيس وسوقا للمخدرات بعد ان كان العراق خاليا من هذه الآفة المدمرة.
◦ الى متى سيبقى هذا التآمر ؟ ومتى تصحوا الأنظمة العربية وتحل خلافاتها وتدرك ان الأجنبي بكل دوله ينفذ مخطط تفتيت الوطن العربي ؟ ولماذا لم يستفد العرب من الحال الذي أل أليه العراق
شكرا لك ولمرورك