أحدث المواضيع

الدكتورخضيرالمرشدي‬ الممثل الرسمي لحزب ‫‏البعث العربي الاشتراكي ‬في حوار مع صحيفة ( جورنال مصر ) ، أجراه الصحفي أحمد عبد الله جاء فيه



● « عزة الدورى » يقود الحزب والمقاومة ومعارك الأمة ضد اعداءها .
● الحكومات العراقية سرقت تريليون دولار من خزانة الدولة .. وبلادنا مهددة بالإفلاس
● نرفض أى فيدرالية أو تقسيم لبلادنا.. وهدفنا إقامة دولة عربية كبرى .

وفي مايلي النص الكامل للحوار :

السلام عليكم دكتور يشرفني إجراء حوار معكم والتحدث باستفاضة عن الوضع في العراق ومشروعكم السياسي .
اهلًا وسهلا بكم ، الله يحييكم وأرحب بكم .

س : كيف ترى أزمة العراق الحالية بعد ١٣ سنة من الاحتلال ؟
- إنها أزمة معقدة بل سلسلة أزمات أمنية وسياسية وإقتصادية واجتماعية وخدمية وعلى كافة المستويات تمثل مجتمعة حجم الكارثة التي يتعرض لها العراق منذ إحتلاله عام ٢٠٠٣ ولحد الآن

س : هل دفعتم ثمن أخطاء صدام حسين ومظلومية الشيعة ؟
- دفعنا ثمن المنجزات الوطنية والقومية التاريخية والحضارية الكبيرة التي حققها النظام الوطني قبل الاحتلال بقيادة الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله .

وما يسمى بمظلومية الشيعة أو غيرهم هي كذبة لم تقتصر عملية اطلاقها في مرحلة النظام الوطني بقيادة البعث والرئيس الشهيد ، بل إنها تدخل في سياق بروباغندا مستمرة لتسويق سياسي معادي ضد العراق بشكل خاص والامة العربية بشكل عام ، يقف وراءها ويغذيها التيار الصفوي في ايران لتحقيق أهداف سياسية عدوانية ، حصل هذا وتم الحديث فيه بقوة أبان التحضير لإحتلال العراق ، لتتلقفه دوائر صنع القرار في اميريكا والكيان الصهيوني ليكون أحد المبررات الكاذبة لإحتلال وتدمير العراق وما نتج عنه من قتل وتهجير وحرمان وظلم وإهانة لشيعة وسنته ، عربه وإكراده ، المسلمين والمسيحيين وغيرهم من القوميات والطوائف الكريمة .

س : ما هو ردك على الاتهامات التي وجهت لكم بتصفية المعارضين و خاصة الشيعة والأكراد ؟
قلت إنها ( إتهامات ) ؟؟ وهي اتهامات باطلة كان يقصد من وراءها خلط الأوراق لتشويه صورة النظام الوطني في العراق وشيطنته وتشويه مواقفه الوطنية والعربية والانسانية والنيل من سمعته وتعطيل توجهاته في محاولة لتبرير العدوان والاحتلال .
علينا أن نفرق بين مايسمى ( معارضة ) أو طبقة سياسية معينة تدعي تمثيل الشيعة والأكراد ، وبين عموم الشعب المؤلف من هاتين الفئتين الذي كان يعيش معززاً مكرماً بأجمعه في ظل دولة قوية مهابة يأمن فيها الانسان على عمله وماله وعرضه ومستقبله ، وبمؤسسات وطنية رصينة ضمنت الحقوق الاساسية لكافة العراقيين في التعليم والصحة والعيش الكريم وركوب ناصية العلم والتكنولوجيا والتطور والتقدم والازدهار في كافة المجالات وعلى كل المستويات ... من المناسب عليك أن تنظر ماذا يجري الآن بعد الاحتلال وفي ظل السلطات التي جاء بها؟ لترى الظلم والاضطهاد والحرمان والفقر والجوع والامية والاهانة والقتل والتهجير الذي يتعرض لها كل العراقيين ... بفعل واقع هذه ( المعارضة ) التي لم تكن الا مجموعة من الحرامية والفسدة والمزورين والعملاء المرتبطين بمختلف اجهزة المخابرات في العالم وهذا ماقاله عنهم أسيادهم وقد اثبتت كافة الاحداث والاعترافات ذلك ... ولعلك ترى وتشاهد كيف إنهم سرقوا ودمروا وخربوا كل شيء جميل في هذا البلد العريق .
أما جوابي على تلك الاتهامات ، ففي مجرى عملية البناء والإعمار التي بدأت منذ انبثاق ثورة ١٧ - ٣٠ تموز عام ١٩٦٨ ، وأثناء عملية الدفاع عن العراق والامة ضد موجات الشر التي كان لايران وعملائِها دور أساسي فيها بدفع من الدوائر الامريكية والصهيونية والتنسيق معها منذ حكم الشاه في ايران والذي كان يمثل بالنسبة لأميركا والغرب شرطي الخليج .. مرورا بنظام الخميني الدجال .. وصولاً لولاية الفقيه بقيادة الخامنئي ... فإن أعدادا مِن العراقيين قد سقطوا شهداء الواجب وهم محط اعتزاز وفخر كل العراقيين وقد أنصفهم البعث وانصف عوائلهم ورعاها ، أما من سقط خائناً أومتآمراً أوعميلاً لايران أو أميركا أو الصهاينة أو غيرهم أو دليلاً للإحتلال فأرى أن ذلك قد وقع طبقاً لقوانين السماء والأرض معاً ويحصل في كل دول العالم التي ترفع فيها مجاميع وعصابات السلاح بوجه الدولة لتخريب الأمن ونشر الاٍرهاب وقتل الأبرياء وتعطيل الحياة وإيقاف عجلة البناء خاصة وإنها تلك الاعمال جاءت تنفيذا لسياسة دول اجنبية معادية للعراق وشعبه .. مثلما فعلت الاحزاب الطائفية الفاسدة العميلة التي تحكم بغداد الان بالحديد والنار اثناء قتالها لصالح ايران ضد العراق وجيشه وشعبه .

س : هل صحيح ان نظام بشار الاسد في سوريا سلم للأمريكان شخصيات قيادية وطنية عراقية لجأت لسوريا بعد احتلال العراق ؟
نعم قام النظام بذلك ، ومنع آخرين أيضاً من دخول سوريا مما عرّضهم للقتل أو الإعتقال من قبل الأمريكان ، والحكم عليهم بالإعدام فيما بعد .
س : ماهي نظرة العراقيين للحزب بعد ١٣ سنة من الاحتلال ؟
حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق لم يكن مجرد حزب سياسي مرحلي أو طاريء ومؤقت في حياة العرب والعراقيين وجاء ليضع برنامج اقتصادي او اجتماعي أو خدمي أو ترفيهي فحسب كما هي بقية الاحزاب الاخرى التي ظهرت في مرحلة ما وسقطت أو أضمحلت وإختفت .
إن من أسرار قوة حزب البعث وبقاءه وديمومته وتمسك العراقيين به هو إنه يمثل ثورة حضارية شاملة في حياتهم يحمل اهدافهم ويعبر عن عقيدتهم وفكرهم الوطني والقومي الإنساني الخلاق ، حقق لهم في فترة حكمه للعراق السيادة والاستقلال والأمن والاستقرار ، وجسد تطلعهم نحو المستقبل وصان وحدتهم وعمّق شعورهم بالعزة والكرامة والغيرة والمروءة ، وهي قيم تحتل أهمية وأولوية في ضمير العراقي يقدمها على لقمة عيشه ويستشهد دونها مضحياً بحياته من أجلها .
هكذا ينظر العراقيون لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي لا يخلو منه بيت من بيوت العراقيين ... الا بيوت الخونة والجواسيس والعملاء الذين يشكلون الطبقة الحاكمة الفاسدة في العراق الان .

س : هل الشيعة يأكلون أنفسهم بعد الحصول على الحكم ؟
أخي الكريم ... يجب أن ننظر للوضع في العراق من منطلق انه صراع بين شعب العراق وقواه الوطنية وبمختلف طوائفه وقومياته وأديانه من جهة ... وبين مشروع إحتلال وطبقة حاكمة فاسدة متسلطة ومجموعة عصابات واحزاب عميلة جاء بها المحتلون الأمريكان والإيرانيون لتنفيذ مشروعهم في الهيمنة والتدمير والنهب وتقاسم النفوذ من جهة أخرى .
هذه الطبقة الفاسدة التي تحكم العراق الآن قد أساءت للطائفة الشيعية إساءة كبيرة بادعائهم تمثيلها وهم الكاذبون ، والمنتمين اليها وهم المنافقون ، لقد أساءوا للعراق وشعبه وأهانوا مقدساته وليس فئة واحدة أو طائفة دون أخرى .

س : تفسيرك لانسحاب الجيش مرتين أثناء الغزو الأمريكي وأمام داعش في الموصل ؟
هناك فرق بين الحالتين ... جيش العراق الوطني قبل الاحتلال قد قاوم المعتدين والمحتلين سنوات طويلة امتدت منذ عام ١٩٨٠ بهزيمة الخميني وإسقاط عدوانه على العراق والامة ، مروراً بمقاومة العدوان الامريكي والغربي والايراني المستمر منذ عام ١٩٩١وحتى الاحتلال عام ٢٠٠٣ ، وانتهاءاً بالمقاومة العراقية الباسلة التي كان جيش العراق الوطني يمثل عمودها الفقري والتي حققت هزيمة القوات الامريكية المحتلة نهاية عام ٢٠١١ ، ولا زالت مستمرة في ثورتها لطرد ايران وأدواتها وانهاء احتلالها للعراق .
أما هزيمة القوات العسكرية والأمنية أمام ( داعش ) فهذا تحصيل طبيعي لقوات تمثل خليطاً هجيناً من الميليشيات وما يسمى ( ضباط الدمج ) الذين يدينون بالولاء لأشخاص واحزاب وكتل طائفية ، وينفذون إرادة دولة اجنبية معادية للعراق وشعبه هي ايران .. ونتيجة لماكانت تقوم به تلك القوات من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ، ومن ظلم وتعذيب واضطهاد للابرياء والاعتداء على ممتلكات الناس وفرض الاتاوات عليهم ... مما هيأ الارضيّة المناسبة لظهور ( داعش ) وغيرها ولذلك أسباب وحيثيات اخرى قد يطول شرحها .

س : كيف تواجهون ميليشيات الحشد الشعبي ؟
هذه الميليشيات المسلحة المنفلتة الارهابية والتي تجاوز عددها مئة ميليشيا مرتبطة بأحزاب السلطة وبالحرس الثوري الايراني وولاية الفقيه في ايران تشكل أدوات ايران واذرعها في إحتلال العراق والسيطرة على مفاصل السلطة والمجتمع ، وهي السبب الرئيسي في انهيار الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والخدمي وانتشار الفساد والرذيلة في العراق .
ولذلك فإن مقاومتها والتصدي لها والعمل مع المجتمع الدولي لملاحقتها ووضعها على قائمة الاٍرهاب الدولية ومحاكمة المسؤولين عنها بارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية تمثل أولى مهمات المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق .

س - كيف ترى دور إيران والسيطرة على القرار السياسي مع أمريكا في العراق ؟
أنشأ الأمريكان بعد احتلالهم للعراق العملية السياسية الجارية لتكون بمثابة نواة لمشروعهم السياسي التدميري الذي استهدف العراق ، وليكون نموذجاً لتنفيذه في بقية الدول العربية ... دخلت إيران وبتوافق وتنسيق ورضى أمريكي لتقود وتدير بشكل مباشر وغير مباشر هذه العملية الفاسدة والفاشلة والطائفية الارهابية التي تسمى ( سياسية ) ، والتي كانت ولا زالت سبباً في الكارثة التي يمر بها العراق وشعبه الكريم ، وبذلك فإن ايران تحتل العراق بشكل رسمي وصريح تنهب الثروات وتتدخل في توزيع المناصب إبتداءاً بمايسمى الرئاسات الثلاث وبقية مفاصل السلطة .
س - ماهو رأيك في "فيدرالية" العراق ودولة الأكراد ؟
أصحاب القرار في أميريكا بعدما أوصلوا العراق الى حافة الهاوية ، فإنهم بدلاً من فتح الحوار مع المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية لوضع حل شامل للازمات المعقدة التي تعصف بالعراق ، فإنهم يعقدون المؤتمرات ويصرفون الجهد والاموال ويستقبلون أشخاص لاحول لهم ولا قوة ، يخططون معهم على إنشاء أقاليم أو فيدراليات على أسس أثنية أو طائفية أو قومية عنصرية ... متناسين إن هذه الرؤى التقسيمية إذا ماأعتمدت فإنها رؤى قاصرة ومُدمّرة لأنها ستُدخلْ العراق في إتون حرب أهلية طويلة ، حتى بين أجزاء تلك الأقاليم أو الفيدراليات ذاتها ، مثلما يحصل الآن من توترات وأزمات داخل إقليم كردستان أو ماسيحصل في أقاليم أخرى يتم التخطيط والضغط لتأسيسها بحجة صعوبة التوافق بين الكتل السياسية المتصارعة على السلطة والمال ، وإن تلك السياسة ستجر دول المنطقة بأكملها الى صراعات دموية قد تمتد لعشرات السنين وستكون مأوى وملجأ لنشوء حركات إرهابية أخرى ربما ستكون أكثر تطرفاً وإجراماً من داعش والقاعدة .
إن الوحدة الوطنية للعراق وهويته العربية كانت وستبقى الضمانة الحقيقية لأمنه وإستقراره وتقدمه عبر التاريخ لإنها مثّلتْ البوتقة التي انصهرت فيها الأفكار والثقافات وتفاعلت فيها الأصول والإثنيات وتآخت وتعايشت فيها الأقوام من مختلف الأديان والمذاهب والقوميات ، وبما يملكه من خزين المعرفة والثروات ، نشأت على أرضه أهم ستة حضارات كانت منبعاً ومصدراً للمعرفة والثروة والتحضر والثقافة والعلوم للانسانية جمعاء .
أما مايتعلق بالشعب الكردي ، فإن إقليم كردستان العراق يحتل خصوصية في تفكير وبرنامج واستراتيجية حزب البعث العربي الاشتراكي ، وأشير في هذا الصدد إلى أن حزب البعث ومنذ بداية حكمه للعراق أقرّ بخصوصية الشعب الكردي العزيز في المحافظات الشمالية واعلن بيان الحكم الذاتي للأكراد في آذار من عام ١٩٧٠ وطبق قانون الحكم الذاتي في عام ١٩٧٤ الذي ضمن للأكراد حقوقهم في المشاركة في ادارة البلاد إضافة الى حقوقهم القومية والثقافية والإدارية واللغوية وكان الحزب ولازال وسيبقى مؤمناً بتطوير الحكم الذاتي للأكراد بما يحقق طموحاتهم ورغباتهم إنطلاقاً من إيمان الحزب الثابت من إن الأكراد مكون اساسي من مكونات شعب العراق ، وقد أقرت المادة الخامسة ( ب ) من دستور جمهورية العراق لعام ١٩٧٠ هذه الحقوق حيث نصت على أن ( يتكون الشعب العراقي من قوميتين رئيسيتين هما القومية العربية والقومية الكردية ويقر هذا الدستور حقوق الشعب الكردي القومية والحقوق المشروعة للأقليات كافة ضمن الوحدة العراقية ) ، وهكذا كان الحزب ينظر الى قضية الأكراد بمنظور انها قضية العراق بأجمعه وليست قضية فئة قليلة او مطالب أقلية قومية وكان يؤمن بوجوب حلها ومعالجتها بمنظور انساني رفيع مع باقي حقوق الفئات الاخرى من الشعب وقد نالت هذه الفئات حقوقها كاملة إذا ماقورنت بما تتعرض له القوميات والأقليات من اضطهاد وظلم وقتل ومن تنكر للحقوق في إيران وتركيا وروسيا وغيرها والذي بات من الانصاف دعمها وإسنادها من قبل المجتمع الدولي لتقرير مصيرها بنفسها .

س - ماهي الطريقة التي قد يتبعها الحزب حول تأسيس دولة سنية في العراق وسوريا ؟
الحزب وفق دستوره ونظامه وافكاره وعقيدته الوطنية والقومية الاشتراكية الانسانية واهدافه واستراتيجيته ، فإنه يسعى ويناضل من أجل بناء الدولة العربية الحرة الموحدة التي تجمع كافة الطوائف والأديان والقوميات ، دولة المؤسسات الديمقراطية والمواطنة الحقة التي تقيم العدل والانصاف والمساواة وتحترم حقوق الانسان وتصون الحريات
ويرفض ويقاوم كافة المشاريع الداعية لإقامة الدول والأقاليم والتقسيمات على أسس دينية أو طائفية او قومية عنصرية او مناطقية او عشائرية .

س - هل يمكن أن تبين لنا موقف الحزب من التدخل الغربي والدعم الأمريكي ومحاربة داعش في العراق حاليًا ؟
موقف الحزب الثابت هو ضد الاٍرهاب مهما كان مصدره ومنشاؤه سواءا كان ذلك الذي تمثله داعش ومثيلاتها ، أو ذلك التي تمثله الميليشيات المرتبطة بايران وبأحزاب السلطة في بغداد .. وبذلك فإن موقف حزب البعث العربي الاشتراكي ، هو دعوة الدول العربية أولاً ، والدول المشتركة في التحالف الدولي ثانياً الى حقيقة أن ( داعش ) اذا كانت هي مشكلة وهي كذلك ، فإنها ليست المشكلة الوحيدة في العراق ، بل إن هناك سلسلة من المشاكل والازمات تحتاج الى حلول ومعالجات جذرية وشاملة ونهائية ، إن استخدام القوة العسكرية فقط للتخلص من داعش فحسب ، سوف يفاقم من الأزمات الاخرى وخاصة سيطرة ايران وميليشياتها التي تزيد عّن داعش بإرهابها وجرائمها وبذلك فإن موقف الحزب يستند الى هزيمة محاربة وهزيمة جميع هذه القوى الارهابية .

س : ما نسبة الشيعة المتواجدين في الحزب ؟
مهما كانت النسبة صغيرة أم كبيرة فإن المقياس الأساس في فكر البعث هو المواطنة الحقة والانتماء والايمان بالعروبة والانسانية ، حزب البعث عابر للطوائف والمذاهب والقوميات والإثنيات ، انه حزب الأمة والعروبة بأطارها الإنساني الرحب والواسع .

س : ماحقيقة الكلام الذي أثير حول الحزب في القتال بجوار داعش ومحاربة الجيش العراقي ؟
كلام لايستحق الرد وهو باطل ،،، لسبب واضح ومعلن وصريح هو أن ( داعش ) قد استهدفت حزب البعث وقادته ومقاومته وثورة الشعب ورموزها منذ أن دخلت وجييء بها ( بفعل فاعل ) لتشويه صورة الثورة والمقاومة الوطنية وضربها والإجهاز عليها من قبل ايران والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ... بعد أن اقتربت فصائل المقاومة وثوار العشائر من أطراف بغداد لتحريرها من ايران وأميريكا وبؤر العمالة والتجسس والفساد والارهاب .

س : هل إن حزب البعث قائم على أساس سني فقط ؟
لقد أجبت على هذا السؤال في أعلاه ضمناً !! وأود أن أضيف إن حزب البعث هو حزب الوطنية والعروبة بأطارها الإنساني الواسع .. وهو بعث لرسالة العرب الاولى بقيَمِها وأخلاقها وأمجادها ، حزب بهذا العمق الفكري والامتدادالتاريخي لايمكن وصفه بمثل ما توصف به احزاب الصدفة والفتنة ، ولا يجوز حشره في زاوية دهاليز الطائفية السياسية المقيتة مثلما يحاول ذلك عملاء إيران وأميريكا .

س : من هي الدول التي تدعم الحزب وهل لديكم موارد ؟
رفاقنا المخلصون الثابتون على الحق ، والخيرون النجباء من العراقيين يمثلون مصدر الثروة والدعم المادي والبشري والمعنوي لحزب البعث ومقاومته وقيادته المجاهدة .

س : ما علاقتكم بتركيا وماهو رأيكم بعدم انسحابها حتى الآن من العراق ؟
يسعى حزب البعث العربي الاشتراكي ومقاومته الوطنية والقومية والاسلامية لإقامة وتطوير العلاقات مع تركيا وغيرها من دول العالم ، بما يضمن الاعتراف بحقوق شعب العراق التي انتهكها الاحتلال ، والعمل على تنفيذها وفي مقدمة ذلك عودة العراق دولة وطنية موحدة قوية حرة مستقلة وذات سيادة كاملة وبنظام ديمقراطي تعددي حر ،،، مع رفض أي تدخل اجنبي او إقليمي ومن قبل اية دولة في شؤونه الداخلية .
الحزب يدعو الى انسحاب جميع القوات الأجنبية من العراق سواءا كانت تركية او إيرانية او أمريكية او غيرها .

س : ما هي الخطوات والرؤية التي تملكونها لتوحيد العراقيين ؟
ما أصاب الوحدة الوطنية والمجتمع العراقي من تصدعات كما يبدو للعيان ، يمثل حالة زائفة وغير حقيقية .. تم تسليط الضوء عليها وتضخيمها لايهام الرأي العام والمجتمع الدولي بأنه لايمكن التعايش بين فئات الشعب بمختلف أديانه وطوائفه وقومياته مع بعضهم البعض مما يقتضي تقسيم العراق على هذه الأسس اللاوطنية تنفيذا لمشروع الاحتلال واهدافه ، ولذلك ان ازالة مخلفات الاحتلال وإزاحة عمليته السياسية وانهاء الاحتلال الايراني كفيل بضمان الوحدة الأزلية المتحققة أساساً بين العراقيين .

س : أنت قلت في لقاء منذ سنة مع ( حسن معوض ) على قناة العربية أن هدف ثورتكم القضاء على النظام الحالي ، كيف ؟ وهل لديكم مشروع سياسي ؟ وما هو ؟
نعم لدينا مشروع استراتيجي متكامل ، إنه مشروع الحل الشامل الذي يتبناه حزب البعث ومقاومته الوطنية هذا المشروع يعتمد على ثلاثة أسس رئيسية :

أولاً : إنهاء الاحتلال الايراني للعراق وهيمنته على مفاصل الدولة والمجتمع ، وتفكيك ميليشياته ، مما يهييء للعراقيين أرضية رحبة للحوار الجاد من أجل التغيير وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية .

ثانياً : تغيير العملية السياسية وهياكلها ومنظوماتها التشريعية والتنفيذية والقضائية تغييراً شاملاً وحذرياً ونهائياً .

ثالثاً : وضع خطة شاملة لبناء وإعمار العراق بالتعاون مع المجتمع الدولي .

س : كيف الطريق لحل أزمة العراق ؟ وما رأيك في عودة حزب البعث ومشاركته في الحكومة ؟ وهل لو عرض عليكم ستقبلوا ؟ وهل حصلت مفاوضات بينكم وبين الحكومة العراقية ؟
قلت لجنابك ، أن طريق الحل يجب أن يكون شاملاً وجذرياً ونهائياً ، يتضمن معالجة كافة الأزمات التي سببها ظهور تنظيم داعش وغيرها من الأزمات وفي مقدمة ذلك جريمة الاحتلال الايراني وجرائم ميليشياته المسلحة ، وضرورة التغيير الشامل في العملية السياسية بمرحلة انتقالية جديدة وحكومة مؤقتة تضع دستور جديد وتلغي الاجتثاث وحظر البعث وتطلق سراح الأسرى والمعتقلين ، وتصدر العفو العام وتحارب الفساد وتحاسب المفسدين ، وتسترجع أموال العراق المنهوبة ، وتباشر ببناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية على وفق قوانينها وانظمتها وتقاليد عملها الوطنية ، وتنهي سياسة المحاصصة والاقصاء .. الى غير ذلك من الإجراءات ... وصولاً لبناء دولة المؤسسات الموحدة الحرة القوية .
هذا هو الحل الذي يدعو له حزب البعث ، وانه لن يشارك في عملية سياسة فاسدة وفاشلة ومنهارة تمثل سببا رئيسياً ومباشرا في الكارثة التي يمر بها العراق .
كما إنني أنفي حصول حوار مع الحكومة وأركانها ، ولن ندخل في حوار مع اي طرف عراقي أو دولي الا على أساس تنفيذ مباديء الحل الشامل والجذري والنهائي لقضية العراق .

س - هل تخلت مصر والدول العربية عن العراق وهل تسعون لتوثيق العلاقات الدبلوماسية مرة أخرى ؟
للأسف هذا ماهو حاصل منذ بداية الاحتلال ولحد الان ، تُرِكَ العراق وحيداً يواجه قدره المحتوم ، وتخلى العرب عن دعم مقاومته الوطنية الباسلة التي رفعت رأس الأمة عالياً بتضحياتها وإنجازها التاريخي بهزيمة القوات الامريكية معتمدة بذلك على الله أولاً ، وعلى نفسها وبما جاد به العراقيون ثانياً ، لقد صد العرب بوجوههم عّن العراق ، وتركوه لتعبث بشؤونه ايران باحتلال صريح ،،، وهو البلد الذي كان مصداً للأمة بوجه الشر القادم من قم وطهران ،،، وهو الذي لم يقصر يوماً في تلبية نداء شقيق او صديق يتطلب دعما بالمال او السلاح او الرجال ، وإن ساحات الأمة في مصر وسوريا والأردن وفلسطين والسودان ، وفي موريتانيا وحتى البحرين تشهد على تلك النخوة العراقية الباسلة ،،، نعم إن قيادة حزب البعث والمقاومة في العراق تتطلع الى دور عربي فعال في معاونتها ودعمها عسكرياً ومادياً وسياسياً واعلاميا وهي تخوض معركتها لطرد الاحتلال الايراني وقوى الاٍرهاب والنفوذ الأجنبي من العراق

س - ما هو المطلوب من مصر في الوقت الحالي إزاء ما يجري في العراق منذ عام ٢٠٠٣ ؟
مصر العروبة في مقدمة بلدان الأمة مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول التحالف العربي والإسلامي ، تقع عليهم مسؤولية مباشرة في دعم واسناد حزب البعث العربي الاشتراكي ومقاومته الوطنية والقومية والاسلامية بقيادة الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الدوري أمين عام الحزب وقائد جبهة الجهاد والتحرير لإنقاذ العراق وتحريره من قبضة ايران ، لأن ذلك يشكل البوابة التي يتم من خلالها تحرير كل الأمة وحماية بلدانها .،

س : لو خضتم الانتخابات النيابية تتوقعون الحصول على كم مقعد ؟
بعد إنتهاء الاحتلال الايراني وتفكيك ميليشياته المجرمة ، وإجراء التغيير الجذري الشامل في العملية السياسية ، وفي ظل دولة وطنية موحدة حرة مستقلة ونظام ديمقراطي تعددي حقيقي بدستور وقوانين حضارية جديدة ، فإن حزب البعث سيكون سعيدا بما تفرزه صناديق الاقتراع والتي ستكون فيها حصته كبيرة جداً ولسنوات طويلة من الزمن .

س : ما هي الشخصيات التي كانت تحكم أيام صدام حسين وهي متواجدة معكم في الحزب ؟
الرفيق المجاهد العزيز عزة ابراهيم أمين عام الحزب وقائد المقاومة في العراق ورمزها الاول ، هو أمتداد لذلك النظام الوطني حيث كان يشغل الموقع الثاني بعد الرئيس الشهيد في الدولة والحزب ، وأنه الان يشغل الموقع الاول في إدارة وقيادة معارك العراق والامة ضد اعداءها .. كما إن معظم رجال المقاومة الوطنية في العراق هم من الرفاق المدنيين والعسكريين الذين كانوا ضباطاً ومنتسبين في الجيش الوطني ومؤسسات الدولة .

س : هل يوجد موقف غربي تجاه الحزب وهل تواصلتم مع قوى غربية ؟
لا زالت الدول الغربية تقف داعمة للحكومة والسلطة التي أنشأها الاحتلال الامريكي للعراق ، وتحاول جاهدة تحت الضغط الامريكي لبعث الحياة في هذه العملية السياسية الميتة وانتشالها من السقوط المحتم .. وبهذا فإن التواصل مع الدول الغربية على المستوى الرسمي لم يتحقق ، ولكن يجب أن لا ننسى أن نشيد بدور بعض المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني الغربية الداعمة والمساندة لقضية العراق ومقاومته الباسلة .

س : ما حقيقة ما جرى في الدوحة من لقاء بين وفد حزب البعث العربي الاشتراكي وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي ووزير خارجية قطر والسفير الأمريكي بالدوحة والى أين وصلت ؟
نعم عقد اجتماع في الدوحة بين وفد من حزب البعث ومعه بعض الشخصيات الوطنية العراقية من جهة ، والسيد وزير خارجية قطر وسفراء دول الخليج العربي الشقيقة وممثل الامم المتحدة في العراق من جهة أخرى ،،، تم فيها عرض موقف الحزب ورؤيته للحل الشامل والجذري لقضية العراق .
ولم يكن السفير الامريكي موجوداً ، ولم يكن مخططاً له أن يكون موجوداً .

س : هل البلاد مهددة بالإفلاس بسبب الفساد وعدم وجود استثمارات وموارد ؟
هذا ماهو حاصل فعلاً بعد سرقة وتهريب وضياع وتبذير مايصل الى ( ١٠٠٠ ) مليار دولار ( تريليون دولار ) حسب اعترافات جهات مطلعة في العملية السياسية ذاتها ، حيث ان السلطة عاجزة عن تسديد رواتب الموظفين منذ ستة أشهر ، يصاحبه ارتفاع خطير في نسبة البطالة التي تجاوزت اكثر من ٤٨٪ من الايدي العاملة ، وبلغت نسبة العراقيين تحت خط الفقر أكثر من ٥٢ ٪ ، وبذلك فإن العراق يقع على حافة الانهيار على صعيد الأمن والاقتصاد والخدمات .

س : العراق إلى أين ؟
في ظل مايجري من صراعات وانهيارات وفضائح في العملية السياسية وأمام أنظار العالم وتحت مايسمى قبة البرلمان ، وغياب السلطة وفشل الأجهزة الحكومية في تحقيق أدنى درجات الأمن والخدمات ، واذا لم تستمع الدول العربية أولا ، والمجتمع الدولي متمثلاً بمجلس الأمن ثانيا وبشكل عاجل وفوري ... الى صوت القوى الوطنية والقومية والاسلامية في العراق ويتم تبني خطة الحل الشامل التي طرحتها قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي والقائمة على الأسس التي ذكرناها في أعلاه ، وفي مقدمتها إزاحة وتغيير العملية السياسية الفاسدة وطرد ايران وميليشياتها ، بما ينقذ العراق من الانهيار الشامل ، فقد تتحول الامور الى فوضى عارمة يصعب السيطرة عليها والتكهن بنتائجها بما يهدد أمن الدول العربية ودول العالم بموجات جديدة من قوى الاٍرهاب والفتنة والتطرف .
شكرا لك ولمرورك