لطالما سمعنا عن تلك الإشاعات التي تطارد النجوم , الذين إنطفئ
وهج نجوميتهم وما أن تطولهم إحدى الشائعات حتى نجد الأضواء تعود لتحتويهم وقد
توصلهم للصدارة من جديد .. هناك
من يقول أن أولئك النجوم هم من يطلقون تلك الشائعات على أنفسهم لإرتقاء سلم الشهرة من جديد حتى بات النجوم يتفننون
بصياغة تلك الشائعات .. فهذا
يعلن وفاته في كل عام مرة او مرتين وتلك تعلن عن قيام أحد المهووسين بالمشاهير
بمطاردتها وذلك يتحدث عن محاولات لا تنتهي لقتله
.. والجمهور دائما مستعد لتصديقهم ونشر أخبارهم
المفبركة وإعادتهم إلى الواجهة من جديد
.. هذا الامر لا يقتصر على نجوم الفن فقط بل أن هناك
من فهم المغزى من هذة اللعبة ورأى فيها طريقة جيدة لتحقيق أهداف يصعب الوصول إليها
بواسطة الطرق الطبيعية .. ألا وهم " نجوم السياسة " وليكون
كلامي أكثر دقة فقد أصبحت هذة اللعبة نهج دول
.. وبما اننا في زمن تعدد الوجوه فكذلك " الفبركة " لها
عدة وجوه .. فمنها ما يكون هدفه تشويه حقيقة ومنها ما يكون هدفه قتل فكرة ومنها ما
يسعى لتلميع جهة مشبوهة , وأسوء أنواع
الفبركات تلك التي قد أسميها " فبركات التعاطف " والتي تنتهجها بعض
الدول أو يمارسها بعض او أغلب نجوم السياسة للوصول إلى تعاطف الجماهير معهم
وبالتالي الوصول إلى كسب الرأي العام لقضاياهم التي يروجون لها .. هذا
ما جال في خاطري وأنا أستمع لخبر محاولة إغتيال المرشح الجمهوري رونالد ترامب
أثناء إلقاءه خطاب طرح فيه وعوده للناخبين في إحدى المدن الأمريكية وعودته إلى
المنصة بعد عشر دقائق من إلقاء القبض على المشتبه به والذي لم يكن في حوزته اي
سلاح ولسوء حظ منافسته الشرسة المرشحة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون حينها
أنها اضطرت لإختصار خطابها بسبب سوء الطقس .. فجاء الجمهور الذي مررت اللعبة عليه
بسهولة ليقول عبر وسائل التواصل الإجتماعي "
كلينتون فرت اليوم من المطر.. وترامب عاد بعد دقائق
من محاولة إغتيال " هذة
الفبركة قد تكون أحد العوامل التي تسببت في قلب الموازين الإنتخابية فبعد أن كانت
هيلاري تتفوق عليه جاء هذا الموقف ليسهل الإختيار على الناخبين الذين لم يقرروا
بعد لمن سيصوتون وأصبح بعدها رونالد ترامب رئيسا للبلاد .
فبركة
أخرى في مكان آخر ولكن بطريقة اكثر عمقا وهدفها أبعد من أن يستوعبه البعض وأقصد
هنا المشهد الذي خيم على إغتيال السفير الروسي اندريه كارلوف في تركيا وبعيدا عن
كيفية تمكن الشاب الذي نفذ عملية الإغتيال من الوصول إلى ذلك المكان وبعيدا عن
كيفية تمكنه من إطلاق 11 رصاصة وإلقاء كلماته الحماسية قبل أن يجد من يوقفه ،
بعيدا عن كل هذا بماذا خرجت حلب التي كان الشاب ينادي بإسمها من هذا المشهد ؟, لا
شيء سوى إيصال رسالة للجمهور المتفرج على المجازر التي تساهم فيها روسيا في سوريا
فحوى تلك الرسالة يقول " إن الارهاب شعاره الله اكبر .. وإن المؤيدين للشعب
السوري والمعارضين لسياسة روسيا على أرض العرب هم مجرد قتلة مأجورين .. وفي
الوقت الذي كانت فيه حلب بأمس الحاجة للحصول على تأييد الرأي العام لقضيتها
ومظلوميتهما جاء هذا المشهد ليحول الأنظار عن حلب وعن المجازر التي ترتكبها روسيا
ونظام الأسد بحق أهلها والتوجه بكل التعاطف إلى بقعة دم نزفت من شحص واحد .
وقبل
هذا كله كانت أكبر عمليات " الفبركة " تلك التي رسمت مشاهدها الولايات
المتحدة الأمريكية معتمدة على إشاعات روج لها شخص مختل يدعى " أحمد الچلبي
" والذي لم يكن إختلاله عقليا بل كان مبدئيا وأخلاقيا ووطنيا وقوميا .. فحين
بدأ يروج عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق وجد الشيطان الاسود القابع في البيت
الأبيض في تلك الشائعات فرصته لتحقيق أهم اهدافه في الشرق الأوسط والمتمثل بتدمير
أهم عدو له ولطفلته الصهيونية المدللة خاصة بعد الرعب الذي زرعه في قلوبهم حين تمكن
العراق من صناعة صواريخ " الحسين والعباس وعابد " والتي يهدد مداها
الوجود الصهيوني في أرضنا العربية "فلسطين"
.. ومن هنا حصلت الولايات المتحدة على تأييد الجمهور
المرتعب في جميع بقاع الأرض مما سهل لها ضرب العراق وفرض حصار مدمر على شعبه ومن
ثم إحتلاله وسلب خيراته وتدمير معالم حضارته ونشر القتل والدمار فيه على مرأى
ومسمع وصمت الجمهور .. ذلك
الجمهور الذي لازال متمسكا بالصمت حتى بعد أن أكتشف أن القضية التي هتف لها وأيدها
ليست سوى " فبركة تعاطف" .
وكم هي بريئة فبركات نجوم الفن التي لا تترك خلفها ضحايا أمام
فبركات السياسة التي تهدم الاوطان
.. هذة اللعبة لن تتوقف , لكن اصبح من الجمهور
بالجمهور قبل أن يمنح مساندته لأي قضية أن يتعلم كيف يميز بين القضايا الحقيقية
وتلك التي لا تتعدى كونها مجرد " فبركة
" ..
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء