يبدو أن من يسمى رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في العراق فاضل ثامر فقد السيطرة على أعصابه فراح يكيل الاتهامات جزافاً وبـ"شكل جماعي"، في مقالة جديدة كتبها بعنوان (عبد الرزاق عبد الواحد بين حرية التعبير ودعم الإرهاب)، بعد أن أدان أدباء كبار ومواطنون ما جاء في مقالته الأولى التي تناولناها بالرد، والتي كان عنوانها (عبد الرزاق عبد الواحد، شاعر كبير أضاع مجده وظلم شعبه).
إن فاضل ثامر يعود في مقالته هذه إلى (تعيير) عبد الرزاق عبد الواحد بوطنيته ومناهضته للاحتلال وعدم مداهنته أو مساومته، كما فعل هو، فهو يقول "لكن مأخذنا ينصبّ جملة وتفصيلا لانتقاله – عبد الرزاق عبد الواحد - من مكانة الشاعر إلى مكانة السياسي، وبشكل خاص منذ سقوط النظام الدكتاتوري، فقد اختار الشاعر أن يناصب خلال هذه الفترة النظام السياسي الجديد في العراق العداء ويتهمه بشتى صنوف التهم كالعمالة للأجنبي والخيانة والدعوة صراحة إلى إسقاط العملية السياسية بكاملها والعودة إلى انموذج النظام الصدامي البعثي المقبور، نظام المقابر الجماعية والتمييز الطائفي وحملات الإبادة الجماعية والعرقية. ليس هذا فحسب، بل انه انبرى ـ من خلال الشعر والنثر والموقف ــ إلى دعم جميع القوى الإرهابية ورموزها وتبرير أفعالها الإجرامية ضد الشعب العراقي وفي مقدمتها داعش التي راهن عليها، وكتب نشيدا لأحد فصائلها الإجرامية "جيش الطريقة النقشبندية"، وختم حياته بتوجيه وصية صوتية يمكن مشاهدتها بالصوت والصورة على موقع "اليوتيوب"، يطلب فيها من زعيم داعش المجرم أبو بكر البغدادي ان ينقل جثمانه بعد وفاته بإشرافه من الأردن إلى بغداد، وهو ما سبق أن أتينا على ذكره بصورة مفصلة سابقاً، فضلا عن ذلك فقد كتب قصيدة رثاء لأحد رموز الإرهاب وهو الشيخ حارث الضاري وشتم الشعب العراقي واصفاً إياه بـ"الهمج" كما شتم جميع المثقفين والإعلاميين ورجال الدين والساسة مستثنياً منهم ما يسميهم بـ"المقاومين" الذين هم في الواقع جزء من ظاهرة الإرهاب التكفيري والعنف الدموي المسلط ضد الشعب العراقي).
لاحظوا كيف يصم الشيخ حارث الضاري الشخصية الوطنية المقاومة للاحتلال بالارهاب لمجرد أنه يناوئ أسياده المحتلين.
وإذا لم يفهم فاضل ثامر ما جاء في الفيديو الذي سجل فيه الشاعر الكبير وصيته ونشرتها بجزئين، والتي إذا عرضناها على أصم أبكم لفهمها، فينبغي أن يرد عليه من شاهد الجزئين وسمع الشاعر وهو يخاطب صديقاً موصلياً له اسمه كفاح قصاب باشي (أبو رؤوف) ويقول له بوضوح (أبو رؤوف أوصيك)، (ووصيتي الثانية يا أبو رؤوف)، فأين اسم داعش أو أبو بكر البغدادي، وهل أن كنية أبي بكر البغدادي هي أبو رؤوف، وثامر فاضل يعلم ونحن لا نعلم؟.. أم أنك تصرّ على افتراء من بعدما دحضته الوصية التي تحدث الشاعر الكبير فيها بلسان فصيح؟ ثم تعال أرنا بيت شعر واحداً قاله عبد الرزاق في داعش، ولا تقل لي جيش الطريقة النقشبندية، فهو ليس فصيلاً تابعاً لداعش، كما تدعي، ولكن عذرك جهلك.
وعلى الرغم من أن فاضل ثامر (ديمقراطي للگشر)، فهو لا يرى الآخرين على حق عندما ناهضوا المحتل، وأن الذي على حق بين واضح هو وسقط المتاع الذين هرولوا إلى تأييد المحتل ومصافحته.
ولم يذكر لنا فاضل ثامر المعايير التي جعلته يسمي "الاحتلال الأميركي" للعراق "تحريراً"؟ وهو الماركسي الشيوعي الذي كان ينادي أن "أميركا قمّة الامبريالية"، وقفز فاضل على ما أكدناه من تعاونه مع المدعو إبراهيم أحمد الذي جاء مجنداً من "الجهات الأميركية" ليعمل مع بريمر لشؤون الثقافة بعد أن وجدوا في ما يكتبه ما يصب في ستراتيجيتهم الثقافية، ولم ينبس ببنت شفة حول هذا الأمر، كما قفز أيضاً، على حقيقة عمله مترجماً للمخابرات العراقية وهو أمر يعرفه العاملون في وحدة الترجمة في "بيت الحكمة" التي كان عضواً فيها، وغض النظر عنها، ولم يرد بكلمة على ذلك.
وعدّ أن هدفنا مما ذكرناه عن تكريم الرئيس الراحل صدام حسين له، والذي نعته في مقاله بـ(المقبور) وكان ينعته سابقاً (السيد الرئيس القائد) ويأبى إلا أن يضيف إلى النعت عبارة (حفظه الله ورعاه)، عدّ هدفنا من ذلك (تسقيطاً) له، وأبدى أسفه لأن الشاعر الكبير سعدي يوسف ذكر أن ثامر كان يتقاضى تكريماً شهرياً من الرئيس الراحل وأن له حساباً في مصرف الرافدين.
ولم يسأل فاضل نفسه كيف ولماذا نبذل جهداً في "تسقيطه" وهو قد سقط فعلاً منذ أول يوم للاحتلال ومصافحته إبراهيم أحمد، فهل هناك عاقل يسقط ساقطاً؟
ولم يذكر فاضل ثامر السبب الذي جعل "الدكتاتور المقبور" صدام حسين يهديه سيارة برازيلي ضمن المكرمين ممن وقفوا مع "قادسية صدام" من الكتاب والشعراء والفنانين؟
ولكي يتنكر لتكريمات الرئيس الراحل صدام حسين له، ويبعد عنه العين، كما يقول البغداديون، فإنه وصف الأدباء الذين يناهضون الاحتلال بأنهم (ما زالوا يحنون إلى نظام الامتيازات والأعطيات والاستخذاء الصدامي، والذي حولهم إلى قطيع ينتظر "عظمة" من سيّده، فيما غض النظر ولم يذكر شيئاً عن الدولارات التي تسلمها من إبراهيم الجعفري يوم تم تنصيبه رئيساً للوزراء عندما حمل فاضل ومن معه، في"خطوة جريئة"، "قلادة الجواهري" وعلّقها على رقبة الجعفري، فكافأه هذا ومن معه بألف دولار لكل منهم؟
فيالرخص الثمن!!
وأيضاً، لأن فاضل ثامر (ديمقراطي للگشر)، فإنه ناقض نفسه في مقاله الأخير، فهو من جهة يقول (تابعت، بعناية واحترام، ما كتبه عدد من الأدباء والمثقفين حول الموقف من الشاعر الراحل عبد الرزاق عبد الواحد، وكانوا بين مؤيد ومعارض، وهو أمر طبيعي يؤكد البيئة الديمقراطية المتوافرة حاليا للحوار وللتعبير عن مختلف الآراء ووجهات النظر)، ومن جهة أخرى يلوح بمقاضاة الشاعر الكبير سامي مهدي ويهدد بمقاضاة آخر.
ويتحدى فاضل ثامر الأدباء المناهضين للاحتلال (أن يقولوا بكلمات بسيطة وصريحة آرائهم ضد داعش وجرائمه وتدميره للثقافة والمعالم الحضارية والآثارية في نينوى وممارسته سياسة الإبادة الجماعية ضد أبناء شعبنا كافة وفي مقدمتهم الايزيديون والعودة إلى ثقافة العبودية والسبي والاسترقاق والتفنن في أساليب القتل والإبادة التي تتقزز منها البشرية)، في حين أن هؤلاء الأدباء، الذين يشعر أمامهم فاضل ثامر بالدونية، يهاجمون داعش بكرة وأصيلاً، وهو يتعمد هذا التحدي لتشتيت الأنظار عن عمالته للمحتل وإشغال من يريد أن يرد على تدليسه بأمور فرعية هو يعرف قبل غيره أن لا وجود لها، على منوال ما يفعل عندما يهاجم قوة طردت الاحتلال وقاومته هي جيش الطريقة النقشبندية، ويتبعها بداعش.
وهو يعيب على الأدباء الوطنيين أنهم (يتمنون سقوط التجربة السياسية بكاملها والعودة إلى الوراء)، ولا يعرف أن دفاعه عن (التجربة السياسية) التي فرضها المحتل هي العيب وهي الكفر في نظر شعبنا الصابر.
إني أتخيل لسان فاضل ثامر عندما يتحدث وعندما يكتب ملفوفاً بأعلام أمريكا وإيران والكيان الصهيوني، فهو متطابق في طرحه مع طروحات هذه الجهات عندما ينكر على العراق حقه في الدفاع عن نفسه أمام المطامع الأجنبية ويسميها حروباً مجنونة، ملقياً المسؤولية على العراق في شنها، في حين أن الوقائع والوثائق والحقائق كلها تؤكد أن العراق كان معتدى عليه.
إن فاضل ثامر، في إسقاط نفسي مرضي، يتهم الأدباء الوطنيين بـ(الافتراء والكذب والتدليس وإطلاق الشتائم البذيئة التي يتعين على المتحاورين من الأدباء والمثقفين ان ينأوا بأنفسهم عنها)، بينما أنه هو الذي يمارسها في مقالاته جهاراً نهاراً، وأننا يجب أن نسكت عن فضح علاقته المشبوهة بالاحتلال.
إن أدباء العراق، وما وجدت بينهم – حاشاهم – من يمالئ الاحتلال أو وقف ضد شعبه، غير فاضل ثامر وقلة معه ممن ارتضوا لأنفسهم وتاريخهم العار، ينبغي أن يتخذوا موقفاً واضحاً وصريحاً من الاتحاد الذي شكله المحتلون بعد احتلالهم العراق، ومن رئيسه الذي نصبوه بتزكية من مجندهم إبراهيم أحمد (الشيوعي المقيم خارج العراق)، فارفعوا أصواتكم برفض هؤلاء الذين أداروا ظهورهم للوطن والشعب، ونظفوا صفوفكم منهم، لكي لا يقول التاريخ يوماً إن عميلاً مثله قاد الاتحاد بوجود فلان وفلان وفلان من الأدباء الوطنيين.
*******************************
شرح الصورة: فقيد العراق وشاعره الأكبر مع صديقه الموصلي كفاح قصاب باشي (ابو رؤوف) الذي يصر فاضل ثامر على أنه ابو بكر البغدادي
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء