أحدث المواضيع

بعد عشرة أعوام على أغتياله ، الشعب يمجدّ دكتاتوره صدام حسين !!


كلشان البياتي
في الأشهر الأولى من غزو العراق ..
لم تظهر لأمريكا أية حسنات تذكر بعد فوضع العراق ومنذ اليوم الأول والذي تمثل بسرقة مؤسسات الدولة ونهبها وحرقها وتدميرها بالكامل !!
ولم تكن أمريكا قد حولت العراق إلى روضة من رياض الجنة والعائلة العراقية كانت ماتزال تأكل من البطاقة التموينية التي أوجدها نظام صدام ووزير تجارته الدكتور محمد صالح الراوي والحصة التموينية لم توزع أربعين مادة تتضمن حتى معجون الحلاقة ومعجون الطماطة وموس الحلاقة وفرش الشعر ولم تكن أمريكا قد مدت أنابيب النفط إلى كل بيت –يسحب العراقي ما يحتاجه من النفط ويتصرف به على هواه ..
في تلك الأجواء ، عندما كانت أمريكا تذلّ العراقي وتهينه في الشوارع والطرقات ويقتحم غرف النوم دون أحم ولا دستور –وبينما كانت الهمرات الأمريكية تتعمد الوقوف في منتصف الطريق وتعرقل مرور السيارات بحجة وجود عبوة ناسفة تستوجب إزالتها ساعات ..
كان بعض العراقيين الموالين لحزب الدعوة والذين دخلوا ممتطين الدبابة الأمريكية – قادمين من إيران وأمريكا ولندن –فرحين بمشروع تحرير العراق وإزالة النظام – ينشرون في الأنترنيت ويثقفون الشارع على كتابّ وصحفييين مدحوا نظام البعث المقبور ..
وضمت القوائم أسماء المئات من الصحفيين والكتابّ وضباطّ الجيش وعسكريين –قوائم تطالب بأغتيال هؤلاء جميعاً لانهم مدحوا الطاغية والدكتاتور صدام لمدة 35 عاماً ..
كنت تقلب مواقع الأنترينت – موقع أثر موقع –تجد أسمك مدرج في قائمة تحت عنوان ومانشيت بارز وواضح –هؤلاء مدحوا الطاغية والدكتاتور صدام –تملقاً ونفاقاً وكانوا يتقاضون أكراميات وهبات وعطايا .
كانوا يبحثون في الصحف اليومية – ويضعون الأسم حتى لو كان كاتبه يكتب في صفحة الرياضة أو صفحة المنوعات والرجيم !!
ألغوا وزارة الأعلام وأعتبروها وزارة موالية لصدام وجودها خطر على حياتهم ومشاريعهم ..
خسر صدام سلطته ورجع مناضلاً من جديد – لا يملك سلطة ولا مال ولا جاه ولا عائلة –مطارد لا يملك حتى دار آمناً يريح فيه جسده المتعب المنهك من هموم العراق بل هموم الأمة برمتها .
لقد تغيرنا نحن الكتاب ّ وتغيرت أتجاهات الكتابة ومسالكها ودروبها وأصبحت الكتابة أجمل وأفصح وأصدق فالأمس كان الكاتب منا يكتب عن صدام حسين وهو رئيس الدولة ويملك سلطة لكن اليوم يكتب عن مناضل وعن مقاوم يملك سلطة أيضا لكن ليس سلطة المال –لصدام حسين سلطة حتى وهو خارج السلطة !!
هؤلاء الدعوجية ومن لف لفهم لا يفهمون بأن الكتابة عن المقاوم والمناضل والثائر أجمل مليون مرة من الكتابة عن رئيس الدولة لكن صدام حسين بالنسبة لمن كان يكتب عنه لم يكن رئيس دولة فهو مناضل قبل أن يستلم رئاسة الدولة وهو قائد قبل أن يكون رئيساً وهو يمتلك السلطة حتى وهو خارج السلطة ..
عندما كان صدام حسين في السلطة ورئيساً للبلد – كان يملك كم مئة كاتب وصحفي يجملون صورته ومواقفه – وربما كانوا يتقاضون كم ألف دينار عطية أو هبة من صدام حسين وربما كانوا يفعلون ذلك خوفاً أو تملقاً أو نفاقاً لكن أصبح لصدام الذي ترك السلطة واصبح حراً منها ومن مشاكلها – مئات الأضعاف من الكتاب والصحفيين فأكثر من نصف الشعب تحول إلى كاتب وصحفي يجملّ صورته ويذكر أنجازاته ومواقفه ويتحدث عن مسيرته ونضاله وهو في السلطة لكن هذه المرة – لن يستطيع أحد أن يتبلى ويلفقّ ويدعي أن صدام حسين كان يدفع عطايا وهبات وكوبونات النفط ويشتري ذمم الكتاب والأعلاميين وليس هناك من يستطيع أن يشتري ذم نصف الشعب .
كم عدد الذين يكتبون عن خصال صدام حسين اليوم –كم عدد الذين يدافعون عن 35 عاماً الذي أمضاه في السلطة وكيف حولّ العراق إلى بلد مزدهر ، قوي تهابه دول كبيرة وصغيرة ؟
كم عدد الذين يريدون أن يعود الدكتاتور صدام والطاغية صدام إلى السلطة وأن دكتاتوريته كانت خير على العراق وطغيانه كان خيراً وبركة على العراقيين فبهما حمى العراق من هيمنة إيران ومن نفوذها وبهما أوصل العراق إلى الذرى وبهما حمى كرامة العراق وحمى أستقلاله وخيراته ..
مانكتبه اليوم عن صدام حسين – لم نكتبه له وهو رئيس دولة .. مانكتبه عنه وهو شهيد بين يدي الله تعالى لم نكتبه له وهو حيّ يرزق –يحوم حولنا بجسده ومانكتبه عنه وروحه تجوب حولنا لم نكتبه وهو يجوب حولنا بجسده ..
مانكتبه عنه اليوم لايشبه ماكتبناه عنه في أول يوم أغتياله أو في الذكرى الأولى لأغتياله فلكما تقدمت السنين كلما تغيرت أوجه الكتابة عنه نحو الأصدق والأجمل لأنه يصبح حاجة ملحة أكثر ولأن حبه يكبر ويتسع وينمو .
بعد عشر سنوات من أغتياله – و14 عاماً على إزالته من السلطة – أذا بحثت أمريكا ومن شاركها غزو العراق –سيجد في كل بيت عراقي داخل العراق وخارجه – هناك من يكتب عن صدام حسين بشغف ولهفة –ينفق مايملكه من مال –أو يخسر راتبه أو حتى حياته – ليكتب ولو بضعة كلمات عن صدام حسين – باني العراق وحامي مجده ، عن صدام المناضل ورئيس البلد والقائد !!
عدد الذين يتكلمون عن سجال وخصال ومواقف وأنجازات صدام حسين للعراق وللأمة –اليوم في وسائل الأعلام _وفي مواقع الأنترينت وصفحات التواصل – زاد وتضاعف ألف ألف مرة لقد عجزت أموالهم وأرهابهم ومشاريعهم ومؤامرتهم عن الحاق الأذى بصدام حسين وعجزوا عن بتره وخلعه من قلوب الملايين فرجل مثله حين يدخل القلب – محال أن يخرج منه لو أجتمع الأنس والجن !!
شكرا لك ولمرورك