أحدث المواضيع

وزارة الخارجية العراقية: دبلوماسية الصعاليك!-الكاتب انمار الدروبي


كتب الدكتور شوقي ضيف في كتابه (العصر الجاهلي) معنى الصعلوك، بأنه الفقير الذي لايملك المال الذي يساعده على العيش،بالأضافة إلى ان لفظ الصعلوك وحسب تعبير الدكتور ضيف تجاوزت دلالاتها اللغوية، وأخذت معاني أخرى كقطاع طرق الذين يقومون بعمليات السلب والنهب، لاسيما أن الصعاليك كانوا قد امتهنوا غزوا القبائل، ولم يعترفوا بالمعاهدات أو الاتفاقيات بين القبائل.
لم تكن  تصريحات السيد(الحاج حمود) الوكيل السابق في وزارة الخارجية العراقية، غريبة  علينا كعراقيين، حيث قال حمود على قناة الشرقية نيوز، بأن أغلب مرشحي الأحزاب والكتل السياسية للعمل الدبلوماسي كانوا بلا شهادات اختصاص، حيث تأتي القوائم من الأحزاب، مثلا الحزب الفلاني 5 وكذلك الحزب الآخر 4، وعندما يقوم السيد حمود وعلى حد تعبيره بمقابلة هؤلاء الأشخاص وبسؤاله لهم ، ماذا تريد أن تعمل في السفارات، يقول له الشخص المرشح كما تشاء، قنصل أو أي وظيفة في السفارة!!! ويؤكد السيد الوكيل بأن هذا الكلام مأساوي في  قضية العمل بالسفارات بدون شهادات أو لغات أجنبية!!! بالتأكيد هذه المعلومات لاتشكل صدمة لنا كعراقيين  وذلك لما شهده العراق من تدمير وتحطيم في كل مؤسساته، وفي رأي المتواضع لاأعتقد بأن ذاكرة السيد الوكيل ضعيفة إلى حد أنه نسي أو أراد أن يتناسى بأن وزير الخارجية نفسه هو مرشح من أحد الأحزاب الإسلامية، وهو حزب الدعوة.
أصبح واضحا بأن هؤلاء المرشحين من قبل الأحزاب والكتل السياسية هم الصعاليك والذين قاموا بغزو  البعثات والهيئات الدبلوماسية في دول العالم وأستولوا على كل الوظائف ،وأزاحوا أصحاب الشهادات والمهنيين من هذه البعثات الدبلوماسية والذين افقدوا الدبلوماسية العراقية هيبتها المعروفة
والتي كانت في وقت ماقبل 2003 تتمتع بالسمعة الرائعة.
الجميع في العراق يعلم  أن السلك الدبلوماسي في عراق ماقبل الاحتلال كان ينافس وبقوة في جميع المحافل الدولية،  وهذا بسبب أن من كان بيده ملف الخارجية العراقية أصحاب خبرة واسعة في هذا المجال.
لقد درسنا في العلوم السياسية مادة الدبلوماسية والتي تعني(فن) بحد ذاته، والذي يتحدث عن كيفية تنظيم العلاقات الدبلوماسية بين بلدان العالم، وأهمية تعيين أشخاص ذات كفاءة عالية  وأختصاص في فن الدبلوماسية، كي يتم تنظيم عمل الهيئات والبعثات الدبلوماسية بحرفية تامة. ومثلما نتحدث عن الأقتصاد والتعليم، فأن السياسة الخارجية هي ترجمة الدولة لمقدراتها وكفاءتها في تحقيق أهدافها الخارجية.   وحتى نستوعب وبشكل عميق فيما يتعلق  بموضوع الدبلوماسية نحتاج إلى الكثير الكثير، لما تقوم به هذه البعثات الدبلوماسية من أعمال ومهام لمتابعة الدولة الموفد  أليها، من خلال تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع هذه الدول. هذا بالأضافة الى قيام الهيئات الدبلوماسية بالتفاوض وعقد الاتفاقيات مع الدول الأخرى.
ان الدبلوماسية لها صلة وثيقة بالقانون الدولي والذي يمثل القواعد والسلوك بين دول العالم، وتحتاج أي  الدبلوماسية إلى ممثلين الدول الذين يحضرون الأجتماعات والمباحثات والمناقشات في الكثير من المسائل واتخاذ القرارات .
أن قضية تعلم اللغات في السلك الدبلوماسي هي من المسائل التي لاجدال فيها والتي يجب أن يكون السلاح الحقيقي والذي  يتسلح   به كل العاملين في هذا المجال، وهذا يتناقض مع ثقافة السرقة والفساد والذي  يعتبر السلاح الذي يحمله السياسي العراقي في الوقت الراهن.
السؤال: هل صعاليك الدبلوماسية لهم القدرة على القيام بهذه المهام ؟؟!!!

شكرا لك ولمرورك