أحدث المواضيع

البعث والمرحلة الراهنة وسياسة القوة الصلبة والناعمة - بقلم جعفر عبد عون الفريجي



تعمل الاحزاب السياسية الثورية في العالم بطرق وأساليب مختلفة تبعاً لطبيعة الظروف الداخلية والخارجية مع الأخذ بنظر الاعتبار نوعية الحياة السياسية في بلدان العالم
أما في العراق فأن الامر مختلف تماما من حيث ظروف العمل السياسي فكل ما موجود في العراق لا يتعدى سوى كذبة أطلقت منذ عام ٢٠٠٣ والى يومنا هذا توطرها ديمقراطية كاذبة ومحاصصة طائفية مقيتة لم تفسح المجال لأية قوة عربية ثورية من العمل بحرية بين صفوف الشعب العراقي ومنها حزب البعث العربي الاشتراكي الذي حكم عليه من قبل الاحتلالين الامريكي والايراني بالقضاء عليه وعلى فكره ومناضليه وأنهاء وجوده التنظيمي ولان البعث هو حزب الامة وفكره أصيل ومناضليه صناديد مؤمنين إيماناً كاملاً بأن النضال الحقيقي هو بتحدي الصعاب و المواجهة المباشرة مع العدو وتحضرني مقولة للرفيق القائد عزة أبراهيم شيخ المجاهدين أن هذه المرحلة هي مرحلة النضال الحقيقي لانها مرحلة أختبار كتبها ألله لنا ليكشف من هو المناضل البعثي الحقيقي وهو يواجه الشدائد ويواجه أكبر قوة غاشمة في العالم لم يفتر نضال البعث في العراق من خلال مقاومته الباسلة للاحتلال وظل مقاوماً شجاعاً مستمراً في قيادة جبهة الجهاد والتحرير مع تخلي عدد من القوى لمشروع المقاومة و تشظوا في تسميات ومشاريع قسم منها مشبوه بأرتباطاته
وبقي الرفيق المجاهد عزة أبراهيم
الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي
القائد الاعلى للجهاد والتحرير مع رفاقه في العراق يقاومون أشرس أعداء الأمة والتاريخ ويواجهون الاستشهاد كل لحظة وقدموا قوافل من الشهداء خلال خمسة عشر عاماً وليس معهم غير ألله و الأحرار من شعب العراق وأسألكم بألله هل يجوز لاي واحد منا أن كان في العراق أو خارجه من الذين يعيشون في أمان ورغد الحياة أن يزاود على الرفيق العام ورفاقه ؟
لقد وهبنا ألله قائداً متميزاً في كل مقاييس الصفات الحميدة المتمثلة بألايمان بألله والشعب والمبادئ والشجاعة الفائقة وبمرحلة من أصعب المراحل التي يمر به العراق والامة العربية فأستحق أن يطلق عليه قائد لاعظم مقاومة سياسية وعسكرية على مدى التاريخ ألا وهي المقاومة العراقية الباسلة التي سطرت الملاحم البطولية إن توصيف ما ورد أعلاه يدخل في إطار القوة الصلبة المقاومة وهي أستخدام القوة والأساليب العسكرية في كسب المعارك واليوم لابد من الحديث عن دور القوة الناعمة في تحقيق المنجزات والانتصارات على الساحتين السياسية والاعلامية ويمكن أجمال مظاهر القوة الناعمة للحزب من خلال
أولاً: القيادة القومية
تضطلع القيادة القومية من خلال أعضاء القيادة ومكاتبها وجماهيرها بمهمة تاريخية في مرحلتنا الصعبة هذه ودعم مقاومة شعبنا في العراق واتباع أساليب جديدة في التحرك العربي والدولي مع الاعتزاز بالجهود التي قدمت وتقدم وهي جزء من نضالنا جميعاً وكل ما نقدمه لا يرتقي ليوم واحد من حياة من وضعوا أرواحهم مشاريع أستشهاد فداءً للبعث والعراق
أذن ما هو المطلوب ؟
١- تفعيل عمل الرفاق كل حسب تخصصه وأستثمار ذلك في العمل وخارجه من أجل دعم المقاومة العراقية وأستثمار كل وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي .
٢- تشكيل لجنة ترصد ممارسات الحكومة العميلة في العراق وكشف جرائمهم من قتل وتهجير وسرقة وفضح قياداتهم وخاصة أولئك الذين يحملون الجنسيات الأجنبية وتقديم شكاوي ضدهم بحسب القانون في تلك البلدان.
٣- أقامة أسابيع سنوية في كل الساحات وفِي توقيت واحد يسمى يوم المقاومة العراقية أو أي أسم ترونه مناسباً وأيصال صوتنا الى العالم كله وهل يجوز محاربة خمسة ملايين بعثي في رزقه وحياته وأمنه وحريته.
٤- توسيع نطاق وعدد المنظمات الواجهية التي تتبنى الفكر القومي العربي حيث أننا بحاجة الى صيغ وأشكال تتناسب وحجم قضيتنا وعدم الركون الى الصيغ التقليدية التي عفى عليها الدهر.
٥- أيجاد وسائل للوصول الى أمريكا اللاتينية وخاصة هنالك عدد من الدول لها مواقف أيجابية معنا وتقف بالضد من الاحتلال وحكومته العميلة.
٦- العمل على أصدار أحصائيات شهرية عن جرائم حكومة الاحتلال ودور أيران في هذا وأستغلال الموقف الامريكي ضد أيران وتفعيل ساحة أمريكا حتى ولو كانت مسرحية ولكن الشعب الامريكي عاطفي يصدق الظاهر وهذا ما يسهل أقامة الأنشطة المختلفة.
٧- أستثمار قادة النظام الوطني من وزراء وغيرهم للتحرك على الانظمة العربية وكشف الحقائق وما يجري في العراق لكل الشعب العراقي.
٨- نحن بحاجة الى شخصيات عربية تمتلك مهارات الحديث الغنية بالمعلومات كي نستثمرها في وسائل الاعلام المختلفة.
٩- الابتعاد عن الخطاب الهجومي ضد أي دولة عربية والعمل على كسب هذه الانظمة وعدم فتح جبهات تقف بالضد منا فقد كلفنا ذلك الكثير على مستوى الداخل والخارج.
١٠- نحتاج الى المرونة الثورية دون خسارة مبادئنا في العمل السياسي ومراجعة الخطاب السياسي والاعلامي وتوخي الدقة في بياناتنا وعدم الانزلاق أاستخدام مصطلحات لا تنفع بأي شيى
١١- الدعوة لعقد مؤتمر لمناقشة أهم أساليب القوة الناعمة التي تخدمنا وما هي مصادر التمويل التي تسهم في تنفيذ خطة القوة الناعمة.
ثانياً: مكتب الثقافة والاعلام القطري
لابد من توجيه الشكر للجهد الاعلامي للرفاق في المكتب وأسلوب إدارتهم للعمل الاعلامي رغم الصعوبات التي تواجههم ومنها المالية وحرية الاتصال والحركة ومع هذا لابد لي من تأشير بعض النقاط التي أجدها مهمة وأساسية .
١- العمل على أصدار فيديوهات تكشف طائفية الحكومة العميلة وممارساتها التي تطعن بالرسول صلى ألله عليه وآله وأصحابه وسلم
وكيف تشجع الدولة على ذلك ؟.
٢- تزويد أجهزة الاعلام العربية وخاصة القنوات الفضائية بألاحصائيات والارقام التي تكشف التي تكشف عدد المغدورين والمعتقلين الذين تكتظ بهم السجون والمعتقلات دون محاكمة.
٣- تكليف أساتذة الادارة والاقتصاد بعرض ونقد الموازنة العراقية والكشف عن السرقات بألارقام والتمييز بين المحافظات العراقية والتنبيه على أن هذه الموازنات المخصصة للوسط والجنوب لا تخدم شعبنا هناك بل هي غنائم توزع على المليشيات من خلال مشاريع وهمية وأن حزب الدعوة هو من علمهم هذه الطريقة في السرقة.
٤- تكليف أساتذة القانون الدولي لرفع مذكرات ودعاوى ضد الحكومة العراقية والاحزاب والمليشيات الطائفية على كل جريمة ضد أبناء الشعب العراقي.
٥- ضرورة الاهتمام بألاعلام المرئي من خلال الفيديوهات القصيرة والسريعة والتي تحمل عدد من الموضوعات الى جانب الموضوعات السياسية فألاغنية القديمة التي يرافقها بعض اللقطات من المدن العراقية لها أثر على مشاعر العراقيين.
٦- توجيه الرفاق جميعا بالكتابة في موضوعات تصدر قائمتها عن طريق مكتب الثقافة والاعلام تأخذ بنظر الاعتبار طبيعة المرحلة والحدث.
٧- أيجاد صيغ جديدة لاستثمار الحب الجماهيري الذي يحظى به الحزب ونظامه الوطني السابق في الأوساط العربية وتحويل ذلك لتوسيع رقعة الحزب الشعبية والتنظيمية.
٩- توظيف قدرات الرفاق بشكل أيجابي وخاصة أولئك الناشطين في مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي و أيصال التوجيهات الخاصة بأسلوب العمل الناجح كي يكون العمل منظم وضمن منهج واحد يحقق ما نصبوا أليه.
١٠- مراجعة خطة العمل الثقافي والاعلامي التي أطلقها قبل سنوات الرفيق القائد والوقوف عند نقاطها الاساسية وتقييم ما تم أنجازه وأيجاد السبل الجديدة التي تتناسب والمرحلة الحالية.
ثالثاً: مكتب العلاقات الخارجية
تقع المسؤولية بحجمها الأكبر على عاتق هذا المكتب كونه المحور الاساسي لتطبيق سياسة الحزب في ميدان أستثمار القوة الناعمة والتحرك على دول العالم .
إذا كانت ثورة الاتصال الجديدة قد ساهمت في صناعة المفهوم الاعلامي الجديد ( كل مواطن هو أعلامي ) عبر أستخدامه جهاز الموبايل فأن الرأي وضع المواطن أمام مهمة دبلوماسية وأصبح له تاثير في صنع السياسة الخارجية من خلال الدبلوماسية الشعبية وهذا ما نحتاجه الان وهو يتلائم مع وضع حزبنا وعليه فأنه يقع على عاتق مكتب العلاقات الخارجية القطري والقومي مهمات كبيرة لانجاز المهام المطلوبة التي تتناسب وحجم التحدي الذي يعيشه حزبنا.
أرى من خلال ما تم توضيحه العمل على
١- الاهتمام بالنخب العلمية والفكرية والثقافية البعثية الموجودة داخل التنظيم وخارجه لتنفيذ أستراتيجية الحزب في أستخدام القوة الناعمة.
٢- أعادة النظر بهيكلية مكتب العلاقات الخارجية وتقييم أعضائه بحسب نشاطهم ودورهم أخذين بنظر الاعتبار طبيعة ساحات تواجدهم .
٣- أعادة تقوية التحالفات مع الاحزاب والمنظمات والحركات على المستوى الوطني والعربي والعالمي.
٤- أستثمار الدبلوماسية الشعبية وأنشاء واجهات فعالة لتطبيقها.
٥- أعتماد أساليب جديدة للتفاوض مع الداخل وأختراق الاحزاب والكتل والشخصيات مع العلم بأن هنالك جهوداً جيدة في هذا المجال ولكننا بحاجة الى أختراق أكبر وعدم وضع فيتو على ذلك.
٦- التركيز من خلال الاعلام واللقاءات التي يجريها مكتب العلاقات على حقيقة أن الولايات المتحدة الامريكية تركت العراق في فوضى أمنية وسياسية وأقتصادية وأنها سلمت العراق لايران ومليشياته.
٧- العمل على كسب شخصيات عربية ودولية تتحدث بأسمنا وتنقل وجهة نظرنا وهذا يأتي من خلال عمل جاد كالنحت في الصخر وخاصة في ساحتي أمريكا وأوروبا .
٨- أستثمار المرحلة الراهنة وتكثيف جهود فضح النظام الايراني في كل دول العالم وخاصة في أوروبا وتشكيل لجان ضغط على مستوى كل الساحات وتسقيط ممثلي المليشيات وواجهاتها أنها فرصة لابد من أستغلالها.
الخاتمة
هذه مجموعة أفكار و ملاحظاتها أبغي من خلال المساهمة في تفعيل عملنا وأني لا أستهدف أشخاص بل أوضح سياقات العمل التي تحتاج الى التجديد كل فترة وأعلم جيداً بأن الكثير من النقاط المشار أليها أعلاه قد نفذت بروح نضالية عالية وكان لدور الرفاق الأثر البالغ في أنجاز المهام الموكلة لهم
شكرا لك ولمرورك