الدكتور خضير المرشدي
الإضاءة الخامسة : مايسمى الربيع العربي والثورة السورية ... حيث جاء في حديث الرفيق الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي مع جريدة القدس مايلي :
بإختصار شديد فإن الثورات والانتفاضات التي حصلت في الاقطار العربية ضد الأنظمة الاستبدادية الفاسدة العميلة الخانعة المستسلمة والمفرطة بحقوق الامة لصالح اعدائها بل والمتحالفة مع هؤلاء الأعداء ، جاءت كتعبير عن حاجة الجماهير العربية وتطلعاتها برفض التبعية والهيمنة الابتزاز والاستغلال الداخلي والخارجي ، ورفض الظلم والقهر والحرمان ، والمطالبة بالحرية والعيش الكريم وغيرها من الحقوق الانسانية ، وقد حققت هذه الثورات أهدافها الأولية باسقاط الانظمة الهزيلة وكشفت عورات هؤلاء الحكام وهزالتهم وضعفهم امام إرادة الشعب ، الذي اذا أراد الحياة يوما ، فلا بد ان يستجيب له القدر ، وهكذا كان ... ولكن للاسف ان هذه الثورات لم تكمل تلك الاهداف التحررية الكبرى التي تصب في مجرى الاستقلال الوطني والقومي والمصلحة العربية العليا للأمة ، وتقزمت نتائجها بمجردعملية التغيير للحكام ، واقتصرت على بعض الامور المطلبية ، وذلك لاسباب عديدة من أهمها عدم وجود قيادات واعية ورصينة ولديها نظرة بعيدة للتغير المطلوب منها ، والالتفاف على هذه الثورات من قبل قوى الثورة المضادة الخارجية منها والداخلية ، وكان من نتيجة ذلك أن تمت مصادرة هذه الثورات ، فبدلا من أن تحقق نهضة عربية على طريق وحدة الامة واستقلالها وسيادتها ، فإنها تراجعت بسبب هيمنة وتغلغل فئات واحزاب وجماعات مرتبطة بالاستعمار والامبريالية ومشاريعهما .
لكن تبقى أرادة الشعب هي الاقوى والأقدر على تصحيح مسار هذه الثورات ، وما نراه الان ونلمسه من حراك جماهيري شعبي ثوري تحرري الا دليل على ان لحظة الحقيقة في تصحيح هذا المسار ستأتي ولو بعد حين سواءا في المغرب العربي او في مشرقه من الاقطار العربية .
أما في سورية الحبيبة ، سورية العزة والعروبة ، سورية الثورة ... فإنني مؤمن تمام الايمان بإن ثورة الشعب السوري المباركة سوف تنتصر على نظام الطاغية السفّاح ، نظام الخيانة والرِّدة والتآمر على الامة وفكرها وعقيدتها منذ ان تسلط على رقاب الشعب السوري ، والذي باع سورية للفارسية الصفوية وللصهيونية من قبل بتحالفه مع قوى العدوان ضد كل ماهو عربي ، ان الشعب السوري المكافح ومقاومته الوطنية وفصائلها المسلحة والسياسية مدعوان للوحدة والتحالف والتكاتف للسير بالثورة السورية وتحقيق أهدافها الوطنية والقومية التحررية بعيداً عن الصراعات والارتباطات مع هذا الطرف الدولي او ذاك ، الا بما يحقق الدعم الإيجابي لانتصار الثورة ، خاصة في ظل الصراع الدولي الخطير الذي تدور رحاه على الارض السورية والذي يهدد أمن الشرق الأوسط والعالم برمته ، طالما استمر هذاالنظام العميل بارتكاب جرائمه بحق الشعب السوري ، وطالما انه قد سلم مقدرات سورية لايران الصفوية ، وجعلها ميداناً لصراع الدول الكبرى التي لايهمها الا مصالحها فقط .
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء