أحدث المواضيع

البعث ... وحدة القيادة وإستقلالية القرار

الدكتور خضير المرشدي
بين آونة وآخرى يظهر علينا نفر من الناس بمقالات أو منشورات أو مقابلات تثير السخرية وتدعو الى الشفقة على من كتبوها وروّجوها ، عندما يمنّون أنفسهم بالحديث عن وجود محاور في حزب البعث والايحاء بوجود إنشقاقات بين صفوفه على أسس طائفية ، قد بقي الحزب متحصنا منها والحمدلله ، رغم الاجواء الملوثة التي زرعها المحتل واذنابه في المجتمع العراقي والعربي ، ورغم محاولات الدفع باتجاه نشر الفتنة الطائفية بين صفوف الشعب !!!

وعندما تأكد هؤلاء وأسيادهم ، من فشل مآربهم وغاياتهم وأحلامهم في النيل من وحدة الحزب ووحدة قيادته وقراره المستقل في تصديه لطابور الأعداء والعملاء ، ومن الفشل فِي تحقيق اهدافهم باستهداف وملاحقة ومحاصرة واغتيال واعتقال قيادة وكوادر الحزب ومناضليه ،،، فإنهم لجئوا لأساليب التشويش والتشكيك بمواقف القيادة وإخلاصها لقائدها وحزبها وشعبها وأمتها والعلاقة الرفاقية المصيرية بين أعضائها ، كما ولجئوا لأساليب بعيدة عن القيم الانسانية والاخلاقية والاجتماعية ، لم يعتدْها العمل السياسي من قبل وبأي مستوى من مستوياته ، ولو بحدوده الدنيا ... فبدلاً من نقد الفكرة والموقف والحوار حولهما مثلما يحصل في كل العالم ،،، إنحدر هؤلاء لمستوى مقزز من الشتيمة وتلفيق التهم الرخيصة وفبركة وترويج الأخبار الكاذبة والإساءات المقصودة ضد عدد من أعضاء القيادة وكادر الحزب البارز في عطاءه والمتميز في تصديه لقوى الاحتلال والشر والعدوان .
ففي الوقت الذي ندرك فيه إن السبب اليقين في ذلك هو مدى تأثير الحزب وفعل مناضليه داخل العراق وخارجه في أفشال مشروع الاحتلال وفضح عملائه من خلال وقفة التصدي الشجاعة من قبل هذه النخبة المبدعة من كوادر الحزب في مواجهة قوى الشر والباطل وأعوانه وذيوله في العراق والامة ... فإنها تعبير عن فشل وإفلاس وبؤس وإحباط من يقف وراءها ويغذيها ، والذي بات متوهماً إن بإستطاعته النيل من المكانة الاعتبارية لرجال صقلتهم التجربة القاسية التي يمر بها حزبهم وشعبهم وأمتهم وهم في مقدمة عناوينها ، أو أن يتمكن من ثنيهم عن اداء واجباتهم النضالية .
من الواضح إن هذه التخرصات والترويجات والإساءات التي يتبناها ويروّج لها ذوو العقول المختلة والمهووسة بمرض الطائفية الخبيث لا يمكن أن تتوقف يوماً طالما أن البعث قد وضع في صلب فكره وعقيدته وإستراتيجته نبذ ومحاربة تيارات الانحراف والعمالة والطائفية والتخلف والتطرّف والارهاب والفساد والإفساد ، وجعل من عنوانه الاكبر وحدة الشعب والوطن والامة وبعث قيمها الانسانية الرفيعة عابراً بذلك كل الجزئيات والمسميات الفئوية الضيقة .
إن من يراجع تاريخ الحزب منذ نشأته وحتى الان ، سيجد إن من بين من تحدث من اعضاءه بطائفية أو عنصرية أو فئوية أو عشائرية أو مناطقية أو قطرية ، قد لفظه الحزب خارج صفوفه ، ورماه في مزبلة التاريخ ، ليؤكد البعث في ذلك صفاء فكره ونقاء عقيدته وعمق رسالته وعِظَمَ مسؤوليته الوطنية والقومية والانسانية .
إننا ندرك إن من يقف وراء هذه الأثارة الاعلامية والاستهدافات الفجة والإساءات المقصودة للـحزب هي جهات محلية وعربية ودولية ... قد وفرت الغطاء والامكانيات لنفر ضال في محاولة لإرباك القوى الوطنية وفِي مقدمتها البعث بهدف تمرير مخططاتها في تثبيت أركان العملية السياسية الفاسدة في العراق وتنفيذ أجنداتها ومشروعها الطائفي التقسيمي في الامة بأجمعها من خلال تلك الممارسات 
... فلهذه الجهات والاطراف المعروفة بنواياها نقول ... إن قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي بأسماءها المعلنة وغير المعلنة ، لن تنال منها تلك الاستهدافات والإساءات ، ولن تلتفت لمثل هذه التخرصات والترويجات مدفوعة الثمن وواضحة الاهداف ، وليعلم هؤلاء إن القيادة ومن خلفها كادر كبير من البعثيين الصادقين الاصلاء وجماهير غفيرة من شعب العراق العظيم والشعب العربي المجيد ، ماضية في التصدي لقوى الاحتلال والتجزئة والتقسيم والرذيلة والتخلف والقهر والانحطاط ، وإنها اليوم تمرُّ بأعلى درجات قوتها وتفاهمها وتآزرها وتماسكها وتراحمها ومستوى محبتها لبعضها البعض ووحدة قرارها ومصيرها .
وسيبقى البعث حزب الصادقين المخلصين الثابتين على الحق والمضحين بأموالهم وأنفسهم من اجل شعبهم ووطنهم وأمتهم ، ولن يكون فيه مكان لعابث أو فاشل متصيّد أو منافق أو عنصري أو طائفي بغيض .
ومن الله العون والتوفيق .
شكرا لك ولمرورك