أحدث المواضيع

أقرأ في مقال الكاتب القطري عبد الله العمادي


بكل اختصار ودون كثير شروحات وتفصيلات، فإن ما يجري في ديالى هو تطهير طائفي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فماذا يمكن أن نسمي قتل الأهالي على الهوية ،وتدمير مساجد أهل السنة على يد الميليشيات الشيعية؟ إنه دون ريب تطهير طائفي بحت، ودفع أو إجبار للأهالي على الخروج، شاءوا أم أبوا، بطريقة وأخرى، لكي يتم تمهيد المحافظة تدريجياً وتحويلها إلى جغرافية شيعية بامتياز، يسهّل الأمر على طهران الوصول إلى بغداد لأي غرض شاءت، بالإضافة إلى تأمين مساحة لا بأس بها لتامين الحزام الحدودي مع العراق، تكون المحافظة التي تنتظر سكاناً جدد، إحدى النقاط الحدودية التي تعمل على تأمين الجارة الكبرى ايران، من أي ارتدادات سنية محتملة على المدى القريب أو البعيد.
التطهير الطائفي في ديالى لابد له من فزعة إقليمية، قبل أن تكون دولية، باعتبار أن ما يجري هو أقرب إلى أن تكون إبادة جماعية، الأمر الذي يخالف كل القوانين الدولية، وبالتالي يتطلب تدخلاً دولياً سريعاً، وإن أي مماطلة في ذلك، ستكون نتيجتها استمراراً للجريمة وبالتالي انتقالها إلى محافظات أخرى على الخط الحدودي مع إيران، ولا تنتهي حتى يكتمل الحزام الحدودي، وتتحول كل المحافظات إلى شيعية موالية لنظام ولاية الفقيه، تعمل جميعاً على أن تكون حزاماً دفاعياً أو خط الدفاع الأولي لإيران ضد كل ما يمكن أن يكون خطراً محتملاً عليها.
أحسبُ أن النظام الدولي الذي استمر يتعامى عن مأساة مضايا السورية لشهور عدة، ورأى الناس كيف تموت جوعاً، لن يلتفت كثيراً إلى ديالى وأحداثها، في ظل ما يمكن أن يُفهم من الأحداث على أنه توافق شبه معلن على تمكين الشيعة من جغرافيات عراقية واسعة، ضمن ترتيبات دولية أوسع لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات: واحدة للشيعة وأخرى للسنة وثالثة للأكراد.. فما كنا نقرأه في تقارير القوى الكبرى قبل سنوات مضت حول مشروع التقسيم، بدأت الأحداث المتجسدة على أرض الواقع، تثبت أن تلك التقارير لم تكن هزلاً أو نوعاً من الترف البحثي والفكري، وإن تنفيذ مشروع تقسيم العراق جار على قدم وساق، وإن الهزل كان في عدم قراءة تلك التقارير والإشارات بشكل عميق، فيما يأتي الهزل الأكبر والمتمثل في هذا التواطؤ الدولي الفاضح على تقسيم دولة أو قوة عربية، وبأيدي إيرانية ذات روح طائفية وعرقية عنيفة، قد بانت آثارها على أجساد الأهالي في ديالى وعلى دورهم ومساجدهم وغيرها كثير.
شكرا لك ولمرورك